كركوك تختصر التفكير القديم
فاضل ميراني
قيادتنا في الحزب من دعاة التهدئة و الحوار، ففيهما الطريق الاسلم للوصول لنتائج بعيدة عن الخراب و الخسران، و لأننا و غيرنا اصحاب قضية ترانا مع حقوقنا نؤثر التأني حتى لا نفقد دما امام فورات مصالح نتفهم دوافع اصحابها، ربما بسبب تحشيد دعاية او حفظا لمكسب ليس على البال وليس حقا، و لربما للتغطية على حدث او احداث سابقة.
كركوك مدينة عراقية الخريطة كوردستانية الجغرافيا و الكورد فيها ليسوا وافدين وليسوا قلة اذا ما استحضر العدد، وهي مدينة منكوبة بسياسات قديمة و لم تزل مغذيات تلك السياسة مستمرة بدفع و لكسب عناوين حزبية مستحدثة.
من يمنعنا عن كركوك يجد لنفسه حجة و يريد فرضا ان يلزمنا بها، وهو لا يكلف نفسه عناء السؤال عن تاريخ المدينة، بل ان التخادم الحزبي اخذ طابعا و شكلا يوهم الرأي العام بأن القوميات فيها تتصارع و لذا فالطرف المحرض يستقوي بأجهزة يفترض انها تتبع الدولة لمنع اتفاق داخل الدولة.
كركوك تختصر المأساة المستمرة في عدم تقدمة السلطة حقوق شعبها، و احيانا التراخي او التظاهر بالخجل او التخاتل مع الاتفاق الذي يتأرجح بين العجز و القبول المبطن و وضع الكل في كفة التضعيف.
نحن لا نريد كركوك من اجل صوت انتخابي، فقد قاتلنا لاجلها سنوات حتى يصير العراق من الدول التي تؤمن بالانتخاب الحر.
نحن لا نريد كركوك لنفطها الذي تحول لمغانم اولئك الذين كانوا مع النظام او الذين منوا على الناس معارضتهم السابقة، فقد قاتلنا لاجل ان لا تكون كركوك محافظة فقر اخرى.
نحن نريد لكركوك ان تكون العراق مدينة امنة لا تعصرها كل فترة جهة تحير بدعاية فتدفع بها نحو مغامرة.
عندما كنت اكتب و استعرض و احذر فذلك لخبرة تراكمت في العمل داخل حزب رأسه مصطفى البارزاني، و من يرد ان يكون العراق عراقا معافى فليكلف نفسه قليلا من الدراسة عنه و شيئا من الانصاف.
الا يكفي العراقيين شعبا ان يتصدى لتحريكهم من لا يجنون منه الا الخوف و الفقر و القتل، الا يكفي ما جنيناه من العقل ذي التفكير القديم؟.
* مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني.
باسنيوز