رائد فهمي: انتخابات اقليم كوردستان ناجحة للغاية وهناك تعقيدات بسيناريو تشكيل الحكومة
اعتبر السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، الانتخابات التشريعية لاقليم كوردستان، بدورتها السادسة، والتي جرت امس الاول، "ناجحة، بل من افضل الانتخابات التي جرت في اقليم كوردستان واقدر أن أقول بثقة بان النتائج تعكس في اكثر فترة الواقع السياسي لاقليم كوردستان".
رائد فهمي قال :يوم الثلاثاء (22 تشرين الاول 2024) ان "هذه الانتخابات كانت خطوة للامام، خاصة في مجال التنوع وتوازن القوى حدث فيه تعديل وان لم يكن حاسماً، واعني التعديل على المستوى السياسي والاطراف المختلفة، وان كانت المقدمات تشي بأن الامور تذهب باتجاه المحافظ وليس باتجاه التعزيز المدني".
وأضاف أن "هذه الانتخابات اتاحت الفرصة واسعة، اكثر من اية انتخابات اخرى، امام المواطن في اقليم كوردستان ليعبر عن نفسه بحرية تامة، واذا سلمنا ومثل ما تقول التحليلات الاعلامية وتصريحات المشرفين على عمليات التصويت، بان الانتخابات جرت بشكل جيد ولم تظهر اية اعتراضات او شكاوى تطعن بنزاهتها او اتهامات بالتزوير ونسبة المشاركة 72% وفي بعض المحافظات وصلت الى 78% او اكثر".
ونبّه فهمي الى انه "في بدايات الحملة الانتخابية ربما طغت عليها خطابات فيها شعبوية وتبادل الاتهامات، على القضايا الرئيسية التي يواجهها شعب اقليم كوردستان، ولم يتم مناقشتها خاصة من قبل الاطراف الرئيسية"، مستدركا أن "الانتخابات نفسها ومن حيث التنظيم والاجراءات والاهم المشاركة ممتازة جداً وكانت خطوة كبيرة للامام وهذه اكثر انتخابات عكست الواقع السياسي الفعلي لاقليم كوردستان، يعني قدمت صورة اقرب ما تكون للواقع وحتى المخالفات التي سُجلت كانت قليل نسبيا ولم تظهر اعتراضات جوهرية".
وأشّر سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي بأن "اللوحة السياسية التي فرزتها هذه الانتخاب هي ظهور قوى سياسية جديدة يمكن ان تُحسب على المعارضة، مثل (الجيل الجديد) وقوى اخرى صار لها حضور سياسي وبالتالي اصبح التنوع في ابداء الرأي اكثر حضوراً من السابق، وهذا يؤكد انه عندما يتم اجراء الانتخابات بصورة عادلة ومنظمة تتمكن الاراء المختلفة في المجتمع ان تجد تمثيلها ومن يعبر عنها على صعيد البرلمان".
واشار الى أن "هذا على المستوى الكمي او التنوع، اما على مستوى الجوهر، واعني على مستوى السياسات الاكثر ظهورا وبروزا وهذا الموضوع الاكثر اهمية، هو هل ان هذه القوى ستهتم بمعالجة مشاكل اقليم كوردستان؟ انا غير متأكد من هذا الموضوع لأن الطروحات والحملات الانتخابية كانت ذات هدف سياسي مباشر، يعني اهتمت بفضح الاخر والتقدم على حساب الاخر أكثر مما هو تقديم افكار جوهرية فيما يتعلق باقتصاد كوردستان ومعالجة المشاكل المهمة مثل إظهار الموقف الموحد في اقليم كوردستان وتعامله مع الوحدة العراقية واستقرار الاقليم امام المؤثرات الخارجية، خصوصا ان هناك نسبة كبيرة من البطالة بين الشباب ادت الى حدوث الهجرة الى الخارج، وتفاوت كبير بالثروات، اضافة الى حدوث استقطاب داخل الاقليم بين الحزبين الرئيسيين".
وأبدى رائد فهمي تحفظه من أن "القضايا الجوهرية لم تأخذ حقها الكامل في البرامج والطروحات الانتخابية وبالتالي نحن الان اذا نفكر بالحكومة الجديدة فلا بد انه سيصار الى معالجتها وستظهر تحالفات ستفضي الى سياسات ومعالجات اكثر عمقاً، وتستخلص الدروس من تجارب السنوات الماضية ومعالجة هشاشة الوضع الاقتصادي الكوردستاني وتعرضه للضغوطات الخارجية واستكمال مقومات تماسك وضعه"، معبراً عن اعتقاده بأنه "كان يُفترض ان تكون هذه القضايا الكبيرة محور البرامج الانتخابية والنقاش، خاصة وان اقليم كوردستان كان متقدماً على صعيد الطروحات المدنية والحريات والموقف من المرأة، يعني جملة من القضايا التي نتمنى ان تكرس لصالح المواطن".
"اقول بثقة بأن نتائج التصويت التي اعلنت امس الاثنين تعكس في اكثر فترة الواقع السياسي لاقليم كوردستان واكثر من اية انتخابات سابقة. لاحظنا ان حصة الاصوات للقوى الرئيسية، الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني قد انخفضت مقابل ارتفاع نسبة اصوات قوى المعارضة، وهذا عكس المزاج العام المتوقع في اقليم كوردستان، وعلينا ان نحسب حساب العوامل التي لعبت دورها، منها النفوذ السياسي وهذا سيبقى عامل مؤثر، مع ذلك فان الوضع الراهن افضل من السنوات السابقة"، وفق قوله.
رائد فهمي، لم يكن متفائلاً حول سيناريو تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة اقليم كوردستان اعتماداً على نتائج الانتخابات التشريعية لاقليم كوردستان، وقال ان "اللهجة بين الحزبين الرئيسيين، البارتي واليكيتي، كانت حادة جداً، واذا بقي هذا الوضع فهذا يعني ان على الديمقراطي ان يبحث عن قوى اخرى للتحالف معها بدلاً من الاتحاد الوطني، وهذا يعني ان عملية تشكيل الحكومة ستأخذ وقتاً طويلاً وهذا سيفرض وضعاً جديداً في الاقليم وهو تشكيل حكومة بعيداً عن التحالف التقليدي بين البارتي واليكيتي".
وبيّن رائد فهمي أنه "اذا حدث ذلك فسوف تبرز مخاطر اخرى توسع الفجوة بين السليمانية واربيل ونخشى ان تتعمق وبالتالي سيقود ذلك الى تصدع او تهشيم وحدة ادارة الاقليم. اما اذا ابتعدوا عن اللهجة الانتخابية الحادة والخطاب الذي تقتضيه المنافسة ويتعاملون وفق نظرة ستراتيجية للحفاظ على مصلحة اقليم كوردستان، هذا اذا يريدون تعزيز وحدة الاقليم وموقعه، فالمفروض ان يفكروا جيدا بهذا الموضوع".
وأضاف: "اما اذا كرسوا هذا الانقسام وابتعد الاتحاد الوطني عن تشكيلة الحكومة بتشكيلة الحكومة فعليهم ان يفكروا كيف ستكون التداعيات وموقف اليكيتي وموقف الاقليم من الحكومة الاتحادية؟ وهل سيكون هناك موقف موحد ام مختلف؟ وهذا يضعف موقف الاقليم عراقياً واقليمياً وحتى دولياً، ولا يشكل اي انقسام قوي اذا بقي في اطار سياسي اية مشكلة، لكنه احياناً يمتد الى ابعاد جوهرية تتعلق بالاقليم وعلاقاته عراقياً وخارجياً، وموقف في قضايا ملحة مثل الموازنة والرواتب".
ولفت الى أن "الموقف لا ينحصر بالحصول على 51% من الاصوات بل بالموقف الستراتيجي للاقليم، وستكون حلقة جديدة ضمن مسار ظهور فاعلين جدد واتساع الشقة بين الحزبين تتخذ منحى اكثر حدة وهذه ستنعكس على مستوى ادارة اقليم كوردستان وهذا سيفرض تحديات جديدة على الاقليم".
وتوقع سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي بقاء نفس الاشخاص على المستوى القيادي، قائلاً إن "القيادات الرئيسية ستبقى هي الفاعلة بصناعة القرار في اقليم كوردستان، لكن بالنسبة للفروع والوزراء فسيكون هناك تغيير بالتأكيد".
مقارنة بين انتخابات اقليم كوردستان بدورتها السادسة، والانتخابات التشريعية العراقية، رأى رائد فهمي أنه "على مستوى المؤشرات فان انتخابات اقليم كوردستان افضل من الانتخابات التشريعية العراقية، بمعنى انها امنت مشاركة افضل، وهذا يعني ما تؤكده الارقام الرسمية، ففي الانتخابات التشريعية العراقية عام 2021، شارك 20% من الناخبين على مستوى العراق، بينما في انتخابات اقليم كوردستان فهناك اكثر من 70% من الناخبين شاركوا فيها".
وأوضح رائد فهمي أن "المال والنفوذ السياسي والتهديد ووجود الميلشيات مازالت عوامل مخيبة لامال الناخبين العراقيين ورادعة في الانتخابات التشريعية في العراق ولا تشجع قطاع كبير من الناخبين بالمشاركة".
سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، أعرب عن أمله بأن "تكون التجربة الانتخابية في اقليم كوردستان محفزة للناخب العراقي لان يخرج من حالة السلبية المطلقة، والمنظم للانتخابات لتطوير آلية العملية الانتخابية، وستبقى الاحزاب السياسية منكفئة على مصالحها الضيقة ومتمسكين بوسائلهم التقليدية في استغلال المال السياسي والاستعانة بالفصائل المسلحة، ورغم كل ذلك انا اعتقد ان هناك ارادة لدى اوساط الناخبين بانهم يتطلعون الى مشهد سياسي مختلف والمراهنة على التغيير".
روداو