• Wednesday, 13 November 2024
logo

مسرور بارزاني: قريباً سنعلن عن أكبر مشروعٍ على مستوى الشرق الأوسط في سوران

مسرور بارزاني: قريباً سنعلن عن أكبر مشروعٍ على مستوى الشرق الأوسط في سوران

 تحّدث رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، خلال لقاءٍ مطوّل مع قناة العربية الحدث، عن الاستثمار في الإقليم والنظام المصرفي، كذلك على التسهيلات المقدمة للمستثمرين والسياح.

كما تطرّق رئيس الحكومة إلى البنى التحتية الاقتصادية في الإقليم، لتعزيز القطاعين الاستثماري والسياحي، كذلك إطلاق مشاريع مائية ضخمة لضمان الثروة المائية للإقليم.

وفيما يأتي نص الحوار كاملاً:

ما هي أهم المشاريع الاستثمارية والاقتصادية التي تعملون عليها اليوم في  إقليم كوردستان؟

بعد أن استلمت التشكيلة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان، بذلت قصارى جهدي لتنويع مصادر الدخل الاقتصادي للإقليم، نحن لا نركز على الطاقة فقط (النفط والغاز) كمصدر وحيد لاقتصاد الإقليم، حاولنا تطوير قطاعات الزراعة والسياحة والصناعة كما عملنا على تطوير قطاعات التربية والتعليم والصحة، كل ذلك كان بهدف تعديد مصادر الدخل ومضاعفة الخدمات لمواطني الإقليم، هذه هي القطاعات التي ركزنا عليها.

كما قدمنا العديد من الإصلاحات أيضاً، كان أهمها التحويل الرقمي للأنظمة والخدمات والتحويل الرقمي للنظام المصرفي، وتنظيم الأعمال الخدمية التي تقدمها الوزارات، والتقليل من النفقات الحكومية، وإعادة تنظيم شؤون الحكومة بطريقةٍ علمية على أساس البيانات والمعلومات الصحيحة، هذه كانت الخطوات التي سرنا عليها وحققنا العديد من المكتسبات لكننا لم نصل للمراحل النهائية للنجاح.

كيف تصفون العلاقات مع المملكة العربية السعودية وما هي الفرص التجارية التي من الممكن مشاركتها مع الممكلة؟

بلا شك، السعودية هي إحدى الدول المهمة على مستوى الشرق الأوسط، وتربطنا علاقات قوية وتاريخية بالمملكة والشعب السعودي والعائلة الحاكمة، ونحن سعداء جداً بتطور هذه العلاقات يوماً بعد آخر.

وجود القنصلية العامة للمملكة في أربيل، يشير إلى وجود علاقة قوية بين الإقليم والمملكة، وخصوصاً حول ما تحدثت عنه بتخصيص مبلغ لإعانة العراق، ونتمنى أن تكون للإقليم حصة من هذا المبلغ، ونحن نطمح لتطوير هذه العلاقة، وننتظر زيارة أي وفدٍ من المملكة، وبالتأكيد سنستقبلهم بكل حفاوة، ونرغب بتطور هذه العلاقة يوماً بعد يوم.

ما هي المشاريع الاستثمارية الهادفة التي تسلّطون الضوء عليها للخارج وليس للداخل، وهل قانون الاستثمار في الإقليم جاذب للمستثمرين أم طارد لهم؟

هناك مسائل كثيرة من الممكن أن يستفيد منها المستثمرون في قطاع الزراعة على سبيل المثال، ولدينا موقع مهم جداً وطبيعة جيدة للعديد من المحاصيل الزراعية، سأذكر لك مثالاً بسيطاً، في بداية هذه الكابينة بلغ منتوج الإقليم من البطاطا 25 ألف طن، وبمزيدٍ من الاهتمام بهذا المجال، أصبحنا ننتج اليوم أكثر من 650 طناً ونصدر جزءاً منه إلى الخارج،  هذا بالإضافة إلى محصول القمح والرز والخضروات والفواكه، نستطيع أن نستفيد منها ويستفيد منها كل العراق.

لقد فتحنا باب التصدير لمنتجاتنا المحلية لدول العالم، وخصوصاً دول الخليج التي فتحت أبوابها لمنتجاتنا المحلية لنصدرها لهم، وباقي الدول العربية، كما بدأنا أيضاً بتصدير منتجاتنا إلى أوروبا ولجميع دول العالم، ونتمنى أن تتوسّع هذه الأبواب، ونبذل المزيد من الجهود.

هناك مجالات أخرى أيضاً، كالقطاع الصناعي، الإقليم غني بالمعادن ومن الممكن النجاح في الاستثمار في هذا المجال، والذي سيفيد المستثمر ويفيد مواطني إقليم كوردستان أيضاً.

قانون الاستثمارات في إقليم كوردستان، قانون جيد جداً ويراعي مصلحة المستثمر، إذاً، المجالات كثيرة للاستثمار في الإقليم وقد بذلنا قصارى جهدنا لمساعدة ودعم المستثمرين، ليشعروا بالأمان وتتعزز لديهم الثقة تجاه نظام الحكم في الإقليم.

الحكومة ستدعم المستثمرين دوماً، ونتمنى أن يتمتعوا بالأمان خلال المدة التي سيقضونها في الإقليم، وأن يتأكدوا بأن الحكومة داعمة لهم.

جزء مما كان يواجه المستثمر هو الفساد، هل أستطعتم القضاء على هذه الظاهرة؟

كما ذكرت، لدينا قانون للاستثمارات والذي يبيّن كافة التعليمات والإجراءات للمستثمر، ولا يمكن بأي شكلٍ من الأشكال القبول بالفساد والرشوة، لقد بذلنا قصارى جهدنا لقطع الطريق أمام أي تصرفٍ غير قانوني خارج عن قانون الاستثمارات، وإن كان لأي مستثمر أي دليلٍ دامغ يثبت من خلاله بأن التعامل معه لم يكن سليماً، فإن الحكومة مستعدة لمراجعة هذا الموضوع وستدعمه لقطع الطريق أمام الفساد، نحن مصرّون على الإصلاحات ومحاربة الفساد، لكن الموضوع ليس بهذه السهولة، ولا يمكن حل هذه المشكلة بين ليلةٍ وضحاها.

ومن الطبيعي ألا نكون قد حققنا كل أهدافنا،  ولكن على الأقل لن نسمح باستمرار الفساد ولم نسمح بهذا الموضوع إلى حدٍّ كبيرٍ جداً، وحاربنا الفساد ولن نقصّر في أية محاولة في قطع الطريق أمام الفساد.

إلى أي مدى أثّرت هجمات تركيا باتجاه إقليم كوردستان، والهجمات الإيرانية على مسألة مغادرة المستثمرين أو السياح من الإقليم؟

أغلب المناطق التي تتعرض لعملياتٍ عسكرية هي مناطق حدودية، تعتبر من أجمل المناطق من حيث الطبيعة في إقليم كوردستان، وأودُّ أن أذكّركم بأن أغلب سكان هذه المناطق وفي فترة نظام صدام تعرضت قراهم للتدمير، 4500 قرية دُمِّرت في تلك الفترة، ولكننا لم نستطع إعادة إعمار جميع هذه القرى، بسبب هذه المواجهات العسكرية التي نشهدها اليوم.

أغلب سكان هذه المنطقة هم من الرعاة والمزارعين، ولم يتمكنوا من العودة مرة أخرى إلى قراهم، والاستفادة من أراضيهم أو من الطبيعة في هذه المناطق.

أنا أرى بأن القطاع السياحي هو من أكثر القطاعات التي تضررت في هذه المناطق الحدودية، لأنها تحتوي على الكثير من المناطق الطبيعية الجميلة، أتمنى أن نعود إليها وأن نعيد إليها السلام والأمان وأن تنتهي الحروب والمواجهات، وأن تُحتَرَم حكومة الإقليم وسيادة العراق وأن نخلق بيئةً للاستثمارات فيها.

هل هناك توجيهات لتخفيف الإجراءات الأمنية أمام دخول السواح العرب القادمين من مناطق العراق إلى إقليم كوردستان؟

بلا شك، لدينا العديد من الخطط لتقديم المزيد من التسهيلات، بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا ليتمكن مَنْ يزور الإقليم من الدخول إليها بكل سهولة عن طريق السيطرات الرسمية (الحواجز الأمنية)، ولكن يجب ألا ننسى بأننا لا يمكن أن نضحي بالمسائل الأمنية  وأمن المنطقة من أجل أشياء أخرى.

كل من يقصد الإقليم له أسبابه، هم يقصدون الإقليم بسبب استتباب الأمن فيه، هم يحبون الإقليم ويتجوّلون بكل ثقة واطمئنان في إقليم كوردستان، لذلك كما قلت، لا نريد أن نضحّي بأمن واستقرار المواطنين في إقليم كوردستان والزوار من بقية محافظات العراق، وبقية الدول من أجل أشياء أخرى، لكننا سنستمر في تقديم كافة التسهيلات التي تسهل الخدمات بالاستفادة من تكنولوجيا العصر. ولدينا العديد من الخطط بشأن هذ الموضوع وبدأنا فعلاً بتنفيذ بعضها وسنستمر بإذن الله في تنفيذ ما تبقى.        

هل لديكم بنى تحتية تتحمل الاستثمارات والسائحين، ولما كل هذا الاهتمام بإنشاء السدود؟

نحن نشعر بالتغييرات المناخية، نعم، العراق هو إحدى أقل الدول إضراراً بالبيئة العالمية، لكن العراق يأتي أيضاً بالمرتبة الخامسة في مصافي الدول المتضررة من التغييرات المناخية، إذاً، العراق هو أحد الدول الذي يجب أن يأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار.

ونحن في إقليم كوردستان بدأنا فعلاً باتخاذ خطوات حول هذا الموضوع، في بعض الفصول تزداد نسبة الأمطار والثلوج، ونتمنى من خلال الإجراءات التي اتخذناها ببناء العديد من السدود أن نستفيد من المياه التي كانت تُهدر، وذلك بخزنها لاستغلالها في المجالات السياحية والزراعية وأن نضعها في خدمة المواطنين.

هذا جزء مهم من خطتنا أما الجزء الآخر، فيلخّص في القطاع السياحي وهذا الموضوع يكمن في استفادة الجميع، لأن كل من يقصد أية منطقة من الإقليم، وأعني هنا المستثمرين بشكلٍ خاص، سيرى بأن هناك بيئة مناسبة جداً للسياحة وبيئة مناسبة للاستثمارات.   

هل لديكم اهتمام بالقطاع المصرفي بتطوير بنوك رصينة موثوقة؟

نعم فكرنا بذلك بكل تأكيد، لأن اقتصاد العراق وبكل أسف يعتمد على السيولة النقدية وما زال هذا المبدأ معتمداً على الرغم من الجهود المبذولة لتكوين نظامٍ مصرفي رقمي.

في إقليم كوردستان أعلنّا قبل فترة، إطلاق تطبيق (حسابي) ليكون لكل مواطن، إن كان موظفاً أو يعمل في القطاع الخاص، حسابه الخاص ولهذا الموضوع فوائد كثيرة جداً، حيث سيقدم العديد من الخدمات والتسهيلات للمواطنين، ومنها القروض، كما يضمن الشفافية ويساهم في القضاء على الفساد وتبييض الأموال، ويفتح الأبواب أمام الأسواق العالمية.

نحن فكرنا بجميع هذه المسائل وطلبنا من جميع المصارف المرخّصة من قبل البنك المركزي العراقي أن يشاركوا في هذا المشروع، هناك مصارف كثيرة في العراق شاركت في هذا المشروع، وطلبنا من كل من ليس لديه ملاحظات أو انتقادات أو مشاكل أن يشاركوا في تطوير القطاع المصرفي والاقتصادي في الإقليم.

ما هي رسالتك للمستثمرين العرب ولدول الخليج العربي، وكذلك للسواح الراغبين بزيارة الإقليم وهل هناك تسهيلات في استصدار التأشيرة؟

التأشيرة في إقليم كوردستان تؤخذ عن طريق الإنترنت، وكل شخص يستطيع أن يستحصل هذه التأشيرة بكل سهولة وفي زمنٍ قياسي ليتمكن من زيارة الإقليم،  ومن هنا أطلب من الجميع في الدول العربية ودول الجوار والدول الصديقة ومن كل دول العالم أن يزوروا إقليم كوردستان، نحن لدينا بلد جميل، وشعب مضياف ونحن بانتظارهم ليستمتعوا بجمال الطبيعة في إقليم كوردستان  وليشاركوا في إعمار هذا البلد وفي بناء هذا البلد، لتكون بلداً ثانياً لكل من لديه نية الأخوة والصداقة تجاهنا.

هل لديكم مشاريع خدمية وبنيوية في المناطق الجبلية؟

نعم، لدينا العديد من المشاريع الكبيرة، أنت أشرت إلى أن البنية التحتية الاقتصادية في إقليم كوردستان لم تكن بالمستوى المطلوب، لكننا سرنا بخطوات جادة ومهمة لإعادة بناء وإحياء البنية التحتية لاقتصاد الإقليم.

مشكلة المياه هي مشكلة  جدية، وهنا بدأنا بالعديد من الخطط لعلاج هذه المشاكل، وقبل أيام أرسينا الحجر الأساس لمشروعين مائيين مهمين جداً، سيساهمان في علاج مشكلة شح المياه في أربيل عاصمة إقليم كوردستان للعقود الثلاثة القادمة، ولدينا نفس المشاريع لبقية المدن، ولدينا أيضاً العديد من المشاريع الخاصة لتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين بشكلٍ مستمر، ولدينا العديد من الخطط لمشاريع مختلفة في المناطق الجبلية، ولكن لكل منطقةٍ خصوصيتها في كوردستان، بعض المناطق يمكن استغلالها في القطاع السياحي، البعض الآخر للصناعة، ومناطق أخرى من الممكن أن نستفيد منها في المجال الزراعي.

نحن نراعي خصوصية المناطق، لذلك نفّذنا مشاريعنا وأولينا اهتماماً خاصاً بها على أساس هذه الخصوصية، المناطق الجبلية أيضاً لديها نصيب من الاستثمارات لكونها مناطق جاذبة للسياح، لدينا مشاريع سياحية كبيرة جداً سنعلن عنها في وقتٍ قريب، وخصوصاً في سوران وتحديداً في (گري علي بك) وسيكون هذا المشروع أحد أهم هذه المشاريع وأحد أكبر المشاريع في الشرق الأوسط.

 

 

 

كوردستان24

Top