• Tuesday, 14 May 2024
logo

هل أسرع طريق إلى السعادة هو عدم القيام بشيء على الإطلاق؟

هل أسرع طريق إلى السعادة هو عدم القيام بشيء على الإطلاق؟
بالنسبة للبعض الطريق إلى السعادة رحلة لا هوادة فيها وكلما حاولت أكثر تحصل على المزيد.
فكر فقط فيما تقوله إليزابيث غيلبرت في مذكراتها الملهمة الأكثر مبيعاً: (طعام..صلاة..حب)، حيث تروي بعض النصائح نقلاً عن معلمها فتقول:"إن السعادة تأتى نتيجة جهد شخصي. أنت تقاتل من أجلها. تسعى اليها".
تصر عليها وأحياناً تجوب العالم بحثاً عنها". وتواصل:" يجب عليك أن تشارك على نحوٍ مثابر في التعبير عن النعم التي تتمتع بها. فإذا ما وصلت لحالة السعادة يتعين عليك بذل مجهود جبار للابحار قدماً وللأبد في طريق السعادة كي تبقى طافياً في القمة فإن لم تفعل فسوف يتسرب منك رضاك الفطري".
ورغم أن هذا النوع من السلوك قد يكون فعالاً بالنسبة للبعض، تظهر أحدث الدراسات العلمية أنه قد يعود بنتائج عكسية على بعض الأشخاص فيؤدي مثلاً للشعور بالتوتر والوحدة والفشل الشخصي. وحسب وجهة النظر هذه يفضل النظر للسعادة على أنها طائر بري كلما حاولت جاهداً الإمساك به، كلما طار بعيداً أكثر.
هذه النتائج تساعد في شرح مشاعر التوتر والإحباط المألوفة لدى البعض خلال المناسبات الخاصة مثل أعياد ميلادهم أو الكريسماس أو اليوم الأخير من العام. الا أن الدراسة خلصت أيضاً الى نتائج معمقة بشأن سعادتك على المدى البعيد مع بعض الإرشادات المفيدة لتنظيم الأهداف الأوسع لحياتك.يرى ماغليو أيضاً أن "السعادة يمكن أن تُستمد من شيء مفرح يمكنني الاستمتاع به الآن إلى شيء مضني يتطلب منى العمل عليه مراراً وتكراراً".
يذكرنا هذا بتوصيف إليزابيث غيلبرت في كتابها (طعام..صلاة..حب) :" مجهود جبار للابحار قدماً وللأبد في طريق السعادة كي تبقى طافياً في القمة". هذا هو بالضبط نوع التفكير الذي يجعلنا في الواقع -بحسب دراسة ماغليو -أقل سعادةً.
هذه النتائج لا يجب ألا تؤخذ على نحو يثبط علاج مسائل الصحة العقلية الجدية مثل الاكتئاب. فعندما يتعلق الأمر بمشكلة طبية، يكون دائماً من الأفضل طلب المساعدة من المتخصصين. ويحاجج ماغليو بأن النتائج ليست سبباً لتجنب اتخاذ قرارات كبرى في الحياة من شأنها أن تحسن من رفاهيتنا مثل ترك شريك الحياة العدواني. فأحياناً نكون في حاجة للتركيز على سعادتنا المباشرة.
إذا لم تكن تواجه تحديات كبرى في الحياة، فان هذه التأثيرات قد تقود الى إعادة التفكير في سلوكياتنا وتصرفاتنا.
يشير ماغليو الى أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعلنا على وجه الخصوص نهتم بحياة الآخرين التي يظهرونها لنا بشكلٍ منمق وجميل مما قد يزيد من رغبتنا في حياة أكثر سعادة واثارة.
كما أعرب عن اعتقاده بأننا سنكون أكثر سعادة فيما لو تجنبنا النظر للآخرين لوضع معايير لما قد يرقى لحياة جيدة وذات مغزى ويقول: " اذا ما كنت تتذكر بشكل مستمر صديقك وهو يقضي إجازته في ذاك المكان الغريب أو في حفل عشاء راقي، أعتقد أن هذا سيذكرك بأن أناسا آخرين أكثر سعادة منك ويجعلك تبدأ العمل مجدداً على هدف السعادة" مضيفا:" أعتقد أن هذا النوع من السعادة في تنامي هذه الأيام".
من جانبها تشير مواس الى الكثير من الأبحاث التي توصلت الى أن الناس الذين لديهم سلوك أكثر تقبلاً للمشاعر السلبية بدلاً من محاولة التصدي لها باستمرار كأعداء للرفاه يصبحون في الواقع أكثر رضاً بحياتهم على المدى البعيد.
وتشرح قائلةً:" عندما تسعى وراء السعادة قد تصبح أكثر إطلاقاً للأحكام وأقل تقبلاً للأشياء السلبية في حياتك. تقريباً توبخ نفسك على المشاعر التي لا تتماشى مع السعادة". ولهذه الأسباب تنصح مواس بتبني أسلوب أكثر اتزاناً لمواجهة تقلبات الحياةبحيث يمكنك تقبل المشاعر السيئة والأحداث العابرة بدلاً من محاولة القضاء عليها بالكامل.
هذا كله لا يعني التخلي عن بعض الحيل الصغيرة مثل الاحتفاظ بـ "سجل الامتنان" وممارسة السلوك اللطيف مع الآخرين والتي تزيد من السعادة وخصوصاً اذا كانت تجعلك قانعاً بين الحين والآخر. ولكن لا تتوقع تحسناً كبيراً وفورياً في مزاجك وحاول ألا تسأل نفسك على الدوام كيف تشعر.
السعادة حقيقةً مثل حيوان بري وفي اللحظة التي تتوقف عن مطاردتها، قد تأتي طواعيةً من تلقاء نفسها.




بي بي سي
Top