• Wednesday, 24 July 2024
logo

لنفسي ولغيري... كيف يمكنني التحكم في الغضب؟

لنفسي ولغيري... كيف يمكنني التحكم في الغضب؟

نعتقد عادة أن شعورنا بالغضب هو نتيجة الأحداث من حولنا، مثل التعامل مع أشخاص يثيرون غضبنا في العمل أو في الحياة بشكل عام.

 

 
ولكن يوضح موقع «سيكولوجي توداي» أن السبب الحقيقي الذي يجعلنا نشعر بالغضب هو ما نؤمن به تجاه أنفسنا والآخرين.

نشعر أن العالم يجب أن يكون كما نرغب، وأن الناس يجب أن يعاملونا بإنصاف. وفقاً لمبادئ العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني، فإن غضبنا غير الصحي لا يتغذى على أحداث الحياة؛ بل على معتقداتنا غير المرنة والمتطلبة.

كيفية التعامل مع الغضب
تبدأ إدارة الغضب بفاعلية بعد التعرف على الفرق بين المشاعر السلبية الصحية وغير الصحية.

الغضب هو ردنا على الظلم وانتهاك الحدود. مثلاً؛ إذا سمعت قصة عن تعرض طفل للإيذاء، فمن المرجح أن تشعر بالغضب. في هذه الحالة، الغضب رد فعل صحي على الظلم الناتج عن سوء المعاملة؛ لأن عاطفتك القوية تحفزك على حماية الأبرياء.

أما المشاعر السلبية غير الصحية، فهي لا تساعدنا على التعامل مع مشكلات الواقع، وتبقينا عالقين في سلوكيات مدمرة للذات، وتعوق قدرتنا على تحقيق الأهداف، كما تشوه الواقع، وتجعلنا بائسين.

وفقاً لألبرت إليس، مؤسس العلاج السلوكي المعرفي، هناك 3 معتقدات غير عقلانية أساسية، يصر كل منها على أن الحياة يجب أن تكون بطريقة معينة:

الكمال الشخصي: يجب أن أقوم بعمل جيد وأحصل على استحسان الآخرين، وأكون غير مستحق عندما لا أقوم بعمل جيد كما يجب.

القبول الاجتماعي: يجب أن يعاملني الآخرون بإنصاف ولطف. إذا لم يفعلوا ذلك؛ فهم ليسوا صالحين ويستحقون العقاب.

الراحة والإنصاف: يجب أن أحصل على ما أريد من الحياة. إنه لأمر فظيع إذا لم أحصل على ما أريد.

عندما تتحكم هذه المعتقدات في تفكيرنا، فسنغضب من أنفسنا عندما لا نرقى، ونغضب من الآخرين عندما لا يمنحوننا التقدير والاحترام الذي نشعر أننا نستحقه.

كيفية التعامل مع أشخاص في حالة غضب
يمكننا تحمل ومساعدة صديق لنا يشعر بالغضب، لكن يصعب علينا التعامل مع الغريب الذي ينفجر دون سبب.

قد يكون الشخص الغاضب بشكل مزمن قد مر بأحداث سلبية في مرحلة الطفولة حيث لم يشعر بالأمان أو القبول أو الحب.

إن الافتقار إلى الأمان والانتماء يمكن أن يجعل الشخص يشعر بأنه عرضة للأذى الجسدي والعاطفي.

كما أن الشعور المستمر بالضعف الذي يخلق صورة إدراكية تلون كيفية رؤية الناس للعالم من حولهم قد يؤدي لتقييم خاطئ للخطر، يتبعه سلوك عدواني ودفاعي. مثال على ذلك؛ عدم ملاحظة موظف الاستقبال انضمام شخص جديد إلى الطابور، سيفترض معه الشخص الغاضب بشكل مزمن على الفور أن موظف الاستقبال لا يحترمه، وسيتصرف بطرق تجعل الأمور أسوأ، وليس أفضل.

يؤدي هذا السلوك الدفاعي مباشرة إلى ردود فعل سلبية من موظف الاستقبال، مما يزيد من حدة التقييم الخاطئ للخطر ويضخم السلوك العدواني والدفاعي.

إذا كنت في هذا الموقف الصعب، يقترح بيل إيدي 3 أدوات للتواصل مع الشخص الحزين والغاضب.

التعاطف: التعاطف مع الضيق الذي يعاني منه الشخص المنزعج. يمكنك أن تقول: «أستطيع أن أرى مدى إحباطك. أريد أن أساعدك».

التنبيه: انتبه إلى الشخص المنكوب من خلال التواصل البصري والحفاظ عليه، والتوجه نحوه، وإيماء رأسك في أثناء الاستماع. ادعه للتحدث: «هل يمكنك أن تخبرني المزيد عما يحدث؟».

الاحترام: احترمه بصفته شخصاً لديه مخاوف. وفي قلب معاناته تكمن الرغبة في أن يتم احترامه. وأشر إلى نقاط قوته: «لقد عملت بجد لحل هذه المشكلة، وأنا أحترم إصرارك على البحث عن إجابات وحلول».

عندما تنتهي هذه المحادثة الصعبة، خذ نفساً عميقاً وذكّر نفسك أنه على الرغم من رغبتك في أن تعامل باحترام، فإنه لا توجد قاعدة تنص على ضمان أن الناس سوف يعاملونك بشكل جيد.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top