فيان دخيل: العنف ضد المرأة في العراق ظاهرة مقلقة تتطلب قوانين رادعة وإصلاحاً مجتمعياً
يصادف اليوم الاثنين، 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وهي مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على واحدة من أبرز القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تؤرق المجتمعات حول العالم.
وبهذه المناسبة، استضاف برنامج "النافذة العربية" الذي تبثه كوردستان24 عربية، النائب في مجلس النواب العراقي والناشطة في مجال حقوق المرأة، فيان دخيل، للحديث عن واقع العنف ضد المرأة في العراق والمنطقة.
إحصاءات صادمة عن العنف ضد المرأة
في بداية حديثها، أكدت دخيل أن العنف ضد المرأة يعد أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً، ليس فقط في العراق أو الشرق الأوسط، وإنما على مستوى العالم.
وذكرت أن "تقرير الأمم المتحدة يشير إلى أن امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء تتعرض للعنف، سواء كان جسدياً أو معنوياً، بشكل يومي".
وأضافت دخيل أن هذه الإحصائية تعكس خطورة الظاهرة، مشيرةً إلى أن العراق يواجه تحديات مضاعفة بسبب ارتفاع حالات الطلاق، الزواج المبكر، والابتزاز الإلكتروني.
وأكدت على أهمية القوانين الرادعة، مستشهدة بقرار حكومة إقليم كوردستان الذي يقضي بعدم شمول مرتكبي جرائم قتل النساء بقوانين العفو، ووصفت القرار بأنه خطوة مهمة لردع الجناة والحد من هذه الظاهرة المتفاقمة.
المرأة العراقية بين القيود المجتمعية والعنف المعنوي
وعن أبرز الحقوق التي حُرمت منها المرأة العراقية، أشارت دخيل إلى أن العوائق التي تواجه النساء ليست نتيجة نقص القوانين فقط، بل تعود بشكل كبير إلى البيئة المجتمعية والعادات والتقاليد السائدة.
وأوضحت: "العديد من النساء يعانين من العنف المعنوي، مثل منعهن من الخروج أو ممارسة هواياتهن، وعدم منحهن الفرصة الكافية لتحقيق ذواتهن".
وعلى الرغم من ذلك، سلطت الضوء على بعض النماذج النسائية القيادية في العراق، اللواتي تمكنَّ من الوصول إلى مراكز مرموقة في البرلمان والحكومة وقيادة الأحزاب.
لكنها شددت على أن غالبية النساء يعشن في ظل معاناة مستمرة، خاصة في ظل الحروب التي كانت المرأة الضحية الأولى لها، سواء بفقدان الزوج أو الأبناء أو المنزل.
مأساة النساء الإيزيديات في مواجهة داعش
تطرقت دخيل أيضاً إلى المأساة التي عانت منها النساء الإيزيديات بعد احتلال تنظيم داعش لمناطقهن في عام 2014.
وأوضحت أن أكثر من 3650 ناجية تم تحريرهن من قبضة التنظيم الإرهابي بفضل جهود مكتب خاص تابع لحكومة إقليم كوردستان، بينما لا يزال مصير نحو 2400 امرأة مجهولاً.
وأشارت إلى أن البحث عن المختطفات لا يزال مستمراً، سواء في مخيم الهول بسوريا أو مناطق أخرى داخل وخارج العراق، مشيدة بالتنسيق المستمر بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية لتحقيق هذا الهدف الإنساني.
دعوة للتركيز على الحلول المستدامة
اختتمت دخيل حديثها بتأكيد أهمية اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة كفرصة لتسليط الضوء على المعاناة المستمرة للنساء، داعيةً إلى تكثيف الجهود لتوفير الحماية القانونية والاجتماعية للمرأة في العراق والعالم أجمع.
كوردستان24