• Thursday, 20 February 2025
logo

نيجيرفان بارزاني لرووداو: يجب أن نساعد أحمد الشرع ولا نقف متفرجين

نيجيرفان بارزاني لرووداو: يجب أن نساعد أحمد الشرع ولا نقف متفرجين

أكد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ضرورة مساعدة الرئيس السوري أحمد الشرع وعدم الوقوف متفرجين، مشيراً الى أن الشعب السوري يستحق حياة أفضل من التي عاشها حتى الآن.
 
وقال نيجيرفان بارزاني، في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، أجرته معه آلا شالي في ميونخ، إن "العالم ينظر إلى إقليم كوردستان ضمن إطار العراق، باهتمام كبير، وهم حقاً يريدون أن يكون هذا الإقليم قوياً بحيث يستطيع مساعدة نفسه ومساعدة العراق".
 
ولفت رئيس اقليم كوردستان الى أن "السلاح والقوة المسلحة لن تحل أي مشكلة للكورد في تركيا في هذا الوقت، وإذا كانت هناك مشكلة للكورد، يجب حل أي مشكلة بالحوار داخل تركيا".
 
وأدناه نص مقابلة آلا شالي مع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني:
 
رووداو: فخامة الرئيس، شكراً جزيلاً على هذه الفرصة وأهلاً بك. عقدتم اجتماعات مهمة جداً في ميونخ، أود أن أعرف هل سيزداد الدعم الدولي لإقليم كوردستان من هنا؟
 
نيجيرفان بارزاني: مؤتمر ميونخ هذا يمثل فرصة لنا أيضاً للقاء العديد من الأشخاص عن قرب بعيداً عن القيود البروتوكولية، ومناقشة وضع المنطقة، والحديث عن إقليم كوردستان والعراق. إنها فرصة تتكرر سنوياً بالنسبة لنا، وهي فرصة مهمة لنناقش مع أصدقائنا في الخارج الأمور التي تهم جميع الأطراف وتهمنا نحن أيضاً كإقليم كوردستان.
 
رووداو: هل الأرضية مهيأة الآن لتقوية علاقات إقليم كوردستان مع دول العالم؟
 
نيجيرفان بارزاني: نعم، أعتقد أنها مهيأة. تنظر دول العالم إلى إقليم كوردستان باهتمام كبير. إقليم كوردستان ضمن إطار العراق، وهم حقاً يريدون أن يكون هذا الإقليم قوياً بحيث يستطيع مساعدة نفسه ومساعدة العراق، وأن يكون له دور كبير في المنطقة. أعتقد نعم، هذه الفرصة متاحة لإقليم كوردستان، ومن خلال اللقاءات التي أجريناها يتبين لنا أن هناك اهتماماً كبيراً بإقليم كوردستان، كإقليم ضمن إطار العراق.
 
رووداو: أخبرني مسؤولون أميركيون وأوروبيون أنهم كانوا حريصين جداً على الاستماع إلى وجهة نظر فخامتكم عن وضع الشرق الأوسط. على ماذا ركزت اجتماعاتكم أو محادثاتكم أكثر من غيره من الأمور؟
 
نيجيرفان بارزاني: كانت لدينا هذا العام محادثات كثيرة حول سوريا، وطرحنا وجهة نظرنا بخصوص المستجدات والوضع في سوريا وناقشناها مع الأطراف المعنية سواء مع الدول الأوروبية أو أميركا أو دول الشرق الأوسط. كانت سوريا المحور الأول وكانت لها الأولوية في اجتماعاتنا المتعلقة بالمنطقة.
 
رووداو: دول العالم كافة تريد الآن فهم السياسة أو السلطة الجديدة في سوريا، لذلك يهمها رأي الكورد. على ماذا ركزتم في المحادثات مع الدول؟
 
نيجيرفان بارزاني: أولاً، الشعب السوري يستحق حياة أفضل من التي عاشها حتى الآن. لقد شهد الشعب السوري الكثير من المعاناة والمآسي في السنوات الأخيرة. نأمل أن تكون هناك فرصة الآن ليتمكن هذا البلد من إرساء السلام وأن يكون عاملاً للحفاظ على الأمان والاستقرار في المنطقة. هذا ما ندعو إليه. لو نظرنا إلى خلفيات القوى الموجودة حالياً في سوريا، أظن أنك ستلمس يأساً، ولكن عندما تنظر إلى كلامهم والأمور التي يركزون عليها، ترى أملاً كبيراً في مستقبل سوريا. نحن نعتقد أن هناك حاجة في سوريا لمشاركة جميع المكونات في سوريا الجديدة. في هذا الإطار، نقول للمكون الكوردي إن عليه أيضاً المشاركة بشكل موحد في دمشق. يجب أن يشعروا بأنهم أصحاب الدار وليسوا ضيوفاً. قلنا لهم منذ اليوم الأول إن عليكم الإسراع في رفع علم سوريا الجديد. عليكم الذهاب إلى دمشق بأسرع وقت والتعلم من تجربتنا. منذ 2003 ذهبنا إلى بغداد موحدين ومعاً، واستطعنا تحقيق مكاسب جيدة. ربما لم تتحقق كل الأشياء التي أردناها، ولكن لأول مرة تمت كتابة دستور العراق، ولأول مرة كانت هناك مكاسب رسمية كثيرة بعد العام 1970 أو اتفاقية 11 آذار. ما تحقق كان نتيجة وحدة وتماسك القوى الكوردية. نحن قلنا هذا نصاً لإخواننا الكورد في سوريا. قلنا لهم يجب أن تذهبوا وتبذلوا جهودكم وتشاركوا في سوريا الجديدة. يجب أن يكون تصرفكم كأصحاب دار وليس كضيوف.
 
رووداو: التقيتم وزير خارجية سوريا. هل أنتم متفائلون من خلال ذلك الاجتماع بمستقبل كوردستان سوريا والكورد في سوريا؟ ما هو دور إقليم كوردستان في هذا؟
 
نيجيرفان بارزاني: سيكون دورنا مساعداً، في المحادثات التي أجريتها مع وزير خارجية سوريا، أكدنا على أن سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة مدنية وأن تكون سوريا التي يرى فيها الجميع أنفسهم في مستقبل هذا البلد. جميع المكونات من كورد وعرب ومسيحيين وعلويين ودروز. سوريا بلد لا يمكن إدارته بأيديولوجية واحدة محددة. سوريا بلد متعدد القوميات واللغات والثقافات، يحتاج إلى أن يشعر الجميع في سوريا هذه بأنهم مواطنون سوريون، أي أن تدار سوريا بهذه الطريقة. لن يمكن أبداً إدارة سوريا بطريقة تفرض فيها أيديولوجية واحدة. أعتقد أننا نرى في وجهات نظر رئيس سوريا، السيد أحمد الشرع، أنه يريد حقاً حل مشاكل سوريا. إذا كانت هذه حقاً سياستهم التي تركز على سوريا وحل مشاكل البلاد، يمكنني القول إنها تستحق الدعم، وليس فقط أن نقف ونشاهد. يجب أن نكون مساعدين، لأنني أعتقد أن هذه فرصة كبيرة للسوريين وإذا ضاعت فليس من الواضح ماذا سيكون البديل في سوريا.
 
رووداو: سمعت أن لفخامتكم دوراً مهماً في منع التصعيد في سوريا وكوردستان سوريا.
 
نيجيرفان بارزاني: هذا طبيعي بالنسبة لنا في إقليم كوردستان. ما حدث في سوريا فاجأنا حقاً. لا أعتقد أنها كانت مفاجأة لنا فقط، أعتقد حتى بالنسبة لهم أنفسهم، للسيد أحمد الشرع نفسه ومجموعته، ما حدث وبهذه السرعة كان مفاجأة. أولويتنا في هذا السياق هي كيف يمكننا حماية الكورد من هذه النار. كنا على اتصال مستمر خاصة مع تركيا وأميركا والدول الأوروبية. في الأيام الأولى كان تركيزنا على كيفية حماية الكورد. أعتقد أننا نجحنا في أن نلعب دوراً في تخفيف هذه النار عنهم ومارسنا دورنا في هذا الإطار. المرحلة الثانية هي، كما ذكرت، كيف يمكن لهؤلاء المشاركة الآن في سوريا الجديدة والذهاب إلى دمشق وأن يصبحوا جزءاً من عملية تشكيل الحكومة الجديدة في سوريا.
 
رووداو: تعلمون أن وفد إمرالي موجود الآن في أربيل. من المقرر أن يلتقوا مع فخامتكم، وقد اجتمعتم هنا (في ميونخ) مع وزير خارجية تركيا. هل ستجلب هذه العملية السلام هذه المرة؟
 
نيجيرفان بارزاني: بدأت عملية جادة في تركيا. أجرينا العديد من اللقاءات في أنقرة حول هذه المسألة في الفترة الماضية، ونرى أن هذه العملية جادة وستسفر عن خير، للترك وللكورد ولجميع المكونات التي تعيش في تركيا. المسألة تتوقف على ما سيحدث بعد ذلك. نحن نتوقع أن يوجه السيد عبد الله أوجلان رسالة، وأعتقد أنه بعد رسالته يجب على القوات، وخاصة PKK، أن ترحب بتلك الرسالة، لأنني أعتقد أن في الترحيب برسالة السيد أوجلان خير للكورد. العملية واضحة. يجب على PKK أن يلقي السلاح. إلقاء السلاح لا يعني "الاستسلام". لا، هذا لا يعني "الاستسلام". بل يعني أن السلاح والقوة المسلحة لن تحل أي مشكلة للكورد في تركيا في هذا الوقت. إذا كانت هناك مشكلة للكورد، يجب حل أي مشكلة بالحوار داخل تركيا. نحن مع أن يرحب PKK بدعوة السيد أوجلان، وما علينا وما يمكننا فعله هو لعب دور لكي تسير هذه العملية بشكل سلس. كل ما هو ضروري وأي دور يُسند إلينا في إقليم كوردستان، نحن مستعدون للعب هذا الدور من أجل السلام.
 
رووداو: تريد الدول جميعاً الآن معرفة ما تريده إدارة ترمب. التقيتم وزير خارجية أميركا، هل أخبركم كيف ستكون سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الكورد وإقليم كوردستان؟
 
نيجيرفان بارزاني: لم نخض في هذه التفاصيل، فلم يمض وقت طويل على تولي وزير الخارجية هذا المنصب، لكن ما نراه في سياسة السيد ترمب كرئيس لأميركا، هو أنه يريد إحلال السلام في كل مكان، وبرأيي، هذه الرسالة التي يريد من خلالها إحلال السلام قد أعلنها عدة مرات. لقد أعلن أنه يريد إنهاء الحروب. أعتقد أن هذه الرسالة بحد ذاتها تستحق الكثير من الاحترام والتقدير، أن تكون سياسة أميركا ورئيسها بهذا الشكل، لأن أميركا هي أكبر قوة عظمى في العالم، تستطيع أميركا حقاً أن تلعب دورها. عندما يقول الرئيس الأميركي إن سياستنا هي إحلال السلام في جميع البلدان، يجب علينا جميعاً أن نرحب بهذه المبادرة من الرئيس الأميركي، وأن نبذل جهوداً جادة لإحلال السلام في كل مكان كما يرغب هو وحدد لنفسه هذا الهدف المتمثل في إنهاء الحروب.
 
رووداو: فخامة رئيس إقليم كوردستان، رأيتم رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني هنا (في ميونخ)، هل التقيتم به؟
 
نيجيرفان بارزاني: نعم، التقينا وتحدثنا ودعانا للغداء، وكانت لدينا جلسة معاً وناقشنا تشكيل الحكومة المقبلة وكيف يمكننا العمل معاً. كان لدينا لقاء إيجابي وجيد جداً مع الأخ بافل.
 
رووداو: كيف هي علاقاتكم الآن؟
 
نيجيرفان بارزاني: العلاقات الآن جيدة. نحن في حوار جاد للغاية مع الاتحاد الوطني حول كيفية تشكيل الكابينة الحكومية العاشرة لإقليم كوردستان. قبل كل شيء نحن بصدد كتابة شيء يحدد كيف ستكون العلاقة والشراكة بيننا وبين الاتحاد الوطني، يضم المبادئ المهمة لهم ولنا وللكورد. نحن في حوار جاد حول هذه المبادئ، وإذا تم إعداد هذا ووقع عليه الجانبان، فسنتجه نحو تشكيل الكابينة الحكومية العاشرة للإقليم. علاقتنا بشكل عام لا تدعو للقلق. لدينا كحزبين اختلافات، وهي بالتأكيد موجودة، لكن كحزبين هدفنا هو إقليم كوردستان، أعتقد أن هدفهم أيضاً هو مكانة إقليم كوردستان ومصالح إقليم كوردستان، ونحن أيضاً لدينا نفس الشيء وهناك فرصة للعمل معاً. نحن دائماً ننجح من خلال الوحدة، وليس بالاختلاف. عند غياب الوحدة لم نستطع نحن، وهم أيضاً لم يستطيعوا تحقيق شيء. لذلك في النهاية يجب أن نقبل بعضنا البعض ونعمل من أجل مستقبل أفضل لإقليم كوردستان.
 
رووداو: أجريتم العديد من اللقاءات والاجتماعات هنا (في ميونخ) وكان لها صدى في كوردستان، لكن ما كان له صدى كبير جداً هو إطلالتكم الجديدة.
 
نيجيرفان بارزاني: أعتقد أن شاهو بالغ كثيراً (شاهو أمين).
 
رووداو: جميع وسائل الإعلام تحدثت عن أنه كان جميلاً. مررت بجانبنا، في ذلك الوقت كنت في البث المباشر أبحث عن فخامة الرئيس. عرفتك من قامتك المديدة.
 
نيجيرفان بارزاني: لم يكن شيئاً ذا شأن. لا أعرف لماذا أصبح هكذا ولماذا تم تضخيمه. لكن بالتأكيد أنا رأيت تلك التعليقات، وأشكر الجميع كثيراً. بالتأكيد أبدى الكثير من الناس آراءهم. وبالتأكيد كان معظمها إيجابياً وجيداً، أشكرهم.
 
رووداو: شكراً جزيلاً لك على وجودك معنا.
 
نيجيرفان بارزاني: أهلاً وسهلاً، شكراً جزيلاً.

Top