من بين قتلى مطار عربت 3 أعضاء من PKK بينهم قيادي بارز يشرف على إعداد مسيرات انتحارية

أكدت مصادر أمنية، اليوم الثلاثاء، أن القصف الذي نفذته طائرة مسيّرة مساء أمس الاثنين على مطار عربت، شرقيّ محافظة السليمانية، أدى إلى مقتل 9 أشخاص، ثلاثة منهم من أعضاء حزب العمال الكوردستاني PKK.
ونقلت صحيفة ‹العربي الجديد› عن تلك المصادر، أن من بين قتلى PKK قيادي بارز في الجماعة المسلّحة يشرف على إعداد طائرات مسيّرة انتحارية للحزب، في المطار الخاضع لسيطرة قوات حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة بافل طالباني.
من جهته، قال المتحدث العسكري باسم الحكومة الاتحادية اللواء يحيى رسول في بيان فجر اليوم الثلاثاء، إن طائرة مسيّرة دخلت الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا، وقصفت مطار عربت بمحافظة السليمانية، ما أدى إلى مقتل 3 من قوات مكافحة الإرهاب (التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني)، كذلك أُصيب ثلاثة آخرون من القوة ذاتها، وفقاً لبيان المتحدث الرسمي العراقي.
وذكرت الصحيفة، أن القصف الذي استهدف مطار عربت أدى إلى مقتل 3 من أعضاء حزب العمال الكوردستاني، أحدهم قيادي بارز.
وأشارت إلى أن «القصف استهدف موقعاً داخل المطار، كان حزب العمال يُعدّ فيه طائرات مسيّرة انتحارية»، وأن القصف جاء بعد ساعة من دخول المجموعة للمطار.
وأفاد مسؤول أمني رفيع في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، اليوم الثلاثاء، أن مسلحين من حزب العمال الكوردستاني PKK كانوا متواجدين في مطار عربت (21 كم شمال السليمانية) لحظة القصف الجوي الذي تعرضت له، بعد ظهر أمس الاثنين.
المسؤول الأمني الذي رفض الإفصاح عن هويته، قال إن جرحى القصف لم يتم نقلهم إلى مشافي السليمانية وضواحيها، بل إلى مشفى شورش العسكري الخاص «لعدم اكتشاف هوياتهم وكشف أية معلومات عنهم».
مشيراً إلى «وجود مسلحين من PKK في المطار لحظة القصف ولا يعرف سبب تواجدهم هناك أو ماذا كانوا يخططون له».
فيما أكدت صحيفة ‹العربي الجديد›، أن القتلى 6 منهم من وكالة مكافحة الإرهاب التي يرأسه عبد الوهاب حلبجيي، والتي تتبع لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، و3 من أعضاء حزب العمال الكوردستاني، وجميعهم من كورد تركيا.
ولفتت إلى أن المطار الذي يُستخدم لأغراض زراعية ودعم حالات الطوارئ، ويقع 20 كيلومتراً شرقيّ السليمانية، «يحوي على نشاط أمني منذ مدة».
ووصفت الصحيفة المطار بأنه «غير مدني»، في إشارة إلى أنشطة أمنية وأخرى مرتبطة بتعاون قديم بين حزب العمال الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني.
وأكدت أن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن الطائرة المسيرة قصفت نشاطاً عسكرياً داخل المطار، واصفة الهجوم بأنه «عملية استخبارية».
وبحسب المعلومات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أحد ضحايا انفجار مطار عربت يدعى (رابر أنور)، الخبير في صناعة الطائرات المسيرة، وهو نجل مدير الزراعة في قضاء ماوت شمالي السليمانية، حيث يخضع جزء من القضاء لسيطرة مسلحي حزب العمال الكوردستاني.
وبحسب المعلومات ، فقد كان رابر أنور شغوفاً بصناعة الطائرات المسيرة، وقد قام في السابق ببناء العديد من هذه الطائرات ونجح في الطيران بها، كما كان لديه أيضًا شغف بالتقاط الصور من خلال هذه الطائرات.
الخبير بالشأن الأمني العراقي سعد العوادي، قال إن «على حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وقيادته، الاختيار بين الحياد والتخلي عن دعم حزب العمال الكوردستاني، أو تقبّل وجود عمليات عسكرية داخل مناطق في الإقليم. الأتراك أو الإيرانيون يريدون حدوداً نظيفة من المسلحين».
وأشاد العوادي بطريقة أربيل في إدارة هذا الملف، منتقداً ما تفعله إدارة السليمانية التي «ترتبط بعلاقات مع قوات سورية الديمقراطية ‹قسد› وحزب العمال الكوردستاني، تصل إلى التنسيق العسكري والدعم، وهو ما يجعلها خصماً أمام القوات التركية، التي باتت تتعامل مع الملف على أنه حق دفاعي وليس هجومياً».
ووجّه رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، في وقت سابق اليوم، السلطات المعنية بإجراء تحقيق دقيق بالقصف الجوي الذي طال مطار عربت في محافظة السليمانية، أمس الاثنين، وأسفر عن سقوط ضحايا.
وقال مسرور بارزاني في رسالة له : «نشعر بالأسى إزاء الحادث الذي وقع في مطار عربت. وعلى الجهات المعنية إجراء تحقيق دقيق للوقوف على أسباب الحادث وملابساته، والكشف عن الحقائق في أسرع وقت».
مضيفاً: «وإذ ندين أي انتهاك يمس سيادة أراضي الإقليم والعراق، فإننا نرفض كل الأعمال غير القانونية التي تهدد أمن إقليم كوردستان وتقوض استقراره».