• Thursday, 26 December 2024
logo

تحذيرات من ازدياد وصف الأدوية النفسية للأطفال

تحذيرات من ازدياد وصف الأدوية النفسية للأطفال

أشارت أحدث دراسة نُشرت في مجلة «JCPP Advances» الطبية، المعنية بالصحة النفسية للأطفال، إلى الزيادة الكبيرة في وصف الأدوية النفسية وأدوية الذهان (antipsychotic) للأطفال بشكل يمكن أن يمثل تهديداً لصحتهم بالمستقبل. وأوضحت أن كثيراً من الحالات التي يتم فيها وصف هذه الأدوية ربما يحتاج لأدوية أخرى غيرها، أو لا يحتاج إلى علاج دوائي على الإطلاق، وبذلك تكون عديمة الفائدة، فضلاً عن مخاطر التعرض لأعراضها الجانبية في عمر مبكر.

وصف أدوية غير معتمدة
الدراسة التي أجراها علماء من جامعة أديليد (University of Adelaide) بأستراليا، وجدت أن أطباء الأسرة يقومون بوصف أدوية لحالات طبية في الأطفال غير معتمدة من الإدارة المسؤولة عن ترخيص الأدوية (TGA) في أستراليا لعلاج الاضطرابات العقلية. وعلى سبيل المثال، توافق الإدارة على وصف هذه الأدوية للأطفال في حالات محددة فقط مثل علاج الاضطراب ثنائي القطب (bipolar disorder)، والذهان (psychoses)، والسلوكيات التي تتميز بالعنف الشديد والتدمير والأفكار التي تتعلق بإيذاء الذات، لكن بقية الحالات مثل القلق والتوتر والمخاوف يجب أن يتم وصف أدوية مغايرة ويكون الاعتماد الأساسي على الجلسات النفسية.

زيادة تشخيص الاضطرابات العقلية
فحصت الدراسة البيانات المتعلقة بوصف مضادات الذهان للأطفال والمراهقين الذين تم تشخيص إصابتهم بحالات خلل بالصحة العقلية في عامي 2011 و2017، سواء لأسباب نفسية أو عضوية. وتم تقسيمهم لـ3 فئات؛ الأولى الأطفال حتى عمر التاسعة، والثانية شملت الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة من عمر 10 وحتى 14 عاماً، والثالثة المراهقون من عمر 15 وحتى 18 عاماً، وقد وجد الباحثون أن الأطفال والمراهقين كانوا أكثر عرضة لوصف مضادات الذهان في عام 2017 مقارنة بعام 2011.

وجد الباحثون أن نسبة تشخيص الاضطرابات العقلية زادت بشكل عام، وأيضاً ارتفعت نسبة تشخيص كل اضطراب على حدة، بمعنى أن اضطراباً مثل الاكتئاب ثنائي القطب زاد في 2017 أكثر من 2011، والأمر نفسه انطبق على اضطرابات الطعام؛ سواء الشراهة الكبيرة أو العزوف الكامل عن تناول الطعام، وأيضاً التوحد من دون مشاكل سلوكية والقلق.

وصفات طبية لا تطابق التشخيص
كانت معظم هذه الوصفات الطبية لا ينطبق عليها التشخيص الذي حددته إدارة الأدوية بنسبة بلغت 10 في المائة من المرضى وعلى وجه التقريب. كانت معظم الأدوية المضادة للذهان التي تمت كتابتها للمرضى في عامي 2011 و2017 من نصيب الأطفال تقريباً (نسبة 80 في المائة)، وكان السبب الرئيسي لوصفها الاكتئاب أو القلق، وفي بعض الأحيان تم وصفها لمرض فرط النشاط ونقص الانتباه، وجميع هذه الأمراض لا يتم علاجها بهذه الأدوية.

أعراض الأدوية الضارة
بجانب المشاكل النفسية التي يمكن أن تسببها هذه الأدوية في حالة عدم الاحتياج إليها، هناك الأعراض العضوية الجانبية لها على القلب والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز الهضمي، واستمرار تناولها بشكل مزمن يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بمرض السكرى وأمراض التمثيل الغذائي، وكثير من الأمراض الأخرى.

وتبعاً للدراسات السابقة، يتأثر الأطفال بهذه الأعراض الجانبية بسرعة أكبر بكثير من البالغين الذين يتناولون هذه الأدوية، لذلك يجب الحرص الشديد في كتابة هذه الأدوية لهم بعد تشخيص دقيق بمعرفة أطباء نفسيين وليس أطباء عموم.

تحذيرات من مضادات الذهان للمراهقين
لاحظ الباحثون أن الزيادة في الوصفات الطبية للأدوية المضادة للذهان كانت من نصيب المراهقين الأكبر عمراً، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً، ويقطنون في أماكن نائية بعيدة عن المدينة، ليس بها كثير من الخدمات. كما رصدت الدراسة وجود نسبة من الأطفال والمراهقين بلغت 70 في المائة تقريباً، تم وصف دواء نفسي (psychiatric drug) آخر لهم في الوقت نفسه الذي تم فيه وصف مضادات الذهان، وكان ذلك في العامين اللذين شملتهما الدراسة. ومن المعروف أن تناول الأدوية النفسية مع أدوية الذهان في الوقت نفسه يضاعف من آثارها الجانبية، ولذلك يجب أن يحدث في حالات نادرة جداً بالأطفال.

وحذرت الدراسة من زيادة وصف الأدوية المضادة للذهان، ونصحت بضرورة التقييم النفسي الشامل للطفل والمراهق من قبل أطباء نفسيين وعدم الإقدام على العلاج الدوائي إلا بعد التأكد من جدوى استخدامه مع التشديد على المرضى وذويهم بضرورة الالتزام بالجرعات المحددة، ولا يجب تكرار هذه الأدوية إلا بعد الموافقة الطبية.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top