• Friday, 21 February 2025
logo

إسرائيل و«حماس» تطويان أولى مراحل «الهدنة» لتسريع «الثانية»

إسرائيل و«حماس» تطويان أولى مراحل «الهدنة» لتسريع «الثانية»

سعت إسرائيل وحركة «حماس» لطي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وقررتا إطلاق سراح عدد من الأسرى في محاولة لتسريع إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية، والتي تناقش الوقف الدائم للحرب، واليوم التالي للقطاع.

 
وأعلن رئيس «حماس» في قطاع غزة خليل الحية، الثلاثاء، أن الحركة «قررت الإفراج يوم السبت المقبل عمن تبقى من أسرى الاحتلال الأحياء، المتفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وعددهم 6 أسرى».

وقال الحية في تسجيل مصور، الثلاثاء إن الحركة «قررت أن تسلم الخميس المقبل 4 من جثامين أسرى الاحتلال، ومن بينهم جثامين عائلة بيباس، على أن يفرج العدو يوم السبت 22 فبراير (شباط) عمن يقابلهم من الأسرى الفلسطينيين حسب الاتفاق».

وأكد الحية أن تسليم باقي الجثامين المتفق عليهم في المرحلة الأولى سيُستكمل الأسبوع المقبل.

وإذا ما مضى الاتفاق تكون إسرائيل حصلت في المرحلة الأولى على 33 أسيراً، وبذلك سيتبقى لدى «حماس» 59 محتجزاً آخرين، من بينهم 28 قتيلاً على الأقل، يفترض أن يطلق سراحهم جميعاً في نهاية المرحلة الثانية.

اختصاراً للمرحلة
وجاء إعلان الحية بعد إفادة من مسؤولين إسرائيليين بأن حركة «حماس» ترغب في إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الستة الأحياء يوم السبت المقبل، لعدة أسباب، الخشية من تراجع إسرائيل عن الاتفاق، واختصار المرحلة الأولى في محاولة لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، والحصول على معدات ثقيلة وكرفانات دخل بعضها فعلاً إلى غزة، الثلاثاء.

وبحسب المصادر، فإن «حماس» أرادت ضمان الإفراج عن «47 أسيراً فلسطينياً كان أُطلق سراحهم في (صفقة شاليط عام 2011) ثم أُعيد اعتقالهم».

وأكدت المصادر أنه بعد إعلان «حماس»، وافقت إسرائيل على إدخال كرفانات ومعدات ثقيلة إلى قطاع غزة، وهو أمر كان مرفوضاً حتى صباح الثلاثاء.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي بحسب «القناة 12 العبرية»، إنه «في إطار إطلاق سراح الرهائن، التزمت إسرائيل بالسماح بإدخال الكرفانات والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة بعد تفتيش صارم».

وأضاف: «إسرائيل ستبدأ بالسماح بذلك بشكل متحكم وتدريجي، وفوراً أكد مكتب نتنياهو الاتفاق مع (حماس)».

وقال إنه «في المفاوضات في القاهرة تم التوصل إلى تفاهمات يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن الستة الأحياء من المرحلة (أ) يوم السبت. وتسليم أربعة رهائن قتلى إلى إسرائيل يوم الخميس، ووفقاً للاتفاق من المتوقع تسليم أربع رهائن قتلى آخرين إلى إسرائيل الأسبوع المقبل».

المرحلة الثانية
ولا يعرف بعد ما إذا كان اختصار المرحلة الأولى سيسمح الانتقال إلى المرحلة الثانية فوراً. وكان يجب بدء مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عطل ذلك.

وكشفت إذاعة «كان» العبرية عن أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) الذي اجتمع، الاثنين، لمناقشة المرحلة الثانية من صفقة التبادل، لم يتخذ أي قرارات، ولم يُجرِ تصويتاً حول الموضوع.

ورفض نتنياهو تدخلات الوسطاء لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، لكنه غيّر الاتجاه بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل، الأحد.

وكذلك أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الأحد، أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستنطلق، مضيفاً لقناة «فوكس نيوز» أنه تحدث إلى نتنياهو ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، واتفق معهم على تسلسل المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وأعطت إسرائيل و«حماس» مؤشرات حول إطلاق المرحلة الثانية في وقت لاحق.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل ستبدأ مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، لكنه شدد على ضرورة نزع سلاح «حماس» بالكامل.

وأضاف ساعر للصحافيين في القدس: «لن نقبل إلا بتحقيق كل أهداف الحرب كما حددتها الحكومة، نشترط نزعاً كاملاً للسلاح في غزة. ولن نقبل استمرار وجود (حماس) أو أي تنظيم إرهابي آخر في غزة».

ومقابل ذلك، أبدى الحية جاهزية «حماس» للانخراط الفوري للتفاوض لتطبيق بنود المرحلة الثانية.

وتناقش المرحلة الثانية الوقف التام لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل أسرى مرة واحدة.

وقال الحية: «نحن جاهزون للاتفاق على ذلك رزمة واحدة»، مضيفاً: «ما زلنا نعمل ليل نهار، وفي كل الاتجاهات، ومع الوسطاء خاصة: قطر ومصر، لإلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى، وخاصة فيما يتعلق بمواد الإغاثة والإيواء، والمعدات الثقيلة والوقود وبدائل الكهرباء، والسفر عبر المعبر ذهاباً وإياباً، والصيد في البحر؛ للتخفيف من معاناة شعبنا وتثبيته في أرضه».

واتهم الحية حكومة «نتنياهو» بالتلكؤ ومحاولات التهرب من تنفيذ الاتفاق.

أجواء إيجابية
وحتى الثلاثاء، لم تكن انطلقت رسمياً مباحثات المرحلة الثانية، وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لم تبدأ حتى الآن، بشكل رسميّ، لكنها قالت إن ما يحدث بالواقع يؤثر عليها، وأن «هناك أجواء إيجابية» لانطلاقها.

والاتفاق على المرحلة الثانية يعني نهاية الحرب في قطاع غزة، ومن ثم الاتفاق على اليوم التالي، وهو وضع يثير الكثير من الخلافات منذ بداية الحرب، والتي تعمقت بعد مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاستحواذ على قطاع غزة بعد تهجير أهله منه.

وفيما تتسارع الجهود العربية لثني ترمب عن مخططه، عبر إعداد بدائل، تلقف نتنياهو الخطة بسرعة وحولها إلى خطته الرسمية لليوم التالي.

وأخذت إسرائيل خطوة أولى ضمن خطة ترمب، وشكلت هيئة متخصصة للعمل على إخراج الغزيين طوعاً من القطاع.

وترأس وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، اجتماعاً خاصاً لمناقشة خطة «الخروج الطوعي» لسكان قطاع غزة، وقرر إنشاء هيئة متخصصة للإشراف على هذا الملف.

وتتضمن الخطة، التي أعدها منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، آلية دعم واسعة لمن يرغبون من سكان غزة في الهجرة إلى دولة ثالثة، مع تنظيم مسارات خروج عبر البحر والجو والبر.

وقد حضر الاجتماع مسؤولون بارزون من الأجهزة الأمنية، من بينهم القائم بأعمال مدير عام وزارة الدفاع، منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، السكرتيران العسكريان لرئيس الوزراء ووزير الدفاع، ومسؤول الجهود الإنسانية - المدنية في قطاع غزة. ومن المقرر أن تضم الهيئة الجديدة ممثلين عن عدة وزارات حكومية وهيئات أمنية، بهدف تقديم دعم شامل للعملية.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top