• Wednesday, 24 July 2024
logo

آواره كرمياني مؤلف أول قاموس دانماركي- كوردي: أطفال الجاليات الكوردية بحاجة الى كتب لتعلم اللغة الكوردية

آواره كرمياني مؤلف أول قاموس دانماركي- كوردي: أطفال الجاليات الكوردية بحاجة الى كتب لتعلم اللغة الكوردية

طارق كاريزي- خاص لـ گولان العربي

 

يعيش في الدانمارك منذ أكثر من أربعة عقود. آواره كرمياني ولد في كركوك بكوردستان العراق وساقته الظروف الصعبة في بلده الى الهجرة بحثا عن موطن ثان يأويه ويضمن له حياة جديدة بعيدة عن متاعب الصراع والأزمات. حول ظروف اللجوء والعيش في ديار الغربة قال كرمياني "أول مهمة تواجه اللاجئ في ديار الغربة هي تحدي اللغة، فمن اجل أن تندمج في المجتمع الجديد الذي قدمت اليه لاجئا، لابد أن تتعلم لغة البلد، فهي بوابة الاندماج مع المجتمع، وأنا من جهتي سعيت بكل ما أوتيت من جهد لتعلم اللغة الدانماركية في وقت قياسي."

أراد هذا الكوردستاني القادم من الشرق أن يحقق النجاح في مجتمعه الجديد، قال آواره موضحا سبيله الى النجاح "التحصيل العلمي أمر مهم يحقق المزيد من طموحاتك، وكان همي الأكبر هو مواصلة الدراسة والتحصيل، وقد حصلت على ثلاث شهادات جامعية أولية، ومن ثم انخرطت في سوق العمل." وتابع "ومن أجل أن أضمن مستوى لائق من الحياة الكريمة قدمت لنيل الماجستير وبعد قبول طلبي، كان من المقرر ان أتم مستلزمات نيل الماجستير خلال 4 أعوام، فالقانون حدد مدة أربعة أعوام لنيل الماجستير للذين لديهم أعمال أو وظائف وحرف بمدة عمل تامة، كون العمل بوقت تام يأخذ ثلث ساعات اليوم الواحد، لكني استطعت وبعد الإصرار والمواظبة الجادة على الدراسة ومواصلة التحصيل أن أحصل على الماجستير خلال عامين وبدرجة امتياز في هندسة النفط والغاز."

وقد جاء هذا التحصيل الباهر بعد إصرار آواره على العمل الدؤوب وتسخير كافة جهوده ووقته للتحصيل والدراسة والتركيز على ذلك وتحدي الصعاب بما فيها من مهام ومسؤوليات العمل ورعاية أفراد الأسرة وتقليل أوقات النوم والراحة الى أقصى حد ممكن، وقد قوّم رئيس جامعة آلبوك الدانماركية هذا الإنجاز العلمي وقال "أنها للمرّة الأولى ينال فيها باحث درجة الماجستير في كلية هندسة تقنيات النفط والغاز وبدرجة امتياز خلال عامين فقط وهو يعمل بكامل ساعات العمل اليومية." وفي هذا المنحى يحث آواره كرمياني الدياسبورا الكوردستانية في المهاجر على التحصيل والدراسة، مؤكدا بأنها زبدة التقدم وزاد تحقيق الآمال والتطلعات الفردية والقومية.

يجدر الإشارة الى ان هذا المغترب الكوردي أسس أول إذاعة راديو باللغة الكوردية في الدانمارك اعتمادا على جهوده الشخصية وامكانياته المالية المحدودة عام 1986 وكانت تبث في الأسبوع لمدة عشر ساعات يقدم فيها الأغاني والموسيقى الكوردية وبعض المواضيع والمقالات الآنية. ومن ثم قام كرمياني بتأسيس أول جمعية كوردية في نفس العام في الدانمارك. الانجاز الثقافي الأكبر جاء بعد أن فكر المغترب الكوردستاني في تأليف أول قاموس دانماركي- كوردي لكي يكون عونا للمغتربين والراغبين من الكورد في تعلم اللغة الدانماركية. قال كرمياني "لقد كان تأليف القاموس تحد كبير ومشروع في غاية الأهمية، كرّست الكثير من وقتي والمزيد من الجهود من أجل تأليفه الذي استغرق سبعة أعوام كاملة." وتابع موضحا "لقد واجهتني مشكلة تقنية كبيرة حيث كان عليّ معالجة مشكلة عدم وجود أحرف الأبجدية الكوردية آنذاك على لوحة مفاتيح الكومبيوتر، مع هذا حاولت الاستفادة من لوحة الأحرف العربية والفارسية ومن ثم معالجات تقنية قام بها مكتبي كوردي يسكن السويد. وبعد جهود مضنية استطعت انجاز هذا المشروع الحيوي."

يذكر ان القاموس الدانماركي الكوردي هو أول قاموس ثنائي اللغة (الدانماركية مع لغة أخرى) يصدر بالدانماركية مع لغة أخرى غير اللغات الأوروبية. وصدر القاموس في 1126 صفحة وضم 42 ألف كلمة ومصطلحا بالدانماركية وما يقابلها باللغة الكوردية.

ومن المهم الإشارة الى جهد ثقافي آخر أنجزه المغترب الكوردستاني كرمياني، حيث قام مع زوجته بترجمة 55 قصة وملحمة في أدب الأطفال من اللغات الإنكليزية والدانماركية والعربية والفارسية الى اللغة الكوردية، وقد صدر بدعم من وزارة الثقافة الدانماركية 27 قصة وملحمة منها في 15 كتابا للأطفال، وهو يأمل أن ترى الباقية وهي 28 قصة وملحمة مترجمة الى الكوردية النور.

وحول تعليم أطفال الجاليات الكوردستانية المقيمة في بلدان المهجر اللغة الكوردية، قال كرمياني بأن الكثير من المعوقات تواجه هذه المهمة. وبحسب المغترب الكوردستاني "ان من أهم معوقات التدريس بلغة الأم في بلدان المهجر هو انعدام الكتب المدرسية، حيث يتعذر الحصول عليها، وحبذا لو تبادر حكومة إقليم كوردستان الى ارسال نسخ من المناهج الدراسية للصفوف الأولية المعتمدة في كوردستان الى الجاليات الكوردية كي يتم الاستفادة منها في تدريس أطفال الجاليات الكوردية كي يتيسر لهم تعلم اللغة الكوردية." ومعوق آخر أمام تعليم أطفال الجاليات الكوردية اللغة الكوردية هو توفير مكان للتدريس وكذلك معلمي اللغة الكوردية. وأوضح آواره كرمياني بأن الحكومة التركية هي الأكثر فعالية في هذا المجال حيث تزود الجاليات التركية بالكتب الدراسية وتوفر لهم المعلمين وتقدم المنح والرواتب للمعلمين وتوفر أمكان لتدريس اللغة التركية لأبناء الجاليات التركية في بلدان المهجر.

آواره كرمياني مؤلف أول قاموس دانماركي- كوردي: أطفال الجاليات الكوردية بحاجة الى كتب لتعلم اللغة الكوردية

Top