السفير العراقي بفرنسا: نيجيرفان بارزاني يمتلك مقبولية ومصداقية على الساحة الدولية
حاورته: آلاء شالي- روداو
أشاد سفير جمهورية العراق في فرنسا، وديع بتي، بدور رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، مشيراً إلى أن لديه "مقبولية ومصداقية" على الساحة الدولية.
وقال بتي، في حوار خاص، إن "زيارة رئيس إقليم كوردستان ستكون ذات أثر إيجابي على مستوى العلاقات بين فرنسا وإقليم كوردستان والعراق".
ووصف العلاقة بين إقليم كوردستان وفرنسا بالـ "متميزة"، كاشفاً عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي ماكرون إلى العراق في الفترة المقبلة.
أدناه نص الحوار:
* ليكن سؤالنا الأول عن مدى تأثير زيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى فرنسا على العلاقات بين العراق وفرنسا؟
وديع بتي:اليوم نلتقيكم ونحن نستقبل فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني في زيارة رسمية إلى باريس بدعوة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون. العراق وفرنسا يرتبطان بعلاقات قوية ومتينة جداً، ويمكننا القول إنه العصر الذهبي في العلاقات العراقية الفرنسية، وهذه العلاقات ليست وليدة اليوم والأمس، وإنما متجذرة سواء مع العراق ككل ولفرنسا علاقة متميزة مع إقليم كوردستان، لذا سيكون زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني دوراً مهماً في توطيد وتعزيز هذه العلاقات، لإرساء قواعد جديدة لتطويرها والعمل على نقلها لمستويات أعلى.
* السيد سفير العراق، رئيس إقليم كوردستان يقول دائماً.. أُبلغ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عندما أسافر خارج البلد ويقول السيد محمد شياع السوداني إن نيجيرفان بارزاني يمثل كل العراق، كيف تنظرون إلى الثقة بين رئيس إقليم كوردستان ورئيس الوزراء العراقي، وهذا التنسيق بين العراق وأربيل، كيف تنظرون إلى هذه الثقة؟
وديع بتي: هذه الحالة الطبيعية. حالة تسر كل عراقي عندما يكون هناك تنسيق وتعاون كبير بين الأقطاب السياسية في العراق لكي يكون التأثير دائماً إلى موجة بناءة وجهد يعود لصالح العراق ككل وإقليم كوردستان وكل المحافظات العراقية، كما تعلمون أن هناك مناخاً صحياً جداً الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان وهذا ام نحتاجه لمواجهة كل التحديات لأن وضعنا في المنطقة يستوجب أن يكون هناك تنسيقاً كاملاً على أعلى المستويات للتصدي لكل التحديات وإيجاد حلول لكل المشاكل الموجودة.
* تواجدت معكم في فرنسا أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي، أود أن أعرف هل تسير الاتفاقية الاستراتيجية بين فرنسا والعراق بصورة جيدة؟
وديع بتي: نظرة بسيطة إلى ما حصل خلال الـ 10 أشهر الماضية يمكن أن تعطي لنا مؤشراً حول التصاعد الكبير الذي حصل في العلاقات العراقية الفرنسية بشكل عام. الزيارات الحاصلة بين البلدين هي زيارات عالية المستوى، بدءاً من زيارة رئيس الوزراء إلى باريس وتوقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية، ثم زيارة رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، ثم زيارة رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، وزيارة وزير الخارجية، فؤاد حسين، ووزير العدل، إضافة إلى زيارات فنية لوفود عراقية إلى باريس، وقبل 3 أسابيع كانت لدينا زيارة مهمة لرئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، واليوم نستقبل فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني، ولدينا زيارة مرتقبة نهاية الشهر الجاري للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى العراق، وتليه زيارة وزير الدفاع الفرنسي إلى العراق. كل هذه الفعاليا تؤكد أننا ماضون في الاتجاه الصحيح بنقل العلاقات العراقية والفرنسية إلى مستويات أعلى.
* لكن فرنسا تعتب على الأطراف العراقية، هل تبحث ذلك معكم؟ هل تبحث معكم في هذا الشأن؟
وديع بتي: ما تحدثت به قبل قليل، وهذا المستوى من الزيارات المتمثلة بالرئاسات الثلاث العراقية، إضافة لرئاسة إقليم كوردستان وحكومته، يشير إلى وجود حرارة وسخونة في العلاقات وليس برود، ولا أعتقد أن الجانب الفرنسي يشكو من البرود في العلاقات، ونحن قطعنا شوطا حتى في مجال المشاريع الاستراتيجية، منها مشروع توقيع عقد توتال، ولدينا عقد مهم سيتم توقيعه مع تالس الأسبوع المقبل، إضافة إلى فعاليات كبيرة تقوم بها وكالة التنمية الفرنسية في العراق ويوجد تعاون على المستويين التربوي والجامعي، ووقعنا 6 مذكرات بمجال التعليم وحتى في مجال النزاهة ومكافحة المخدرات، والتدريب الدبلوماسي والتعاون لتدريب القضاة، كل هذه الخطوات تعني أنا نحاول ان نعطي جرعة لكل جوانب العلاقة.
* أشرتم إلى نقاط مهمة، ومع ذلك فرنسا قلقة من بطء تنفيذ الاتفاق مع توتال، كذلك عدم منحها مشروع إنشاء مطار الموصل، هل بحثت ذلك معكم؟، أعلم بأن العلاقات جيدة لكن هناك أمور تسير ببطء، ما الذي يقولونه لكم بهذا الشأن؟
وديع بتي: بخصوص توتال، كان هنالك مباحثات، لأنه ليس مشروعاً صغيراً بل يشمل 4 مشاريع وتبلغ قيمته بعشرات مليارات الدولارات، لذا هو بحاجة إلى مباحثات، وقد تكون هناك أمور فنية تم تجاوزها في الخلاف، وقد تم توقيع الاتفاق. بالنسبة لمطار الموصل أو المشاريع الأخرى، هنالك فرصة كبيرة أمام الشركات الفرنسية، وقد أشرنا في الندوة التي عقدناه مؤقبل أسبوعين أن الباب مفتوح وواسع ونحن نشجعها على أن تدخل السوق العراقية وتعيد ترتيب أوراقها بشكل يمكنها من التنافس مع الشركات الأخرى التي تدخل السوق العراقية.
* ذكرتم أن فرنسا ستوقع اتفاقية أخرى مع العراق، أود أن أعرف طبيعتها؟
وديع بتي: قلنا أن هنالك مشاريع أخرى والباب مفتوح على مصراعيه أمام الشركات الفرنسية كي تستفيد من الفرص الموجودة في السوق العراقي، ونحن كسفارة أكدنا أنه كلما تفاعلنا اكثر في المجال الاقتصادي بين البلدين كلما كانت العلاقات أكثر رسوخاً وتطوراً.
* "مؤتمر بغداد" المقبل ينعقد بدعم فرنسا، متى سيُعقد؟
وديع بتي: كان من المقرر ان يعقد مؤتمر بغداد في نهاية هذا الشهر، لكن بسبب الظروف التي تعيشها المنطقة حالياً، والجرائم الكبيرة التي تنفذ بحق الشعب الفلسطيني في غزة، لذا تقرر بتاجيله لإشعار آخر والعراق يسعى أن يكون مؤتمر بغداد بنسخته الثانية، مؤتمراً متميزاً، وليس المهم عقد بالمؤتمر بقدر تحديد موعد صحيح ودقيق ليخرج المؤتمر بنتائج فعالة، والعراق ينظر إلى مؤتمر بغداد الثالث بأنه سيكون مؤتمراً للشراكة والتعاون تعم نتائجه لصالح دول المنطقة والصديقة.
* السيد السفير، لدى فرنسا اتفاقية زراعية مع إقليم كوردستان، إلى أي مدى ستتعانون من أجل تنفيذها بشكل جيد؟
وديع بتي: يوجد تنسيق وتعاون كبير جداً بين السفارة العراقية وممثلية حكومة إقليم كوردستان ونتابع العلاقات العراقية الفرنسية بكل جوانبها، لذا نحن مندمجون في كل الملفات التي تخص إقليم كوردستان، وله مكانة متميزة في فرنسا، وسنعمل على المساهمة والعمل لكل ما يفيد إقليم كوردستان ومصالحه.
* تعلمون بأن فرنسا تتعاون أو تدعم إقليم كوردستان لتنظيم وزارة البيشمركة، هل يبحثون ذلك معكم؟
وديع بتي: هنا دور كبير لفرنسلا لمساندة قوات البيشمركة التي تعد ضمن منظومة القوات الأمنية العراقية، وفرنسا في مساندها للبيبشمركة تدخل ضمن نظام العلاقات الامنية والدفاعية بين العراق وفرنسا.
* إلى أي مدى يمثل تطوّر إقليم كوردستان نقطة قوة لكم كممثل للعراق في الخارج؟ إلى أي مدى تفخرون بذلك؟
وديع بتي: بلا شك أن أي نجاح في إقليم كوردستان هو نجاح للعراق ككل، والتجربة الموجودة في البناء بإقليم كوردستان، يفتخر بها كل عراقي، وأؤمن جازماً بذلك، وكل تطور في إقليم كوردستان سيلقي بظلاله على كامل العراق، كونه السوق فيه جزء رئيس من السوق العراقي، والتجارب أثبتت أن قوة إقليم كورستان قوة للعراق والعكس، خاصة في مسألة التصدي لداعش في 2014.
* السيد السفير سؤالي الأخير لكم هو، هل بإمكاني أن أعرف ما هو المحور الرئيسي للمباحثات بين الرئيس نيجيرفان بارزاني والرئيس ماكرون؟، وهل سترافقون رئيس إقليم كوردستان في جميع الاجتماعات؟
وديع بتي: فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني شخصية سياسية رئيسية في المشهد العراقي والإقليمي وعلى الساحة الدولية ويمتلك مقبولية كبيرة في الساحة الدولية إضافة إلى مصداقية كبيرة، ولقاءه مع الرئيس ماكرون سيكون لقاء مهماً جداً، لأن هكذا شخصيات وأقطاب سياسية عندما تلتقي، تكون نتائج اللقاءات ستؤثر على المشهد السياسي ككل.