المخدرات الرقمية الى أين ؟
حسن شنكالي
قد يثير عنوان المقالة الاستغراب بعض الشيء لكنه واقع مفروض نعيشه بكل سلبياته وباتت من المفاهيم المعاصرة التي ارتبطت بحياة الناس ضمن العالم الافتراضي من خلال التواصل مع الشبكة العنكبوتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة حيث برزت موضوعة المخدرات الرقمية ذلك الخطر الخفي الذي يهدد حياة أبنائنا والتي لا تحتاج الى مواد ملموسة كالمخدرات بانواعها كالهيروين والكوكايين بل يكتفي بتوفر الانترنيت مع سماعات للاذن يستمع من خلالها الى ملفات صوتية ترافقها مواد بصرية وأشكال وألوان متحركة تتحرك وتتغير وفق هندسة مبرمجة لخداع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد في كل اذن ومن طقوسها لابد من الإنزواء في غرفة منفردة والإسترخاء وتغطية العينين حيث تصل بالمستمع لها الى احساس معين يحاكي إحساس احد انواع المخدرات التقليدية .
وفي السنوات الاخيرة أصبحت تجارة وتعاطي المخدرات من الظواهر المدانة والتي ترفضها كل الأعراف والتقاليد الإجتماعية وبعيدة كل البعد عن أخلاقيات المجتمع المحافظ على الموروث الديني والإجتماعي والتي تؤدي بدورها إلى تفكيك الروابط الأسرية والتي نتجت عنها مؤخرا ، العشرات من حوادث القتل والإغتصاب داخل العائلة ناهيك عن تزايد حالات الطلاق غير المدروسة مع تشرد الأطفال وترك مقاعد الدراسة والتسكع في الشوارع وتزايد ظاهرة التسول من أجل لقمة العيش .
عليه تقع المسؤولية على المشرع العراقي من خلال تشريع القوانين الصارمة للحد من تجارة المخدرات وتشديد العقوبات لمرتكبيها وملاحقتهم قانونيا ، بالإضافة الى تغيير المناهج الدراسية بما يتلائم وتوعية التلاميذ والطلبة الى مخاطر تلك الآفة الخطيرة مع فتح مصحات نفسية لمعالجة المدمنين عليها ومراقبة الآباء والأمهات للأطفال والمراهقين أثناء تصفحهم للانترنيت الذي يعتبر سلاحا ذو حدين من جراء سوء الإستخدام مع الاهتمام بالانشطة الإيجابية وممارستها كالرياضة والرسم والبرمجة وغيرها لقتل أوقات الفراغ الذي يعتبر عاملا مساعدا للبحث عن بدائل للترفيه عن النفس وتعليم الأبناء كيفية التعامل مع الضغط النفسي ومعالجته والابتعاد عن اصدقاء السوء وضرورة التوعية والالتزام بالقيم والمبادىء التي تربينا عليها والتي من شأنها الحد من التصرفات غير اللائقة حفاظا على المجتمع برمته وهي من مسؤولية الجميع دون استثناء .
باسنيوز