قال علماء أميركيون إنهم عثروا على مجموعة من الجينات التي تستحث الاختلافات في نمو المخ لدى الرجال والنساء، كما تحفز على بدء مرحلة البلوغ لدى الجنسين.وعرض باحثون من جامعة «كولومبيا» الأميركية في دراستهم أدلة جديدة على وجود تأثيرات جينية مباشرة، تلعب دورها في تنمية الشبكات العصبية بشكل مختلف بين الجنسين، وهو الأمر الذي قالوا إنه يضع الأساس بمحاولة فهم الفوارق في نشوء المخ ونموه لدى الرجل والمرأة، وأسلوب عمله لدى كل منهما.ونشر الباحثون نتائج دراستهم أول من أمس في مجلة «إي لايف» التي يدعمها معهد «هوارد هيوز» الأميركي، ومؤسسة «ويلكم تراست» البريطانية، ومعهد «ماكس بلانك» الألماني. وأجروا أبحاثهم على الديدان الأسطوانية.ويعرف العلماء منذ أمد طويل أن البلوغ يصاحبه حدوث تغيرات في الدماغ، على شكل تنشيط للخلايا العصبية المولدة للإشارات الهرمونية، إلا أن الأسباب التي تدفع الدماغ إلى البدء في إفراز الهرمونات عند البدء بمرحلة البلوغ ظلت غير معروفة. كما توجد لدى كل الحيوانات، ومن ضمنها الإنسان، اختلافات جسدية وسلوكية صارخة بين الذكور والإناث، ومن ضمنها اختلاف الحركات.وقال أوليفر هوبرت، البروفسور في قسم علوم الحياة في جامعة «كولومبيا»، إن «هذه الدراسة أظهرت أن مسارات الجينات المشرفة على الضبط والتنظيم، تعمل داخل خلايا عصبية معينة، لكي تحث على إحداث اختلافات تشريحية ووظيفية داخل أدمغة الذكور والإناث».وأضاف الباحثون: «لقد وجدنا بشكل متميز أن كل عنصر فاعل داخل تلك المسارات مصون، أي أنه محفوظ، سواء داخل الديدان أو الإنسان، وهو الأمر الذي يعني أننا كشفنا عن مبدأ عام، هو أن اختلافات المخ بين الجنسين تتحدد بالرموز الجينية».
الشرق الاوسط
