• Sunday, 30 June 2024
logo

رفات 171 مؤنفلاً لا تزال في الطب العدلي ببغداد منذ نحو خمس سنوات

رفات 171 مؤنفلاً لا تزال في الطب العدلي ببغداد منذ نحو خمس سنوات

تم في 2019 فتح مقبرة جماعية بمنطقة تل الشيخ في محافظة السماوة، وانتشلت منها رفات 171 مؤنفلاً 97 منها لنساء و47 لأطفال، وتم نقلها إلى الطب العدلي في بغداد، ويقول عضو في مجلس النواب العراقي: "تجري المطالبة بمليار ونصف مليار دينار لإجراء فحص الحامض النووي للرفات وقد وافق رئيس الوزراء العراقي على صرف المبلغ لكن وزيرة المالية العراقية معترضة على الصرف".

استضاف برنامج (مع رنج) :أمس الأحد (3 كانون الأول 2023) عضو مجلس النواب العراقي كاروان يارويس، ورئيس جمعية الدفاع عن قضية الأنفال هاوري بيشرو، ورئيس منظمة الناجين من الأنفال هيمن محمد، ومدير شؤون الشهداء والمؤنفلين في كرميان جبار عمر، وهيوا محمد وتهو ابن واحد من المؤنفلين، للبحث في مصير المقابر الجماعية للكورد في العراق وإعادة رفات 171 مؤنفلاً لا تزال في دائرة الطب العدلي ببغداد منذ حوالى خمس سنوات.

اتهم النائب كاروان يارويس وزارة الصحة الاتحادية العراقية بالتقصير وتأخير إجراء فحص الحامض النووي لذوي المؤنفلين لغرض إعادة الرفات الـ171 من الطب العدلي في بغداد.

وأشار يارويس إلى أن المقبرة الجماعية لهذه الرفات الـ171 تم فتحها في العام 2019 في منطقة تل الشيخ في محافظة السماوة والرفات لا تزال في دائرة الطب العدلي بينما يقضي القانون بدفن أي جثة أو رفات بعد مرور أكثر من شهرين على تسلمها من قبل الطب العدلي.

ويصف يارويس حالة رفات المؤنفلين بمنأى عن هذا القانون ويقول: "وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كوردستان مسؤولة عن تسلم هذه الرفات لكن دائرة الطب العدلي في بغداد ووزارة الصحة العراقية تسببا في عدم إعادة الرفات هذه ومقصرتان في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها".

وحسب النائب كاروان يارويس: "التذرع بفيروس كورونا لعدم إعادة هذه الرفات ليس منطقياً، فهي موجودة في الطب العدلي منذ أكثر من أربع سنوات ومهما كان الطرف المقصر، فإننا ككورد أصحاب الملف وحكومة إقليم كوردستان تفتقر حتى الآن إلى ستراتيجية للتعامل مع هذا الملف القومي".

وذكر كاروان يارويس أن وزارة الصحة العراقية طلبت 1.5 مليار دينار لإجراء فحص الحامض النووي للتعرف على هوية الرفات الـ171، ورغم موافقة رئيس الوزراء العراقي على صرف المبلغ "لم تلتزم وزيرة المالية العراقية بالقرار".

وأشار النائب يارويس إلى أنه "حسب المادة (6) من قانون المقابر الجماعية، تتولى الحكومة العراقية نفقات فتح المقابر الجماعية وعزل الرفات وإجراء فحص الحامض النووي وحتى نفقات إعادة الرفات ودفنها، وقد سجلت دعوى لدى الادعاء العام على تقصير الحكومة العراقية في إعادة هذه الرفات الـ171، لكنني تعرضت لضغوط لأكثر من عشر مرات لسحب الدعوى التي رفعتها".

الرفات الـ171 هي لنساء وأطفال، وقد تم العثور في المقبرة الجماعية التي انتشلوا منها على مقتنيات لأطفال رضع، ويقول كاروان يارويس: "هذه المقتنيات محفوظة الآن في علب من الكارتون، بينما كان ينبغي إعادتها وحفظها وعرضها في المتاحف الخاصة بالأنفال في إقليم كوردستان".

من جانبه، قال رئيس جمعية الدفاع عن قضية الأنفال هاوري بيشرو: "المقبرة التي تم فيها العثور على 171 رفات، تم أيضاً العثور على 20 بطاقة هوية فيها وهي لأشخاص من قرى قريبة إلى بعضها البعض الأمر الذي يسهل العثور على ذوي المؤنفلين"، مضيفاً: "اقترحنا في اجتماع أن يأخذوا أشخاصاً من هذه القرى لإجراء فحص الحامض النووي لهم".

وقال هاوري بيشرو: "إلى جانب المقبرة التي تم فتحها في السماوة، تم العثور على مقبرتين أخريين، وبعض الرفات الموجودة فيهما منكشف".

مدير شؤون شهداء ومؤنفلي كرميان جبار عمر، قال: "في اجتماع حضرته المنظمات ووزير شؤون الشهداء، كلفنا قوباد طالباني (نائب رئيس الوزراء) بالاستعجال في إعادة هذه الرفات الـ171، وقال إن تأخير إعادتها مرفوض، وقرر خلال الاجتماع تسجيل أسماء الأشخاص الذين يجب أن نجري لهم فحص الحامض النووي".

وأضاف جبار عمر: "أرسلنا 30 اسماً إلى بغداد اخترناهم بالتعاون مع المنظمات، وفي المرحلة الثانية تم تسجيل 120 اسماً آخر وأرسلنا الأسماء عن طريق وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين إلى بغداد لإجراء فحص الحامض النووي لهم".

رئيس منظمة الناجين من الأنفال هيمن محمد، رأى أن طريقة اختيار الأشخاص لإجراء فحص الحامض النووي عشوائية، وقال: "يجب أن تكون هناك آلية لأخذ عينات الحامض النووي من جميع المناطق، لمقارنتها مع الرفات حين العثور عليها".

واقترح رئيس منظمة الناجين من الأنفال تشكيل لجنة من ذوي المؤنفلين لاستعادة الرفات الـ171 "وإلا فإن تلكؤ وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين وحكومة إقليم كوردستان لن يؤدي إلى حسم هذا الملف"، وأضاف: "صحيح أن الحكومة في بغداد تغيرت، لكنها لا تزال مؤطرة بنفس إطار التفكير السابق، وإن لم نسع بأنفسنا لاستعادة الرفات وفتح المقابر الجماعية الأخرى، لن تتخذ بغداد خطوة تذكر في هذا الاتجاه".

وقال أحد المشاركين في برنامج (مع رنج) وقد فقد زوجته وأربعة من أولاده خلال عمليات الأنفال: "تمت في العام 2010 إعادة بعض رفات الأطفال المؤنفلين، وكان عندنا شهود على وجود ابنين لي (آري) و(دياري) بينهم، وسجل القائممقام اسمي وتعهد بأخذ عينة دم مني لمقارنتها، لكن بعد مرور 13 سنة لم يحدث شيء من هذا".

ورأى هيوا محمد، وهو من ذوي المؤنفلين، أن "مسألة أخذ عينات لفحصها والتعرف على الرفات ليست معقدة إلى درجة أن تبقي رفات ذوينا في بغداد أربع سنوات، بل الأمر بحاجة إلى إرادة قوية وحسب".

تم حتى الآن فتح 269 مقبرة جماعية في العراق كان بينها 24 فقط لكورد، ويقول النائب كاروان يارويس: "تم تسليم جميع رفات العرب في الطب العدلي وتم التعرف على الجزء الأكبر منها عن طريق فحص الحامض النووي، وليست لديهم مشكلة في هذا المجال، لكن بقاء الرفات الـ171 حتى الآن في دائرة الطب العدلي، تسبب في توقف فتح المقابر الجماعية الأخرى".

 

 

 

روداو

Top