ما قصة فرحة مدرب الهلال مع لاعبه مالكوم؟
انطلق البرتغالي خورخي خيسوس المدير الفني لفريق الهلال بعد نهاية مباراة فريقه أمام الأهلي وأشار إلى البرازيلي مالكوم بالصعود على ظهره، ثم مضى ليحتفلا سوياً وهو يحمل لاعبه البرازيلي فوق عنقه.
اقترب الهلال من حسم لقب الدوري السعودي للمحترفين وبات على بُعد نقطة واحدة من إعلان ذلك رسمياً مع تبقي أربع جولات على نهاية المشوار الذي سيعود معه الأزرق العاصمي مجدداً لمنصة التتويج بالدوري بعد أن غاب عنها الموسم الماضي وتوج بالبطولة فريق الاتحاد.
لماذا احتفل خيسوس مع مالكوم وحمله على ظهره؟ كانت المباراة تتجه إلى التعادل الإيجابي بهدف لمثله بين الهلال والأهلي، لكن البرازيلي بذل مجهوداً خارقاً بعدما التقط تمريرة من البرتغالي نيفيز قبل دائرة منتصف الملعب، انطلق بها وجاوز أربعة من دفاعات الأهلي ليواجه الحارس ميندي ويركن الكرة في الشباك كهدف ثان مع الدقيقة 89.
للأهداف التي تحضر في الرمق الأخير لذة مختلفة، فكيف بهدف حمل جهدا مثاليا وفكرة رائعة وتجاوزا أنيقا من البرازيلي مالكوم!
لم يكن الهلال بحاجة ماسة إلى هذا الانتصار، فطريقه نحو لقب الدوري السعودي للمحترفين كانت سهلة حتى مع تعادله أمام الأهلي أو ربما خسارته، لكن الصرامة التي يظهرها البرتغالي خيسوس تعكس أهمية الفوز والانتصار لدى المدرب رغم تحقيق المُراد أو الاقتراب منه خطوة كبيرة.
عقب مباراة الفتح التي كسبها الهلال بثلاثية مقابل هدف في الجولة 29 اتجه خيسوس نحو مدرج الفريق وهو يشير بأصابعه إلى الرقم 6، حينها فُسرت اللقطة بأن الهلال يفصله عن حسم اللقب ست نقاط فقط، لكن خيسوس في المؤتمر الصحافي أوضح أن أمامهم ست مباريات سيبحثون فيها عن تحقيق الانتصار والفوز.
يمضي الهلال بخطوات مثالية لتحقيق المزيد من الأرقام القياسية، بدأ بسلسلة الانتصارات القياسية التي سُجلت هذا الموسم في مختلف البطولات وبلغت 34 انتصارا، إضافة إلى عدم تعرضه لأي خسارة في النسخة الحالية من الدوري السعودي، وتسجيل رقم نقطي كبير، إذ يملك الفريق الآن 86 نقطة وهو الأقوى هجوما بعدد 91 هدفا والأفضل دفاعاً كذلك باستقباله 19 هدفا فقط.
منح هدف مالكوم ثلاث نقاط للهلال وزاد من رصيده النقطي والتهديفي وجنبه التعرض للخسارة أو حتى التعادل، كونه ساهم في صناعة الهدف الأول بعرضية مثالية ترجمها ميتروفيتش برأسه داخل الشباك قبل أن يعزز النتيجة بهدفه الذي حضر في الأوقات القاتلة من عمر المباراة.
انضم البرازيلي مالكوم قادماً من زينت الروسي في صفقة صاحبها الكثير من الامتعاض كونه جاء بعد صيف كان فيه سقف الهلال يلامس النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قبل أن يتجه الأخير إلى إنتر ميامي الأميركي، لتبدأ جماهير الهلال المطالبة بنجم عالمي أسوة بنجوم الصف الأول الحاضرين إلى بقية الفرق السعودية مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ورياض محرز وفيرمينو.
يشدد خيسوس على أنه كان يريد ضم البرازيلي مالكوم إلى صفوفه حتى قبل التعاقد مع نادي الهلال بعدما لعب أمام فريقه الروسي وشاهد مستوياته، وتحدث عنه في المؤتمر الصحافي الذي سبق نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي أمام الاتحاد التي أقيمت في أبوظبي وكسبها الهلال برباعية: «مالكوم لاعب يملك إمكانات كبيرة، وهو مهم أيضاً من الناحية التكتيكية، وأنا محظوظ بوجوده في فريقي».
النجم البرازيلي يعد من أبرز الأسماء التي شاركت باستمرار مع الفريق، إذ لعب بصورة إجمالية في 45 مباراة سجل خلالها 22 هدفا وساهم في 13 هدفا وذلك في بطولة الدوري السعودي للمحترفين وكأس الملك ودوري أبطال آسيا وكأس الدرعية للسوبر السعودي، بإجمالي عدد دقائق بلغ 3822 دقيقة.
في الدوري السعودي للمحترفين شارك مالكوم في 28 مباراة وغاب عن مباراتين، أمام الفيحاء في الجولة 19 ثم أمام الفتح في الجولة 29، وخلال هذه المباريات تمكن من تسجيل 14 هدفا في الدوري وساهم في صناعة سبعة أهداف ولعب 2394 دقيقة.
أما في دوري أبطال آسيا فقد لعب في 11 مباراة ونجح في تسجيل أربعة أهداف وصناعة هدفين، وبلغت دقائق لعبه بصورة إجمالية 889 دقيقة، وغاب عن الجولة الأخيرة في دور المجموعات أمام نساجي الإيراني فقط مقابل حضوره في المباريات كافة، إذ كان خياراً دائماً للبرتغالي خيسوس رغم أنه كان يفاضل بين خمسة أسماء للمشاركة قبل كل مباراة وفق لوائح وأنظمة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وفي كأس الملك التي بلغ الهلال مباراتها النهائية حيث سيواجه النصر نهاية الشهر الحالي (كموعد متوقع) لعب مالكوم أربع مباريات سجل فيها هدفا وحيدا وساهم بصناعة أربعة أهداف، وفي كأس الدرعية للسوبر السعودي التي توج الهلال بلقبها فقد شارك مالكوم في المباراتين ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف.
مالكوم البالغ من العمر 27 عاماً والذي سبق له أن جاور ميسي بقميص برشلونة حينما كان الاثنان يلعبان سويا هناك، بات يقدم مستويات لافتة ويسجل نفسه رقما صعبا في خريطة فريق الهلال بهويته الهجومية المثالية حالياً تحت قيادة البرتغالي خورخي خيسوس.
الشرق الاوسط