تبسيط مفهوم التقبّل
March 15, 2019
من المجتمع
المهم أن لا تقيد نفسك بمظاهر الكمال والايجابية أملاً بتلك الصورة المحمودة..
فأنت جميل ومميز بكل احوالك .. بنجاحك وفشلك .. بحلمك وغضبك .. بحكمتك وجنونك .. بجانبك المضيئ امام الاخرين وجانبك المظلم الذي لا يعرفه سواك .. بجبنك وشجاعتك .. بحبك وخوفك ..انت جميل بهذا المزيج ..هكذا اراد الله ان يبهرنا بكم الجمال حتى بالأضداد ..
فالضد يظهر حسنه الضد .. عندما تحب هذا المزيج الخاص بك من الصفات ولا تخجل من ان تقدم نفسك كما انت بحلوك ومرك سيجعل منك شخص يصعب اختراقه .. سيجعل منك نسخه متوافقه من الداخل والخارج وفي هذا الاتصال والتوافق سكينة وسعادة ..
لن اقول أن عليك تقبل صفاتك ومشاعرك السلبية فقط بل عليك أن تستمتع بوجودها وأن تحبها .. فهي لم تخلق عبثاً .. بل خُلقت لخدمتك ..
نعم كل الصفات خلقت لتستفيد منها ..لا لتكون عبئاً عليك ..وسبباً لمشاكلك في الحياة ..كما صورها لك عقلك ..
فالمشكلة الحقيقية لا تكون عندما تشعر بمشاعر كالفشل ..الاحباط ..اليأس …الكره .. الغيرة .. الخ وإنما عندما ترفض وتنكر على نفسك ان تحمل مثل تلك الصفات والمشاعر ..وبالتالي تبحث عن مبررات لهذا الرفض وتقاومه ومن ثم تتجاهله الى ان يصبح مخزَّناً باللاوعي بداخلك .. فأنت هنا أحتفظت به .. وفتحت لنفسك باباً من المشاكل.
أما عندما تتقبله فقط فأنت تشعر به وتسمح له بالمغادرة بعد فترة قصيرة .. وبالتالي لن يتغير حبك لذاتك .. ولن يكون هناك مشكلة من الأساس .
ولكن كيف تتم عملية تقبُّل المشاعر ؟!
عندما كنت اسمع كلمة تقبّل المشاعر السلبية لم اكن افهم كيف تتم عملية التقبل لمثل هذه الصفات وانا اعلم انها ليست صفات جيدة .. هل اكذب على نفسي عندما أفشل بمهمة ما وتنتابني بعض المشاعر السلبية فأقول انا اتقبل صفات مثل الفشل.. الاحباط واليأس وهي مذمومة بالمجتمع بل ومذموم صاحبها بالقرآن ومن ثم يتردد علي قول الله ” إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ” فيقول لي عقلي يعني انا كافرة اذا شعرت باليأس …. !!
ويستمر التخبط وتتفاقم المشكلة وتضاف مجموعة صفات ومشاعر سلبية لسابقتها .. وكل هذا حدث لأني تفاعلت مع مشاعري وأخذت أفكر وأحلل كل ما اشعر به وابحث عن مبررات لمشاعري ..
الموضوع أبسط من ذلك ..
..