مقومات الحياة معدومة بغربي كوردستان .. والعوائل تبيع منازلها للهجرة
أكد قيادي كوردي سوري، اليوم الأحد، أن مقومات الحياة والخدمات شبه معدومة في غربي كوردستان (كوردستان سوريا)، مما يضطر العوائل لبيع منازلهم وكل ما يملكونه للبحث عن مخرج والهجرة، وهذا ما أثر ويؤثر سلباً في تغيير ديمغرافية المنطقة واستقرارها.
وقال إسماعيل رشيد، عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردستاني سوريا ( أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS)، إن «الأوضاع المعيشية في سوريا عامة ومنها مناطقنا الكوردية تمر بحالة مزرية وصعبة نتيجة تداعيات الأزمة السورية وعدم إيجاد حل لمحنة السوريين، بالإضافة لسيطرة مجموعات مسلحة متعددة وإدارة أمر الواقع والتي تفتقد إلى الشرعية السياسية والقانونية، وهذه تزيد من الأعباء والضغوط على كاهل المواطنين».
وأضاف أن «كوردستان سوريا كانت سلة الغذاء لكل السوريين حيث النفط والغاز والمنتجات الزراعية .. إلخ، للأسف في الوقت الذي تعج فيه صوامع الحبوب بالقمح وانتظار الشاحنات عدة أيام لتفريغ حمولتها وفي كل المراكز المنتشرة، حيث كان إنتاج المناطق الكوردية من القمح مرتفعا هذه السنة، فإن تأمين مادة الخبز للمواطن لازال بالأمر الصعب مع رداءة الجودة، والخبز المدعوم سعره مرتفع جداً».
وتابع رشيد، أن «الكهرباء النظامية شبه معدومة، فقط يتم الاعتماد على كهرباء المولدات (الأمبيرات) وهي أيضاً مرتفعة بالإضافة إلى توقفها عن العمل عدة مرات بالشهر بسبب عدم تزويدهم بالمحروقات الكافية بالإضافة للأعطال المتكررة».
ولفت إلى أن «أوضاع المياه في مدينتي الحسكة وتل تمر في حالة مأساوية وكارثة حقيقية، حيث انقطاع الماء من المصدر (محطة علوك) وإدارة PYD منذ عدة سنوات لم تحرك ساكنا بالرغم من سيطرتها على كل الثروات والمعابر بالإضافة للمساعدات الدولية التي تصلها، حيث لازال أكثر من مليون مواطن يعانون من شح ماء الشرب؛ مما يضطر المواطنين لشرائها من الصهاريج المتنقلة، حيث سعر البرميل الواحد ثلاثة آلاف ليرة سورية وأغلبها غير صالحة للشرب، هذا يعني أن متوسط ما يتم صرفه لماء الشرب لعائلة متوسطة تصل إلى أكثر من 200 الف ليرة سورية شهريا كحد أدنى».
وأوضح رشيد، أن «الغاز المنزلي من أكثر من خمسة أشهر شبه مفقود ويتم شراؤه بالسوق السوداء بـ 100 ألف ليرة سورية للأسطوانة الواحدة، حيث سعرها النظامي لا يتعدى 8 آلاف ليرة سورية بالرغم من استمرارية عمل العنفات الغازية في الحقول النفطية الواقعة تحت سيطرة إدارة PYD».
وقال القيادي الكوردي: «للأسف مقومات الحياة والخدمات شبه معدومة، مما يضطر العوائل لبيع منازلهم وكل ما يملكونه للبحث عن مخرج والهجرة، وهذا ما أثر ويؤثر سلبا في تغيير ديمغرافية المنطقة واستقرارها، فنسبة البطالة مرتفعة جدا في ظل غياب المشاريع التنموية».
وذكر أن «فرصة جيدة كانت موجودة لإدارة PYD لتقديم نموذج يحتذى به في ظل الدعم الدولي وسيطرتها على كل منابع الاقتصاد في كوردستان سوريا، لكن للأسف قدمت نموذجا سيئا نتيجة تفردها واحتكارها لإرادة الشعب، حيث دفع شعبنا ضريبتها على كافة الأصعدة».
وأكد إسماعيل رشيد في الختام، أن «المرحلة التي نمر بها صعبة وحرجة في ظل غياب أية بوادر جدية لحل الأزمة السورية وتقلص الاهتمام الدولي بالملف السوري، لذا يتطلب من الجميع بذل جهود مضاعفة للضغط على المجتمع الدولي وحثها للالتزام بقرارتها الأممية وخاصة 2254 لوضع نهاية لمأساة السوريين، فالوضع لم يعد يحتمل ونحن أمام كارثة إنسانية رهيبة في ظل انهيار كامل لليرة السورية وتداعياته المباشرة على لقمة المواطن».