• Sunday, 28 April 2024
logo

هل تدرك معنى الحياة؟

هل تدرك معنى الحياة؟
يعيش الرجل في العالم العربي حياة بائسة في الغالب ويفشل في إدراك المعنى الحقيقي للحياة. فالرجل يعاني من أمراض نفسية وعقد إجتماعية واضحة تظهر على شكل سلوك متطرف مع أفراد أسرته، فيخسرهم ويخسرونه. يريد أن يتحكم ويريد أن يسيطر ولا أحد يعلم لماذ؟ لماذا يريد الرجل العربي السيطرة على المحيطين به، هذا غير مفهوم. مفاهيم المجتمع حول دور الرجل في البيت مخزية، فثقافتنا العربية في مجملها تتوقع من الرجل أن يعمل ككلب حراسة، أو مستبد، أو سلطان في مملكة مكونة من شعب لا حول له ولا قوة.

الرجل من جانبه يصدق الكلام المتداول وينفذ وكأنه لا عقل له. لأن أصحابه يتعاملون برعونة مع عائلاتهم ينفذ هو نفس الأمر. لأن أحد رجال الدين المنحرفين عن العقل والمنطق أخبره أنه يجب عليه جر أسرته بالسلاسل إلى الجنة، يصدق بكل سذاجة. لأنه رأى أبوه يهين أمه كل يوم، هو يفعل كذلك. ما تلك الحياة البائسة التي يعيشها الرجل العربي؟ هل هذة حياة تستحق أن يحياها الإنسان؟ كل يوم صراخ، إنفعال، قلق، شد أعصاب، أوامر متتالية، خوف من الناس ومن نظرتهم، محاولات مرهقة لعيش توقعات الآخرين، والقائمة تطول إلى ما لا نهاية. الرجل العربي لا يعيش الحياة مع أفراد أسرته وإنما يعيش نسخة مما يعتقده معظم المعتوهين في المجتمع. لم تبقى فكرة سيئة إلا وتبناها الرجل العربي وعاشها وإكتوى بنارها وعذب بها المحيطين به.

لقد فشل الرجل العربي في خلق أسطورته الشخصية في بيته. حتى في بيته هو مجرد نسخة كربونية من المجتمع الكئيب الذي تعيش في العائلة. تبدأ القصة من اليوم الذي يقرر فيه الزواج، حيث الإختيار الخاطىء للزوجة والتوقع الخاطىء لدورها في حياته لتبدأ تبعات ذلك الخطأ تتفاقم بالإنجاب. عندما يبدأ الإنجاب تبدأ مرحلة جديدة من التراجع والتقهقر بمشاركة حرمه المصون، لأنها هي أيضا تسانده في الحماقة.
Top