• Friday, 17 May 2024
logo

الكشف عن وجه امرأة "نياندرتال" عاشت قبل 75 ألف عام في كهف شاندر بإقليم كوردستان

الكشف عن وجه امرأة

هذه هي شاندر Z، امرأة إنسان "نياندرتال" التي عاشت في كهف شاندر شمال العاصمة أربيل بإقليم كوردستان، حيث أعاد علماء الآثار في جامعة كامبريدج بإنكلترا تشكيل وجهها.

ويعتبر كهف شاندر التاريخي أحد المواقع السياحية الجميلة في إقليم كوردستان، ويقع عند سفح جبل برادوست ضمن حدود قضاء ميرگه سور(أقصى الشمال الشرقي للعاصمة أربيل ويبعد 145 كم عن مركز العاصمة)، ويقع على ارتفـاع 2200  قدم عن مستوى سطح البحر. ويزوره الكثير من السياح سواء من داخل إقليم كوردستان أو من بقية مناطق العراق ، وأسفرت التنقيبات في الكهف الذي يعود تاريخه الى عصور سحيقة عن العثور على بقايا عظام تعود لانسان الـ"نياندرتال".

ومن خلال إعادة تصور ملامح وجهها، بدلاً من الجمجمة نفسها فقط، قالت الجامعة في تقرير نُشر على موقعها اليوم الخميس، إن الخبراء حصلوا على رؤية جديدة حول الشكل الفعلي لأبناء عمومتنا القدماء.

ولفت التقرير إلى أن "الجمجمة كانت محطمة عندما عثر عليها علماء الآثار من جامعتي كامبريدج وليفربول في عام 2018، ويعتقد أنها ربما سحقت بسبب سقوط الصخور بعد وقت قصير من وفاة المرأة، ثم تراكمت فوقها رواسب عمرها عشرات الآلاف من السنين، واضطر العلماء إلى تجميع أكثر من 200 قطعة من الجمجمة يدويا".مبيناً ان "العلماء اعتمدوا على تسلسل بروتينات مينا الاسنان من اجل تحديد جنس الهيكل العظمي، حيث يعتقد أنها لأنثى ماتت في منتصف الأربعينيات من عمرها، بينما جرى استخدام الاسنان من اجل احتساب عمرها عبر دراسة مستويات التآكل في الأسنان الامامية".

وبحسب التقرير "جرى تجميع عظام الهيكل العظمي الذي تراكمت فوقه حوالي 7 امتار ونصف من التربة والصخور في الكهف"، مضيفاً أن "العلماء في مختبرات كامبريدج، قاموا بعمليات مسح مقطعية للهيكل".

وقالت عالمة الحفريات البشرية من قسم علم الآثار في جامعة كامبريدج د. إيما بوميروي قولها، إنه "يتم تنظيف كل جزء من الجمجمة بدقة بينما تتم إعادة اضافة مادة الغراء لتثبيت العظام، والتي يمكن أن تكون شديدة الهشاشة، بما يشبه حالة البسكويت المغمس في الشاي"، مشيرة الى انها "بمثابة احجية من الصور الثلاثية الأبعاد شديدة الحساسية والتي تستغرق وقتا طويلا لمعالجتها".يذكر ان الكهف يضم أيضا رفات بقايا 10 اشخاص اخرين من انسان الـ"نياندرتال" تم التنقيب عنها منذ أكثر من 60 عاما، بينما وجدت كميات من حبوب اللقاح القديمة حول أحد الهياكل العظمية".

واعتبر علماء الآثار سابقا ان وجود حبوب اللقاح يشير الى أن الموتى جرى دفنهم مع الزهور، إلا أن الدراسة التي قام بها البروفيسور كريس هانت، من جامعة ليفربول جون موريس، تشير الآن إلى أن حبوب اللقاح تركها النحل الذي يحفر في ارضية الكهف.

ولفت التقرير إلى أن "المزيد من الأبحاث أظهرت منذ العثور على الكهف شاندر، وجود آثار مجهرية لمواد غذائية متفحمة في التربة القريبة، تضم البذور البرية والمكسرات والأعشاب وهو ما يشير الى ان انسان النـ"ياندرتال" لم يكن يقوم فقط بإعداد الطعام ونقع البقول وطحنها ثم طهيها، وإنما كان يقوم بذلك بالقرب من موتاه.

وبحسب الدكتورة بوميروي فإنه "بالنسبة لهؤلاء البشر البدائيين، لا يبدو ان كان هناك هذا الفصل الواضح بين الحياة والموت، حيث بإمكاننا أن نرى أن إنسان النياندرتال يعود الى مكان معين لدفن موتاه"، مشيرة الى ان هذه العادات ربما استمرت لعقود أو حتى لآلاف السنين".

وتساءلت بوميروي "هل هي مجرد صدفة ام انها مقصودة، وفي حال كان الأمر، كذلك فما الذي يعيدهم".

ونقل التقرير عن بوميروي قولها ان صاحبة الجمجمة التي يطلق عليها "شاندر Z  فانه باعتبارها انثى أكبر سنا، كانت بمثابة خزان للمعرفة لمجموعتها، والآن نحن بعد 75000 عام، لا نزال نتعلم منها".

 

 

 

باسنيوز

Top