• Saturday, 11 May 2024
logo

قصة الرجل الذي أنقذ النحل حياته

قصة الرجل الذي أنقذ النحل حياته
تربية النحل ساعدت أحد المحاربين القدماء على التعافي من جروحه النفسية، فكيف حدث ذلك؟بعد 20 عاماً من الخدمة في صفوف الجيش الأمريكي، أصبحت حياة إريك غراندون في دوامة تأخذه شيئاً فشيئاً إلى منحدر سحيق.فالخدمة العسكرية لهذا الرجل في منطقة الشرق الأوسط لست مراتٍ، شارك في إحداها في عملية "عاصفة الصحراء"، ألحقت ضرراً بالغاً به جسدياً وذهنياً، وبشكل تدريجي.ولذا، فعندما ترك الخدمة في عام 2005، كان يعاني من مؤشراتٍ وأعراض ما يُعرف بـ "متلازمة حرب الخليج"، وكذلك نوعٍ من الاضطرابات النفسية يحمل اسم "اضطرابات ما بعد الصدمة".وفي عام 2011، استحوذت ذكريات مروعة ورهيبة بشكل خاصٍ على تفكير غراندون، وأدت إلى جعله غير قادرٍ على مواصلة عمله كمساعد لخبيرٍ في العلاج الطبيعي.ولعامين كاملين، ظل الرجل فريسةً لصراعٍ مريرٍ مع القلق والاكتئاب والأفكار الخاصة بالإقدام على الانتحار. ويصف غراندون هذه الفترة بالقول إنه كان يستيقظ في كل يومٍ، متسائلاً عما إذا كان هذا هو اليوم الموعود الذي سينتحر فيه أم لا.وفي عام 2013، جاء دور رفيقه المحارب القديم جيمس ماكورميك مدير برنامجٍ زراعيٍ مُخصصٍ للمحاربين والمحاربين القدماء ليمد له يد العون، ما أدى إلى أن تتغير حياته تماماً.فقد شجعه ماكورميك على الانخراط في مجال الزراعة، الذي ساعده هو نفسه قبل ذلك على التغلب على "اضطراب ما بعد الصدمة" الذي كان قد أُصيب به.وعلاوةً على الزراعة، انجذب غراندون إلى تربية النحل. وقال في هذا الشأن: "كانت لحظة دخولي إلى خلية للنحل للمرة الأولى هي تلك التي حدث فيها السحر، وهي التي لاحظت فيها كذلك أن العالم الخارجي يبتعد. لم تعد هناك أفكارٌ تسيطر علي أو تقتحم ذهني، ولا قلق ولا كآبة".لكن راحة البال المستجدة هذه على حياة غراندون وُضِعَتْ على المحك عندما ضربت كارثةٌ طبيعيةٌ مستعمرته من النحل، لتُدَمَرْ الخلايا بفعل أحد الفيضانات.ويتذكر الرجل تلك اللحظات العصيبة بالقول: "بدا الأمر أشبه بخسارة كل شيء. أعني أنني كنت قد وجدت وقتها للتو شيئاً يبقيني في حالة جيدة، وفجأة أُخِذَ مني. أعتقد أن الأمر كان يشبه أن تتناول عقاراً من شأنه إنقاذ حياتك، وما إن تبدأ حالتك في التحسن، حتى يؤخذ منك على حين غرة".في الفترة التالية لذلك، تلقى غراندون 20 خليةً جديدةً وكذلك ملكات نحل بمساعدة زملاء له ومن أحد مرشديه في مجال تربية النحل أيضاً، كما عُرِضَت عليه 360 ألف نحلة من مزرعةٍ أخرى.ويقول غراندون إنه شعر بأنه عاد للوقوف على قدميّه من جديد، وكأنه بدأ يتلقى العلاج مرةً أخرى. ويستطرد بالقول: "أعجز حتى عن شرح طبيعة الشعور الذي ساورني عند اكتشافي لذلك".ويشير إلى أن من مدوا له يد العون لم تكن لديهم أي فكرةٍ عن هويته، "ولكنهم شعروا بأن الأمر يستحق، أو أنني جديرٌ بما يكفي - على ما أعتقد - لأن ينقذني أحد".ويضيف الرجل أن تربية النحل تجعل من ينخرط فيها يكتشف أشياء جديدةً دائماً، قائلاً في هذا الصدد: "في كل مرة تفتح فيها الصندوق يكون مختلفاً، وتكون إزاء بداية جديدة".






بي بي سي
Top