دفعة ثانية من المساعدات إلى غزة... وإسرائيل «تأسف» لقصف «خطأ» بالحدود المصرية
دخلت دفعة ثانية من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأحد، عبر معبر رفح المصري، رغم قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مناطق قريبة من الحدود المصرية. وقال المتحدث العسكري للجيش المصري إنه «خلال الاشتباكات القائمة في قطاع غزة، الأحد، أصيب أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ، نتج عنه إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية».
ونقل المتحدث المصري، بحسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، عن الجانب الإسرائيلي «إبداءه أسفه على الحادث غير المتعمد فور وقوعه»، مؤكداً أنه «جارٍ التحقيق في ملابسات الواقعة».
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الرواية ذاتها، وقال المتحدث أفيخاي أدرعي، بحسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، إن «دبابة إسرائيلية أطلقت النار فأصابت موقعاً مصرياً بالقرب من الحدود عن طريق الخطأ». وأضاف أن «الحادث قيد التحقيق حالياً، ويتم فحص تفاصيله». وتابع: «الجيش الإسرائيلي يبدي أسفه على الحادث».
وبلغ عدد الشاحنات التي سُمح لها بالدخول 17 شاحنة، وهو أقل من الدفعة الأولى التي دخلت يوم السبت، وبلغ قوامها 20 شاحنة، وسط مساعٍ مصرية وأممية للحفاظ على استدامة دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، ووسط أنباء عن محاولات إسرائيلية لعرقلة انتظام المساعدات، وحظرها دخول الوقود إلى القطاع، الذي تحذر منظمات دولية من أنه يواجه كارثة إنسانية في ظل نقص حاد لجميع الاحتياجات المعيشية.
وأفاد متطوعون مصريون من منظمات خيرية مصرية، موجودون في معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، أن الشاحنات الـ17 تحركت إلى المحيط الداخلي للمعبر، بعد ظهر الأحد، كما أفادوا بقيام الطيران الإسرائيلي بقصف مناطق بالقرب من الحدود المصرية، إلا أنهم أشاروا إلى أن ذلك القصف «لم يؤثر على استمرار تدفق المساعدات».
وأوضح المتطوعون لـ«الشرق الأوسط» أنه «كانت هناك استعدادات لتحريك عدد أكبر من الشاحنات»، وأنهم أخبروا بأن الاتصالات الجارية بين السلطات المصرية وأطراف دولية أخرى، منها الأمم المتحدة، هي التي ستحدد عدد الشاحنات المسموح لها بالمرور، وكذلك نوعية المؤن التي تحظى بالأولوية، مؤكدين أن معظم الشاحنات التي تحركت إلى داخل المعبر كانت تحمل أدوية ومستلزمات طبية وأغذية وألبان أطفال.
وتصطف منذ أكثر من أسبوع شاحنات مصرية تحمل مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية التي جمعتها منظمات خيرية مصرية، إضافة إلى شاحنات لنقل ما وصل إلى مطار العريش، الذي خصصته الحكومة المصرية لاستقبال شحنات الإغاثة من الدول والمنظمات الأجنبية.
في غضون ذلك، تواصل توافد شحنات الإغاثة إلى مطار العريش، حيث وصلت (الأحد) طائرة هندية، وأخرى جزائرية تحملان كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى أغذية مجففة، بحسب بيان للهلال الأحمر المصري على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك».
وكانت 20 شاحنة قد مرت (السبت) من الجانب المصري للمعبر، تحمل مواد غذائية ومستلزمات طبية وأدوية ومساعدات إغاثية، بتنسيق بين الهلال الأحمر المصري، ونظيره الفلسطيني، وتعاون مع المؤسسات الأممية داخل قطاع غزة، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، التي تم تخزين كميات من المساعدات في مخازنها تمهيداً لتوزيعها على سكان القطاع.
وأفادت منظمات دولية عدة أن الكميات التي يُسمح لها بالدخول لا تكفي احتياجات أكثر من مليوني شخص من سكان غزة، خاصة في ظل تزايد أعمال القصف وحركة النزوح الكبيرة من شمال القطاع إلى جنوبه.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الإمدادات المتجهة حالياً إلى قطاع غزة لن تتمكن من تلبية سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الصحية المتصاعدة مع استمرار الأعمال القتالية، وجددت الدعوة في بيان على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون انقطاع عبر معبر رفح الحدودي إلى غزة.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة المعنية بالطفولة (يونيسيف) عبر حسابها على منصة «إكس» أنه «لإنقاذ حياة الأطفال، هناك حاجة إلى الكثير»، مجددة الدعوة إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وضمان الوصول الآمن والمستدام للمساعدات.
من جانبها، أشارت المتحدثة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي بالشرق الأوسط، عبير عطيفة، إلى أن الجهود لا تزال متواصلة من أجل استمرار دخول المساعدات الإنسانية، ومن ضمنها الأغذية، إلى قطاع غزة.
وأوضحت عطيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن 3 شاحنات تحمل مساعدات غذائية طارئة من برنامج الأغذية العالمي عبرت إلى غزة، ضمن الفوج الأول من المساعدات، وأن كميات إضافية كانت ضمن قافلة اليوم الثاني، لكنها أشارت إلى الحاجة الماسة لمضاعفة كميات الأغذية لسكان القطاع، في ظل نفاد مخزونات البرنامج في غزة، والاكتفاء بتوزيع كميات محدودة من الأغذية نتيجة عدم كفاية المواد اللازمة، وشحّ الوقود اللازم لتشغيل المخابز.
وأشارت وكالة «أونروا» ومصدر مصري إلى تلقى قطاع غزة، الأحد، أولى الشاحنات المحملة بالوقود منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث دخلت 6 شاحنات محملة بالوقود إلى قطاع غزة لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، وهو ما نفته لاحقاً مصادر إسرائيلية مؤكدة أن شاحنات الوقود التي يتم الحديث عنها هي شاحنات تابعة للأمم المتحدة، وأنها تتنقل داخل القطاع لتزويد بعض المستشفيات بالوقود، وهذه الشاحنات لم تأتِ من خارج القطاع، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكد خلال كلمته من أمام معبر رفح (الجمعة)، وجدد التأكيد في حديثه بقمة القاهرة للسلام التي استضافتها مصر (السبت)، أن «إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو الفارق بين الحياة والموت». ودعا إلى وقف إنساني لإطلاق النار، مطالباً بالتوصل إلى آليات لاستدامة دخول المساعدات وتوفير كافة احتياجات السكان المدنيين بالقطاع.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه قمة القاهرة للسلام، إن مصر «لم تَأْلُ جهداً ليل نهار لإيصال المساعدات لغزة، ولم تغلق معبر رفح يوماً إلا أن القصف الإسرائيلي حال دون عمله».
الشرق الاوسط