• Saturday, 11 May 2024
logo

قوة القصص

قوة القصص
اذا اردت ان تضع فكرة ما في عقل شخص فكل ما عليك فعله هو ان تحكي له قصة
فالقصة اقوى من اي كلام و من اي وعظ او حث او تشجيع و الهدف من حكاية القصة هو لانها الطريقة المثلى لايصال الفكرة او التاثير على الناس او حتى دفعهم للقيام بشئ ما
تلك الجدة نجحت في نقل مشاعر الخوف للاطفال لكي تمنعهم من التحرك و الابتعاد بعيدا عن اعين الكبار و فعلت ذلك في شكل قصة فلو قالت هناك بعبع خلف الظلال فقد يصدق البعض و البعض قد يتجاهلها اما اذا حكت قصة طفل صغير لم يرض ان يسمع للكبار و قرر الذهاب خلف الظلال و هناك فجأة راى ذلك الوحش المخيف المسمى كذا و الذي يفعل كذا و كذا و و شكله كذا و كذا غالبا سيمتنعون جميعهم خوفا
عناصر القصة و طريقة سردها هي ما جعلت الاطفال يخافون و الخوف سيمنعهم من التفكير في مدى صحة القصة , النقطة الاهم هو انها اضافت قصة طفل اي انها ربطتهم بالقصة فالطفل قد يكون احدهم
فاذا اردت من شخص ان يفعل شيئا ما او يمتنع عنه فهذا الاسلوب لربط شخص في القصة و جعله يتخيل نفسه هو بطلها و يواجه احداثها و هنا تضع رسالتك في عقله و تجعله هو الضحية التالية في حالة لم يسمع التحذير هو طبعا ليس الاسلوب الامثل لحماية الطفل فالطفل الخائف ايضا يتعرض للخطر
لا شئ اقوى من الخيال بداخل العقل فهو تذكرة الوجود في العقل الباطن و برمجته ليجعل من هذا الخيال جزءا من واقع الانسان
مع مرور الزمن تفنن الناس في سرد القصص في عدة اشكال منها الاشاعات فاذا اردت ان تدمر صورة شخص ما او تحسنها فكل ما عليك فعله هو نشر قصص عن هذا الشخص و كم هو شخص جيد او سيئ و دع الناس يتناقلونها و الغريب انه من النادر جدا ان يقوم احدهم من التحقق من مدى صحة ما وصله و من المؤكد ان تلك القصة تتضخم في حجمها عندما تصل لاخر شخص في تلك التجمعات البشرية او المجتمع فيصبح صاحبنا ملاك طاهر او شيطان رجيم
فالقصة ستكون فيلم سينمائي عن موظف يعيش حياته اليومية في ملل و روتين و فجاة يتعرض الى حادث او موقف اليم و صادم يقلب حياته راسا على عقب و ربما يخسر الكثير لدرجة تجعله لا يبالي و تتوالى الاحداث و تظهر شخصية الرجل الحقيقية في كل مرة يواجه فيها تحديا مما يغير حياته للابد و لا تعود حياته القديمة منطقية بالنسبة اليه فيقرر ان يتخذ مسارا جديدا افضل و بواقع اجمل
و احيانا تكون القصص على شكل صدمة للمشاهدين انفسهم بالذات اذا كانت تحارب افكار سلبية مثل العنصرية و الكراهية و المواقف السلبية تجاه احداث ذلك البلد و القصص تاتي على شكل حملات لتغيير الوعي و جعل الناس جزءا من التغيير و التقدم
فتجد بلادا كانت تقبع في الفقر و البطالة و الياس و الامراض و الجوع قد اصبحت خلال عشرة سنوات بلد ذا اقتصاد قوي و فيه توفر الحكومات لشعوبها كل الخدمات و تسعى لتطويرها و بالمقابل يقوم الشعب بدوره باحترام القوانين و العمل بجهد لجعل عالمهم افضل لهم و لمن ياتي من بعدهم و يستمرون في استخدام القصص كاحدى الوسائل لمنع الفساد او الضرر على اناس و كاسلوب للتواصل فيما بينهم
يمكن للمسؤولين ان يقفوا في خطب طويلة و مملة عما يجب على الناس ان يقوموا به الى ان تحل تلك الازمة او يحصل تغيير ما و لكن ذلك لن يلقى اذانا صاغية اذا لم يكن مرتبطا بحياة المستمعين و يؤثر في مشاعرهم و يحرك افكارهم بشكل جيد
و بعض الحكومات او المسؤولين يستخدمون اسلوب القصة في شكل شائعة لكي يشغلوا الراي العام عما يفعلون لمصالحهم الخاصة و ما يحدث فعلا و يؤثر في حياة الجميع بدلا من ان يستخدموه في شحذ همة المواطن ليكون جزءا من الحل
و بعض الدول تظهر شخصياتها على انهم اشخاص عظماء يبنون دولة عظمى فيحدث ذلك في ارض الواقع
القصص التي يحكيها الاساتذة لطلبتهم ترافقهم و تصبح جزءا من شخصياتهم و يظلون يتذكرون ذلك الاستاذ المميز الذي ترك بصمة جيدة في حياته او ذلك الشخص السيئ الذي يود لو لم يكن استاذه





شبكة ابرك للسلام
Top