كان الكورد على مر التاريخ في نضال وكفاح ومقاومة مستمرة، من أجل حماية أنفسهم والبقاء والعيش الكريم على أرضهم، كانت حرب الكورد من أجل إنهاء الحروب وترسيخ السلام، لطالما حمل الكورد في يد سلاحاً للدفاع عن أنفسهم، ومدوا اليد الأخرى للسلام، ولكن للأسف فإن أعداء ومحتلي كوردستان دائماً ما مارسوا سياسة إبادة الكورد وكوردستان، وسعوا إلى تدمير كوردستان شعباً وأرضاً.

 و لقد رفض أعداء ومحتلو كوردستان (تركيا وإيران والعراق وسوريا) على مدى المائة عام الماضية جميع الجهود السلمية، وردوا باستمرار على مطالب الكورد بالنار والحديد، وما زالوا مستمرين في هذه السياسة وحسب مقتضيات مصالحهم، يطرحون القضية الكوردية على جدول الأعمال ويخدعون الكورد، لذلك، يجب علينا أن نستفيد من الماضي والتاريخ، وأن نتصرف ونتخذ القرارات بحكمة ومعرفة.

الجميع يعلم حقيقة أن السلام أفضل دائماً من الحرب، وأي جهد لتحقيق السلام والتعايش مع شعوب المنطقة نرحب به، ولكن يجب أن تستند الجهود إلى احترام كفاح ومقاومة شعب كوردستان، وليس الاستسلام والتخلي عن السلاح، يجب على محتلي كوردستان، قبل أي شيء آخر الاعتراف بوجود الكورد وحقوقهم في بلدانهم وتثبيت هذا الاعتراف في دساتير بلدانهم، بخلاف ذلك، فإن كل جهودهم هي خداع للكورد، وثقة الكورد المفرطة هي خداع للذات.

لا شك أن بقاء الكورد وقوتهم يكمن في السلاح الذي يحملونه على أكتافهم، يستمد الكورد قوتهم ومعنوياتهم من كفاحهم ومقاومتهم وتاريخ نضالهم، إذا انتهى هذا الكفاح والمقاومة وتاريخ النضال، فسيبقى الكورد ضعفاء وبلا تأثير، لذلك، يجب علينا دائماً احترام كفاح ومقاومة وتاريخ نضال أمتنا وعدم بيعها بثمن بخس.

يجب علينا مراعاة خصوصية كل جزء من كوردستان، واحترام قرار أي جزء من كوردستان في تقرير مصيره وتكيّفه مع الواقع السياسي لذلك الجزء من البلاد في هذه المرحلة، سواء كان فيدرالياً أو حكماً ذاتياً أو لا مركزياً، هذه كلها في النهاية خطوات نحو تأسيس دولة قومية ووطنية، لأن الحل النهائي لقضية شعب كوردستان هو الحرية والاستقلال وتأسيس دولة كوردستان.

 

غفور مخموري

السكرتير العام للاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستانيYNDK

      27 / 2 / 2025