كيف تؤثِّر المواد الحافظة في الأطعمة على صحة الأمعاء؟
غالباً ما يضيف مصنّعو الأغذية موادّ حافظة للمنتجات لإبقائها طازجة؛ لكن دراسة أميركية كشفت أن تلك المواد قد يكون لها تأثيرات غير متوقعة على ميكروبيوم الأمعاء.
وأوضح الباحثون أن مادة شائعة الاستخدام لحفظ الأطعمة، قد تؤثّر على البكتيريا المفيدة في الأمعاء، ما يهدّد التوازن الصحي لميكروبيوم الأمعاء، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية الجمعية الكيميائية الأميركية.
وميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع معقد من البكتيريا التي تعيش في أمعائنا، يُقدر عدده بـ100 تريليون، أي أكثر من عدد الخلايا في الجسم.
ويلعب ميكروبيوم الأمعاء دوراً محورياً في صحة الإنسان، من خلال القيام بأدوار مُساعدة، أبرزها: هضم الطعام، وامتصاص العناصر الغذائية، وتنظيم جهاز المناعة، والوقاية من أمراض مثل السُّمنة وأمراض القلب والسّكري والسرطان.
أما المواد الحافظة في الأغذية، فإن الغرض الأساسي منها هو قتل الميكروبات التي يمكن أن تتحلّل وتفسد الطعام.
واستُخدمت الإضافات الشائعة مثل السّكر والملح والخل والكحول مواد حافظة لقرون عدّة؛ لكن حديثاً تُضاف مكوّنات أخرى لحفظ الأطعمة، ومنها «النيسين»، وهو مكوّن شائع الاستخدام في أطعمة مثل الجبن والنقانق والصلصات، وهو أيضاً مضاد للجراثيم يُنتَج بشكل طبيعي بواسطة بكتيريا حمض اللاكتيك الموجودة في الألبان، ويُعدّ آمناً للاستخدام في الغذاء، وله خصائص مضادة للميكروبات واسعة النطاق، مما يجعله مادة حافظة فعّالة للأغذية، كما أنه مصرّح باستخدامه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وعلى الرغم من استخدام هذا المكوّن على نطاق واسع، فلا يُعرف سوى القليل عن تأثيره على ميكروبيوم الأمعاء بالنسبة للأشخاص الذين يستهلكونه في الطعام، وفق الفريق.
وخلال الدراسة، درس الفريق تأثير إضافة «النيسين» على توازن ميكروبيوم الأمعاء، وذلك باستخراج قاعدة بيانات عامة لجينوم بكتيريا الأمعاء البشرية.
ووجد الباحثون أن هذه المادة تؤثّر على توازن ميكروبيوم الأمعاء، عبر قتل مسببات الأمراض وميكروبيوم الأمعاء على حدّ سواء.
وتعيش الميكروبات الموجودة في الأمعاء بتوازن دقيق؛ لكن إذا قُتل عدد كبير جداً من ميكروبيوم الأمعاء بشكل عشوائي بواسطة المواد الحافظة، فقد تحلّ البكتيريا المسببة للأمراض الانتهازية مكانها، وتعيثُ فساداً في الأمعاء.
من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة شيكاغو الأميركية، الدكتور جيري تشانغ: «على الرغم من أن مكون (النيسين) قد يكون فعالاً جداً في منع تلوث الغذاء، فإنه قد يكون له أيضاً تأثير أكبر على ميكروبات الأمعاء البشرية لدينا».
وأضاف عبر موقع الجامعة: أن «هذه الدراسة هي واحدة من أولى الدراسات التي أظهرت أن هذا المكون قد يؤثر على توازن ميكروبيوم الأمعاء، ومن المحتمل جداً أنه قد يؤثر أيضاً على صحة الأمعاء، لذلك فإننا نبحث عن طرق لمواجهة هذا التأثير السيئ المحتمل، مع الاستفادة من خصائص هذه المادة المضادة للميكروبات في الأطعمة».
الشرق الاوسط