الكورد و حق تقرير المصير
كاردو كلي
نستذكر اليوم الذكرى السابعة للاستفتاء العام الذي أضاء النور في صدر الكورد والشعب الكوردستاني وهو يوم (25 أيلول 2017) اليوم الذي اخرج المواطن الكوردي الكوردستاني ما بمكنونه من حب وشغف لتقرير مصيره بيده، وتحقيق حلمه برؤية وطنه وارضه وشعبه مستقلا من براثن الطغاة، فحق تقرير المصير وكما معلوم هو مصطلح في القانون الدولي يعني منح الشعب او السكان المحليين إمكانية ان يقرروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر دون تدخل خارجي.
في هذا الإطار أراد الشعب الكوردستاني والفرد الكوردي تحديد مصيره كباقي شعوب المنطقة ، الكورد هم أكبر شعوب العالم و المنطقة التي ليست لها كيان او دولة مستقلة، واقدمها تاريخيا و وجودا في المنطقة بحسب كتب التاريخ و المؤرخين والمفكرين، فقد ذكر الاستاذ والمفكر العراقي المعروف حسن العلوي في برنامج (شهد شاهد من أهلها) ان الكورد في المنطقة هم اقدم من العرب، إذ يعود تاريخ الكورد كما ذكر الاستاذ الى ماقبل (6000) سنة والعرب إلى (1500) سنة اي بما معنى أن الكورد موجودين في المنطقة قبل العرب بحوالي أكثر من (4500) سنة.
الحكومة العراقية انذاك في 2017 بقيادة العبادي، وحتى قبل ذلك التاريخ ، الحكومات العراقية المتعاقبة استخدموا شتى انواع العنف ضد الشعب الكوردي، بل الدول المجاورة أيضا لم يقصروا في إيذاء الشعب الكوردي فكانت اساليبهم معروفة و متوقعة في التعامل مع الشعب الكوردي، ولكن ضلت وستظل كوردستان الممتدة باصالتها عبر التاريخ والتي حطمت بشموخها براثن الاستبداد ومحاولات الصهر القومي التي مارستها تلك الدول بانظمتها الدكتاتورية وبموجب اتفاقيات في ما بينها خارج ارادة شعوبها ومتجاهلة ارادة الشعب الكوردي، حيث مارست تلك الأنظمة ابشع صور الدكتاتورية بهدف طمس الهوية القومية وانهاء الوجود الكوردي من خلال التعريب والتتريك والتفريس.
بالرغم من جميع المجازر التي طالت الشعب الكوردي وجرائم الابادة الجماعية من قبل تلك الانظمة والدول، الا ان حل القضية الكوردية وفق المعاير الدولية والمواثيق اصبحت طي النسيان في المحافل الدولية وصارت ورقة ضغط لبعض الدول الكبرى بهدف تحقيق مصالحها على حساب تقرير المصير لشعب يمتلك كافة مقومات الدولة الحديثة وفق المعاير والقوانين الدولية.
كما جاء في القرار رقم (1514) للجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1960 حيث اسمتها عام الاستقلال، ونص القرار على منح الاستقلال للشعوب المستعمرة ، لذا للكورد الحق مثل باقي الشعوب في تقرير مصيرها وتحديد المسار والخيارات السياسية التي تراها مناسبة بما في ذلك تشكيل كيانها المستقل دون تأثير خارجي وتحديد شكل الحكم والاندماج مع وحدة سياسية مجاورة او الانفصال عنها، وهذا ما اختاره الشعب الكوردي في ذلك اليوم (25 أيلول)، ولكن مع الأسف فقد كانت هناك مؤامرات داخلية من أطراف متامرة غير فاهمة للقضية الكوردية ومنتميين وممثلين لاحزاب سياسية كوردية كانت تحسب نفسها مناضلة في سبيل القضية الكوردية وقدمت الشهداء في هذا الطريق، اخص بالذكر هنا الاتحاد الوطني الكوردستاني و بافل طالباني رئيس الحزب الحالي الذي كان له دور بارز في محاولة إفشال نتائج الاستفتاء ومطالب 72٪ من الشعب الكوردستاني الذين شاركوا للادلاء بأصواتهم في الاستفتاء حيث صوت اغلبهم بنعم للاستقلال حيث بلغت نسبتهم 93٪ ، غير مهتم ولا مبالي لهذه الأصوات الوطنية مقدما مصلحته الشخصية على مصلحة شعب يناضل ويحارب لسنين طويلة في سبيل تحرره واستقلاله مشككا بنزاهة ورأي (3,305,925) مليون مواطن كوردستاني مشارك في ذلك المهرجان الوطني.
اليوم يمر (7) سنوات على تلك المظاهرة الوطنية، ويبدأ اول يوم للدعاية الانتخابية لاختيار ممثلي الشعب لبرلمان كوردستان، لذا على الناخب الكوردستاني ان يكون واعيا ومدركا مصلحة بلاده و وطنه وشعبه ، وأن يختار الوطنيين و المدافعين الحقيقين عن حقوق الشعب الكوردستاني وان يحاسب الذين كانوا السبب في طمس الحلم الكوردي والشعب الكوردستاني للوصول إلى الحرية والاستقلال ، فحق تقرير المصير هو حق جماعي وليس فردي فكيف ياتي فرد ويحسب نفسه فوق حقوق الشعب، وباي وجه يريد من الشعب تأيده ، فالأيام القادمة ايام الحسم للوطنين الشرفاء ولكم الأمر، ومن الله التوفيق.
باسنيوز