هل يستهدفون شخص السيد مسرور بارزاني أم البارتي؟
عمر كوجري
في هذه الفسحة المتاحة ستحاول هذه الكلماتُ المساهمةَ في دفع التيئيس والاستكانة لواقع الحال من قبل البعض ضد قطاع كوردستاني واسع، له جماهيره الغفيرة في أجزاء كوردستان الأربعة، وله جذوره الممتدة في عمق الأرض الكوردستانية، والحالة هذه فكلنا معنيون، ولنا حصة، وحريصون في الدفاع عن قناعاتنا التي دفعنا لأجلها الكثير من التعب والجهد، وهي قناعات الكرد الذين يؤمنون بقيم الحرية والعدالة، وإقرار الحق القومي للكرد في وطنهم السليب.
قد يقول أحدٌ: وما شأننا نحن؟ نحن نقيم في حالة ووضع طارئ، والفرقاء كفيلون بتصفية مشاكلهم، وتصفير الخلافات التي تلوح في الأفق في كوردستان، وأي تدخّل قد لا يكون مصيباً.
الغالب الأعم كل من ينشد الاشتياق إلى الاعتزاز القومي، والحلم بقرب إيجاد وطن اسمه كوردستان معني أشد العناية!
قراءات الداعين إلى غضّ النظر هي قراءة بالغة التسطيح لمفهومات أساسية، وهي أننا معنيون.. نعم بكل من يتربّص، ويخطط للشر، وإضعاف الحزب الديمقراطي الكوردستاني كونه حزباً يمثّل كرامة الكرد، وينبري للدفاع عنهم، وتبنّي طموحاتهم وآمالهم، وآلامهم، فكل كردي يتحلى بهذه الخصال عليه واجب الدفاع عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهو بذلك يدافع عن كوردستان بشكل أشمل.
في جنوب كوردستان، ثمة حدث هام قريب وقادم، وهو انتخابات برلمان كوردستان، وبالتالي تشكيل كابينة جديدة لحكومة إقليم كوردستان، وبدلاً من أن يقتدي الافرقاء الذين يأخذون تعليماتهم من جهات خارج إقليم كوردستان بالتوجه الذي يتبناه الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهو المزيد من التكاتف والتلاحم بين مختلف التنظيمات السياسية في كوردستان، وخاصة بين الحزبين الأساسيين في كوردستان: الديمقراطي الكوردستاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني.
لكن، منذ مدة، وكون اليكيتي يعلم كما عدة جولات برلمانية سابقة أنه لن يحصد ما يصبو إليه، وقد تعرض لانتكاسات شعبية حتى في "عقر داره" السليمانية، وبعد رحيل رئيسه المرحوم جلال طالباني بدأ يتضعضع، ويتهاوى من مؤتمر لآخر، وفقد الكثير من شعبيته التي كان يملكها، ولأن وضع اليكيتي ليس على مايرام فقد بات إعلامه، ومؤخراً قياديو الصف الأول من اليكيتي يشنون هجوماً شرساً على البارتي وقيادته وتاريخه، وبدأ إعلامه بلا استحياء في وضع شخص السيد مسرور بارزاني في مرمى سهامهم المسمومة بطريقة لا تروم مصلحة الكرد بأي شكل.
وقد قرأت عدة مقالات تتحيز للحق الكوردستاني، للمصير الكردي، وكتبت عن الأثر الذي خلقه، وخلفه السيد مسرور بارزاني في مختلف مجالات الإعمار والبناء، وتحقيق مالم يكن من المؤمل تحقيقه طيلة الكابينات الثماني قبل التاسعة التي حيث واجهت منذ تشكيلها مشاكل كبيرة إن اقتصادية أو سياسية، وكان من المتوقع أن تخفق هذه الكابينة في إنجاز ما خططت له، لكن في الواقع إرادة وتصميم السيد مسرور بارزاني رجحت الكفة لصالح الكرد ليس في جنوب كوردستان فحسب، بل للكرد في كل مكان تواجدهم.
هذه الكتابات، هي نماذج فيها من الرصانة والانتصار لخير كوردستان القدر الكبير، لهذا ثقتنا بالكاك مسرور كبيرة، وثقتنا بخيبة جماعة الـ 66 و 16 أكتوبر وفشلهم في تحقيق مآربهم أكبر..
لأننا نعلم أن المستهدف ليس شخص البارزاني، بل البارتي الموعود بنصر حاسم قريب كما عهدنا به، وكذلك المشروع القومي الكوردستاني ككل، هذا المشروع الذي يحلم بتحقيقه كل كردي ينحاز، وينظر بكبرياء لماضي ومستقبل هذه الأمة العريقة.
كوردستان24