النمط الغذائي الغربي الشائع قد يزيد الإصابة بالاكتئاب
![النمط الغذائي الغربي الشائع قد يزيد الإصابة بالاكتئاب](https://gulanmedia.com/public/images/posts/20250208152318_original_30.jpg )
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة إديث كوان (ECU) الأسترالية عن أن النمط الغذائي الغربي الشائع الذي يتضمن كميات من الأطعمة المصنَّعة والسكريات، يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وألزهايمر.
وأفادت الدراسة بأنه في مقابل ذلك فإن النظام الغذائي الصحي المعروف بحمية البحر الأبيض المتوسط، الذي يتكون من وفرة من الأطعمة النباتية وزيت الزيتون والحبوب الكاملة، يرتبط عكسياً بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والاكتئاب وضعف الإدراك وألزهايمر.
وتقدم النتائج التي نُشرت في مجلة «نيوروبيولوجي أوف أيجينج»، مساهمات ثاقبة لفهم التفاعلات بين النظام الغذائي وأعراض الاكتئاب والمؤشرات الحيوية القائمة على تحليلات الدم المرتبطة بتطور خطر الإصابة بألزهايمر.
قالت الدكتورة سامانثا غاردنر، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في جامعة إديث كوان: «إن الأنماط الغذائية الصحية قد تخفف من بعض التأثير السلبي الذي تُخلِّفه أعراض الاكتئاب، التي عادةً ما ترتبط بتطور خطر الإصابة بألزهايمر»، مضيفةً أن «هناك مؤشرات حيوية تظهر في الدم ويمكن قياسها واستخدامها لتتبع مدى تقدم المرض».
وأوضحت في بيان نُشر، الأربعاء، على موقع الجامعة: «يمكن أن تؤثر الأنظمة الغذائية على صحة الدماغ من خلال التسبب في الالتهابات، والإجهاد التأكسدي، والتأثير في وظيفة الأوعية الدموية والمرونة العصبية، وكذلك من خلال التأثير في الاتصال بين الأمعاء والدماغ. فقد تؤثر هذه المسارات البيولوجية في الناقلات والوظائف العصبية؛ مما يؤثر في النهاية في الحالة المزاجية ومستويات الإدراك».
وشددت غاردنر على أن «النظام الغذائي المتوسطي مليء بمضادات الأكسدة والفلافونويد والكثير من المركبات الأخرى المثيرة للاهتمام حقاً والتي تقلل من الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الدماغ، جنباً إلى جنب مع الأحماض الدهنية الصحية التي تعد ضرورية للتعلم والذاكرة».
ومن المتوقع أن يؤثر ألزهايمر في نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وقد يزيد إلى 152 مليون حالة إصابة بحلول عام 2050. وتقدَّر التكاليف السنوية المرتبطة بألزهايمر والحالات الأخرى المرتبطة بالخرف عموماً بنحو 909 مليارات دولار أميركي سنوياً، أو ما يعادل نحو 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وهو ما علقت عليه غاردنر بالقول: «هناك حاجة إلى تجارب للتحقيق في آثار الأنظمة الغذائية على خطر الإصابة بالاكتئاب والخرف، وتأثير ذلك على تطور ألزهايمر. ويمكن لمثل هذه التجارب أن توفر أدلة أكثر دقة على الفوائد المحتملة للتدخلات الغذائية المستهدفة في إدارة هذه الحالات».
كان طالب الدكتوراه في جامعة إيست كوانتان، هلال الشامسي، وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، قد لاحظ أن الاكتئاب يحدث بين الأفراد الذين تم تشخيصهم بألزهايمر بنسبة 50 في المائة تقريباً.
وأوضح الشامسي أن «40 في المائة من كبار السن الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب أصيبوا أيضاً بألزهايمر خلال فترة متابعة متوسطة قصيرة نسبياً تبلغ 27 شهراً، بناءً على تحليل طوليّ أظهر أن خطر الإصابة بألزهايمر كانت نسبته أعلى بشكل ملحوظ بين المرضى الذين لديهم تاريخ نشط من الاكتئاب خلال العامين السابقين، مقارنةً بأولئك الذين لديهم تاريخ أكثر بعداً للاكتئاب».
وحدد البحث 14 عامل خطر قابلاً للتعديل يُقترح أنها تمثل نحو 45 في المائة من حالات الخرف في جميع أنحاء العالم. ومن بين عوامل الخطر القابلة للتعديل هذه، يمكن أن تتأثر خمسة منها بشكل إيجابي باتّباع نظام غذائي صحي، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسمنة وتناول الكحول والاكتئاب.
الشرق الاوسط