• Sunday, 22 December 2024
logo

ستوكهولم سيندروم

ستوكهولم سيندروم
أعراض ستوكهولم أو ستوكهولم سيندروم كما هو معروف في الأوساط المتخصصة، مرض نفسي ينشأ من الخوف الشديد والرغبة في النجاة. عندما تتعرض الضحية للإعتداء والتهديد والرعب بشكل متقطع فإنها تطور نوعا من التعاطف والحب مع الجاني، بل تتبنى جميع مواقفه وتصبح من ضمن أعضاء فريقه إن تطلب الأمر فتمارس تعذيب الآخرين أو القيام بكل ما يقوم به الجاني وترى جمالا فيما يقدم عليه مع الآخرين.

هذة آلية الدفاع الوحيدة التي تستطيع من خلالها الضحية المغلوب على أمرها النجاة من غضب الجاني وتجنب إعتدائه عليها. في معظم الحالات تأخذ الضحية وضع الداعم والمساند للجاني وفي حالات أخرى تمارس هي التعذيب وإذلال كل من يحاول تحدي سلطة الجاني أو تهديد مكانته. تمارس الضحية ذلك السلوك دون وعي كامل منها أو إدراك إلى أنها تحولت إلى جلاد ربما أقسى من الجاني نفسه.

مكة سندروم
مكة سيندروم على الجانب الآخر هو الترجمة المباشرة للأعراض. سمي ستوكهولم سيندروم بهذا الإسم نسبة إلى مدينة ستوكهولم حيث وقعت حادثة سطو مسلح على أحد البنوك في مدينة ستوكهولم وتم إحتجاز ٤ رهائن فيما بعد رفضن الإعتراف على الجناة أو تقديم أي معلومات تعاطفا معهم. وعلى هذا الأساس يمكننا تسمية ما تعاني منه النساء العرب بمكة سيندروم بإعتبار أنهن مضطهدات بإسم الدين، ويتم ترويعهن وترويضهن بإسم الإسلام وقوامة الرجل. إذا من المنطقي أن تحظى مكة بالإسم.

المرأة العربية تتعرض منذ ولادتها لشتى أنواع القمع والقسوة والإذلال بإسم الدين وبإسم العادات والتقاليد الشرقية وبهذا تحولت إلى جلاد متعاطف مع الرجل المجرم الأول الذي مارس عليها جميع أنواع الرعب والإرهاب حتى سارت على دربه في قمع وتهديد أبنائها وتحويلهم إلى نعاج ترعى الكلأ ولا حول لها ولا قوة أمام جبروت وسطوة الجلاد.

بقي أن نعرف أن البشر عندما يكذبون فإن الله لا يحتاج إلى القيام بأي شيء ليردهم إلى جادة الصواب، إذ يكفي أن يتركهم في طغيانهم يعمهون فيذوقون نتيجة ما كذبوه في حياتهم اليومية. الآن وبعد كل هذة السنوات بات جليا للجميع أن الخلل في تلك التعاليم والأعراف التي تم حرفها عن مسارها وتحويلها لمصلحة الرجل وطوعا لرغباته الجامحة في السيطرة والتسلط وبسط النفوذ.

لقد تم تدمير المرأة العربية وتحطيم نفسيتها إرضاءً لغرور الرجل «الشرقي» وتحقيقا لرغباته الجامحة. ماذا سنفعل حيال ذلك؟ نبدأ بالقانون دائما. في أوروبا لم يكن الناس رائعون ولكن القوانين الصارمة روضتهم وجعلتهم إنسانيين. نحن على الجانب الآخر ننتظر المسؤلين في الدولة «رجال» يتحولوا إلى إنسانيين وينصفون المرأة ويأتوننا بالقوانين التي تحميها وهذا لن يحدث أبدا. لن يتنازل الرجل المستبد عن عرشه بسهولة وعلى الوعين من الرجال والمتضررات من النساء المطالبة بقوة بقوانين تحمي المرأة والطفل من الإستبداد والظلم والقهر. طالبوا بقوانين تحميكم لأن التجربة الدينية قد تم إختراقها وتحويلها لصالح الرجل. القانون فقط هو القادر على إعادة الحق لأصحابه وإنصاف المرأة وإستعادة كرامتها.

شبكة ابرك
Top