• Monday, 13 May 2024
logo

هل يمكننا أن نخدع الشيخوخة؟

هل يمكننا أن نخدع الشيخوخة؟
ما هي الشيخوخة؟ لو أمكننا التدقيق في جزيئات الخلايا لرأينا تراكما من التلف يلحق بها وبالأنسجة والأعضاء التي تشكلها حتى ينتهي الأمر بوهن الكائن الحي جراء هذا التراكم التلفي، وهو ما يشرحه الطبيب الدنماركي كارى كريستنسن بقوله "الشيخوخة تبدأ حين لا يستطيع الجسم تعويض الجزء التالف بتجديد خلاياه وأنسجته".أمضى كريستنسن سنوات طويلة في العمل كطبيب حتى سأم مداواة المرضى، وهو الآن يدير المركز الدنماركي لأبحاث الشيخوخة، حيث يسعى لدرء المرض عن البشر في المقام الأول.يشير كريستنسن إلى ما أحرزته البشرية من تقدم، ففي منتصف القرن التاسع عشر كان متوسط العمر يناهز الأربعين بأغلب بقاع العالم، بينما الآن تُقارب الأعمار ببعض بلدان شمال أوروبا الثمانين وباقي العالم في سبيله للحاق بها.ويرجع ذلك غالبا إلى قلة وفيات الأطفال لا لطول العمر، ومع ذلك طرأ تغير آخر واعد لا ينبغي إغفاله، إذ يقول كريستنسن إن صحة المسنين الآن أفضل مما سبق مدللا على ذلك بالأسنان التي أصبحت صحيحة أكثر لدى كبار السن وصحتها في تزايد مع مرور العقود.ويشير الطبيب إلى أن الأسنان تعد مقياسا للصحة العامة، إذ تساعد الأسنان السليمة على تناول الطعام الذي يغذي الجسم، كذلك قد تؤشر صحتها على صحة أعضاء الجسم الأخرى.ولا يقتصر الأمر على الأسنان، إذ يقول كريستنسن إن الكبار يحرزون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء، ويربط بين ذلك وتحسن ظروف المعيشة حول العالم "فالظروف المعيشية الأفضل تقترن بتعليم أفضل وعمل أفضل أيضا". وهو يعتقد أن هذا التقدم سيستمر ولكن لأي أجل؟وتعد الفرنسية جان-لويز كالمون صاحبة أطول عمر يسجَل في العالم، إذ بلغت 122 عاما وقد وافتها المنية عام 1997، أي قبل أكثر من عقدين طرأ خلالهما الكثير.يعد عالم الفيزياء الحيوية توهين بوميك سليل أسرة من المشتغلين بالطب في بنغالور بالهند، وكثيرا ما دارت أحاديث المائدة عن مرضى لم يتمكن أبوه أو أعمامه من إنقاذ حياتهم، وكلما سأل عن سبب الوفاة جاء الرد أن جعبة الطب قد خلت ولم يعد بالإمكان تقديم المزيد، وهو ما جعله يعرض عن فكرة أن يصبح طبيبا ويتحول بدلا من ذلك إلى عالِم يبتكر الجديد من الطب.ويقول إن الوفاة بسبب الشيخوخة تأتي مقترنة بخلل في وظائف الأعضاء الحيوية كالقلب والرئتين والكبد، ولو أمكن زراعة عضو سليم من متبرع لكانت فرصة أخرى للمريض ولكن إيجاد متبرع ليس بالأمر السهل، فهناك من المحتاجين أكثر من المتبرعين.وتطول القوائم أمام كبار السن في شتى أنحاء العالم بانتظار زراعة كلى أو قلوب لهم، ناهيك عن صعوبة توافق الأنسجة؛ حتى أن المريض قد يأتيه الموت قبل تلقي العضو لزراعته.
وبدلا من انتظار الدور، فكر بوميك في "تخليق" أعضاء جديدة، باحثا عن إمكانية طباعة عضو سليم يقبله جسم المريض.ويقول "لنَقُل إنك بحاجة إلى كبد وقد حددت الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي حجم وشكل كبدك وبالتالي العضو الذي يضاهيه، ونقلت الصورة إلى الكمبيوتر"، بالتالي يمكن طباعة مجسم لكبد صناعي بنفس المواصفات.




بي بي سي
Top