ديندار زيباري: إقليم كوردستان حريص على تطبيق مبادئ التعايش
أكد منسق التوصيات الدولية، في حكومة إقليم كوردستان، ديندار زيباري، أن مبادئ التعايش في إقليم كوردستان، محفوظة ومصانة.
وقال زيباري:"منذ تأسيس حكومة إقليم كوردستان، وصولاً للتشيكلة الحكومية التاسعة، قمنا بإطلاق بالعمل على قضية التعايش، داخل المجتمع الكوردستاني".
وأضاف، أن "التشيكلة الحكومية التاسعة، دفعت بعملية التعايش نحو مستويات رفيعة، على مستوى العراق والمنطقة".
وتابع، "يوجد في قانون كوردستان المادة 50، الخاصة بحقوق المكونات، ولا يوجد لهذه المادة مثيل في العراق ولا المنطقة بأسرها".
وزاد، "يوجد في كوردستان أكثر من 900 ألف لاجئ ونازح، منهم 600 ألف نازح عراقي، من مختلف المكونات".
وأوضح، أنه "منذ عام 2014، لجاً 139 ألف من المكون المسيحي وأكثر من 250 إيزيدي، و400 ألف لاجئ سوري، أغلبهم من غرب كوردستان، إلى إقليم كوردستان خوفاً من تهديدات داعش"، مضيفاً، "ويجد 39 مخيم للاجئين في الإقليم".
وكان رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، قال خلال افتتاح كاتدرائية العام المنصرم، إن التعايش السلمي أصبح ثقافة راسخة في كوردستان لم يتمكن من تخريبه أي نظام وقوة رغم كل المؤامرات. التعايش هو مبدأ متجذر في عقيدة كل الكوردستانيين، بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية. هذا التعايش بيننا في كوردستان متأصل وقوي بحيث أصبح مبعث قوة كبيرة لنا جميعاً ومحل تقدير من العالم.
كلنا في كوردستان نذكر قول الرئيس الأمريكي السيد باراك أوباما في خطابه التاريخي ليلة السابع من آب 2014 عندما قرر أن تتصدى أمريكا لهجوم داعش، إذ قال: أربيل خط أحمر عندنا"، ومن بين الأسباب التي أوردها عند الحديث عن ضرورة حماية أربيل وإقليم كوردستان، قوله: لقد بني في هذه المنطقة تعايش ناجح للغاية وقوي.
من دواعي فخرنا جميعاً أنه بعد انتفاضة 1991 وتشكيل برلمان كوردستان، كانت ضرورة تمثيل المسيحيين والتركمان في برلمان وحكومة إقليم كوردستان من القرارات الرئيسة، ومنذ ذلك الوقت وإلى وقتنا هذا وإلى جانب الاهتمام باللغة الكوردية كان هناك اهتمام باللغتين السريانية والتركمانية وبدأ الأطفال المسيحيون والتركمان في هذا الإقليم يدرسون ويتعلمون بلغتهم.
الحرية التي تحققت في إقليم كوردستان كانت سبباً لانتعاش كل قوميات وأديان ومكونات كوردستان. هذا التعايش جعل كوردستان مريحة لنا وجميلة في نظر العالم، ولن نتخلى عن تعزيز هذا التعايش وسنزيد من توطيده.
إن منطقتنا التي عرفت تاريخياً باسم ميزوبوتاميا، كانت مركزاً كبيراً لنشأة الحياة والإنسانية والحضارة. كانت منطقة مختلطة ومتنوعة القوميات. لقد كانت ميزوبوتاميا بحق حديقة مزدانة بالأمم. لكن المؤسف أنه نتيجة للغزوات الخارجية، شهدت المنطقة عمليات إبادة جماعية كبرى. لكن رغم ذلك، صمدت التعددية القومية والدينية في كوردستان ولم تندثر، بفضل تحول قومياتها ودياناتها إلى دروع يحمي أحدها الآخر.
تاريخ التعايش في كوردستان موغل في القدم، وقام عدد من القادة التاريخيين بتحديثه وتقويته في مراحل كثيرة، مثلما كتب الرئيس مسعود بارزاني يقول إن هذا التعايش تم تعزيزه في مطلع القرن الماضي بين الشيخ عبدالسلام بارزاني ومار بنيامين شمعون وأندريانيك باشا.
من دواعي الارتياح أن الاتفاق والنضال المشترك الذي أرساه الشيخ عبدالسلام بارزاني ومار بنيامين شمعون، انعكس على ثورات بارزان وثورتي أيلول وكولان ولا يزال. وبعون الله تعالى، سيزداد قوة ومتانة في كوردستان.
هذا التعاون وهذه الحماية المتبادلة تجددت مرة أخرى وعلى نطاق واسع وجديد عند اندلاع الحرب الطائفية في العراق بعد العام 2003 وبعد الهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة ومن بعدها هجمات إرهابيي داعش. فأصبح إقليم كوردستان وبفخر ملاذاً آمناً لحماية المسيحيين وسائر مكونات العراق، وكان ذلك واجبنا ومحل اعتزاز كل أبناء إقليم كوردستان حينها والآن.
للأسف، تم بعد بدء الحرب الطائفية وهجمات تنظيم القاعدة الإرهابي في محافظات جنوب ووسط العراق خلال الفترة بين العامين 2004 و2008، تفجير 111 كنيسة أو مهاجمتها، واستشهد 1315 مواطناً مسيحياً، إضافة إلى اختطاف مئات المسيحيين واغتيال العديد من المطارنة والقساوسة والشماسين، واستشهد العديد من الأطفال المسيحيين وجرحوا وهم في طريقهم إلى المدارس، وصودرت العشرات من أملاك ودور وعقارات المسيحيين.
ومن دواعي الارتياح، أنه بفضل حماية التعايش والاستقرار في إقليم كوردستان وجهود مؤسسات حكومة إقليم كوردستان لم يصب الضرر، حتى في تلك الأثناء، أي كنيسة أو مواطن مسيحي في إقليم كوردستان، وقدم العشرات من البيشمركة أرواحهم قرابين في سبيل حماية وتحرير قرى وبلدات المسيحيين في سهل نينوى.
أدت هجمات تنظيم القاعدة الإرهابي إلى نزوح عشرات آلاف المسيحيين إلى إقليم كوردستان، وفي حزيران 2014 ونتيجة هجمات إرهابيي داعش على محافظة نينوى، قصد 150 ألف مسيحي بين ليلة وضحاها إقليم كوردستان ولا يزال 40% من هؤلاء النازحين لم يعودوا إلى ديارهم في محافظة نينوى ويقيمون في إقليم كوردستان.
إن قضاء عينكاوا الآن واحد من كبرى مدن المسيحيين في الشرق الأوسط، حيث يعيش 86 ألف مسيحي. وحظيت عينكاوا في كل وقت باهتمام خاص من لدن حكومة إقليم كوردستان ونظر إليها أهالي كوردستان دائماً بعين التقدير والاحترام.
يجدر هنا أن نتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كوردستان التي حثت باستمرار رجال الدين على تعزيز التعايش، كما نتقدم بالشكر الجزيل لاتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان وعلماء الدين الإسلامي في كوردستان على وقوفهم ضد انتشار خطاب العداء وضد تخريب التعايش الديني في كوردستان.
في نفس الوقت، نشكر المطارنة ورجال الدين المسيحيين في إقليم كوردستان الذين لم يسمحوا بأي شكل بظهور أي صوت أو إتيان أي تصرف استفزازي أو عمل يؤذي المسلمين أو الديانات الأخرى في إقليم كوردستان، ووقفوا ضد كل خطاب وفعل من هذا النوع في كل مكان من العالم.
كوردستان24