• Wednesday, 13 November 2024
logo

الشعور بالإرهاق لا بد منه

الشعور بالإرهاق لا بد منه
هل تشعر بالإرهاق من كل هذا الذي يحدث لك؟ التغييرات المتلاحقة، إكتشافات جديدة، سيل من المعلومات لا ينتهي، والكثير من الأخطار التي لم تكن تعلم بوجودها. تشعر وكأن العالم يتآمر عليك وأنك صغير جدا أمام تلك الرياح العاصفة التي تتصارع معك كل يوم. لا يبدو أن لهذا الصراع نهاية، فكلما قلت قريبا سينتهي كل شيء تجد نفسك وكأنك عدت من جديد. كل يوم أمر مختلف، كل يوم هناك شيء يجب عليك الإهتمام به وكأنك الوحيد المسؤل عن هذا العالم.

حسنا، إن كان هذا بعض ما تشعر فأقول لك بأنه سيمر وينتهي كل شيء. فقط إهدأ وإبتعد قليلا. تحتاج للراحة وأخذ عطلة من الحياة اليومية ولو ساعة واحدة في اليوم تعيد لك نشاطك وتجدد خلاياك وتشحن نفسك بالطاقة. أما أحداث حياتك فستنتهي يوما، لن تبقى كما هي. كل من سبقك شعر بنفس الشعور لكن دائما هناك نقطة ينتهي فيها كل شيء. قد يشتد الأمر أكثر قبل أن ينتهي ولكنه ينتهي ويتلاشى وكأنه لم يكن. هكذا هي الحياة وهكذا نحن فيها. نعيش وكأننا في معركة أو حرب مع كائنات مملة ومزعجة وسخيفة لا نراها. هي لا تقتلنا ولا تؤذينا جسديا ولكنها تزعجنا، ترهقنا، تسحب الطاقة منا، تجعلنا نشعر باليأس والإحباط والضجر والإنقباض بلا سبب.

هل تعرف متى تتخلص منها؟ فقط عندما تقول تبا لهذة الحياة، تبا لكم جميعا، عندما تفقد الأمل في كل شيء وتصبح الدنيا في نفسك أدنى من بعوضة. حينها فقط تشهق شهقة الحياة وكأنك إستيقظت من سبات عميق. حينها تصارع الوحوش وأنت تضحك، حينها تصرخ بأعلى صوتك، أيها الجبناء إظهروا من مكامنكم، أنا اليوم أريد أن أقاتلكم من أجل التسلية. أريد أن أحرك الدم في عروقي. نعم، هذا ما سيحدث عندما تصل إلى قمة اليأس والإحباط والإرهاق من هذة الحياة وأنا أدعوك لأن تيأس من كل الحلول. أرمي حملك وتنفس بعمق. أنت لست مسؤل عن البشرية. اليوم أنت حر، اليوم أنت بلا وظيفة محددة، بلا مهمة، ليس مطلوبا منك إنقاذ أهل الأرض. فقط أنت واللا شيء. طز في كل المسؤليات.

خذ نفسا عميقا وأغمض عينيك، وعندما تصحو لاحقا ستجد أن كل شيء أفضل قليلا. إرخي عضلاتك، أرخي عضلات فكيك، الرقبة والأكتاف، أصابع يديك ورجليك، أرخي العمود الفقري من أعلاه إلى أسفله، أرخي الحوض والبطن، تنفس بعمق، إهدأ
Top