يشهد مشروع "خراب ديمي" في محافظة دهوك عملية توسعة تهدف إلى تعزيز قدرته الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على المياه في المنطقة، في خطوة تسعى لضمان استدامة المياه لعقود قادمة.

أُنشئ مشروع خراب ديمي في عام 2010 بتكلفة بلغت 246 مليون دولار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 آلاف متر مكعب من المياه في الساعة، وكان مصممًا لتلبية احتياجات نحو 570 ألف مواطن في مدينة دهوك حتى عام 2033. يعتمد المشروع على سحب المياه من نهر دجلة، حيث تمر بعدة مراحل من الترشيح والتنقية تحت إشراف مهندسين متخصصين لضمان جودتها.

شهدت مدينة دهوك زيادة ملحوظة في عدد السكان بعد أحداث عام 2014، بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين إلى مركز المدينة والمناطق المحيطة بها، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على المياه بشكل يفوق الطاقة التصميمية الأصلية للمشروع.

بختيار محمد عبد الله، مدير مشروع سد مياه دهوك، أوضح في تصريح :أن "نحو 570 ألف شخص يستفيدون من مياه المشروع حاليًا، إلا أن زيادة أعداد السكان فرضت الحاجة إلى تسريع العمل على توسعته لتلبية الاحتياجات المتزايدة."

يجري العمل حاليًا على توسعة المشروع، حيث دخل في مرحلة الاستكشاف الفني، ومن المتوقع أن ترفع الطاقة الإنتاجية من 10 آلاف متر مكعب في الساعة إلى 14 ألف متر مكعب. ومن شأن هذه الخطوة أن تُسهم في تأمين المياه لمدينة دهوك وسيميل والمناطق المحيطة بها لمدة تصل إلى 25 عامًا.

فكير أحمد، مدير المياه والصرف الصحي في دهوك، صرّح : قائلًا: "نحن الآن في مرحلة استكشاف الجوانب الفنية لهذا المشروع، والتي ستزوّد دائرة المياه العامة بمعلومات دقيقة سيتم رفعها لاحقًا إلى وزارة البلديات. نأمل أن تحظى هذه الخطوة بدعم حكومتنا، ووفقًا لتوقعاتنا، سيضمن المشروع تلبية احتياجات دهوك من المياه لعقود قادمة."

تأتي هذه التوسعة في وقت حرج، حيث أصبحت الحاجة ملحّة لتأمين مصادر مياه مستدامة نظرًا للضغط المتزايد على الموارد المائية. ورغم أن المشروع صُمم في الأصل لتلبية احتياجات المدينة لمدة 23 عامًا، فإن التطورات الأخيرة فرضت ضرورة التفكير بحلول طويلة الأمد لضمان توفير المياه للأجيال القادمة.

مشروع خراب ديمي ليس مجرد بنية تحتية مائية، بل يُعد صمام أمان لضمان استدامة الموارد الحيوية في دهوك والمناطق المحيطة بها، في ظل تحديات ديموغرافية وبيئية متزايدة.

 

 

 

كوردستان24