دراسة تؤكد ارتباط “الدماغ الثاني” لجسمنا بالتوحد
أكدت دراسة جديدة وجود رابط موثوق بين اضطراب التوحد الذي يصاب به بعض الأطفال و”الدماغ الثاني” لجسم الإنسان، بحسب وصف المصادر العلمية.
وجدت ورقة بحثية جديدة، كتبها ما لا يقل عن 43 عالمًا من مختلف التخصصات، أقوى صلة حتى الآن بين ميكروبات الأمعاء ومناعة المضيف والتعبير الجيني في الجهاز العصبي والأنماط الغذائية.
لا يؤكد التحليل الجديد الأسباب الكامنة وراء مرض التوحد، ولا يحدد أنواعًا فرعية معينة كما حاولت الأبحاث الأخرى، ولكنه يكشف عن تفاصيل أكثر حول أمعاء الإنسان، التي تبدو مرتبطة بالمصابين بالتوحد.
ويقول العلماء إن الأشخاص المصابين بالتوحد هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك والإسهال والانتفاخ والقيء. الميكروبيوم يلعب دورًا، ولكن لا نعرف بعد بالضبط ما هو الدور.
وقد جادل بعض الخبراء بأن بكتيريا الأمعاء ليست هي التي تسبب اضطراب طيف التوحد بالضرورة، يمكن أن يكون الأطفال المصابون بالتوحد أكثر عرضة لتقييد وجباتهم الغذائية بسبب الأكل “الانتقائي”، والذي بدوره يؤثر على أنواع البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي.
وتضم دراسة جديدة 10 مجموعات بيانات موجودة حول التوحد والميكروبيوم، بالإضافة إلى 15 مجموعة بيانات أخرى تتعلق بالأنماط الغذائية، والتمثيل الغذائي، وملامح الخلايا المناعية، وملفات تعريف التعبير الجيني للدماغ البشري.
وبحسب الدراسة، إن النتائج التي توصلوا إليها تعزز “القوة الإحصائية والبصيرة البيولوجية” التي تربط بين الأمعاء والدماغ وتقف وراء اضطراب طيف التوحد، وتوفر “ارتباطات أقوى بين ميكروبات الأمعاء ومناعة المضيف، وتعبيرات الدماغ والأنماط الغذائية أكثر مما تم الإبلاغ عنه سابقًا”.
وتعد العلاقة الأساسية بين الأمعاء والدماغ هي بحد ذاتها اكتشاف جديد نسبيا في العلم. في عام 1992، أطلق باحث على القناة الهضمية اسم “العضو البشري المهمل”، واستغرق الأمر حتى القرن 21 حتى يتم تصور مصطلح “الميكروبيوم البشري” بشكل صحيح، وأطلقوا عليه لاحقا لقب “الدماغ الثاني”.
وبحسب المجلة العلمية”sciencealert”، هناك الكثير من المتغيرات التي يجب مراعاتها، خاصةً لأن التواصل بين الأمعاء والدماغ يبدو أنه طريق ذو اتجاهين، ولأن النظام الغذائي يمكن أن يغير بسرعة مزيج بكتيريا الأمعاء.
ووجد المؤلفون علامات رئيسية للتوحد في مسارات استقلابية معينة مرتبطة بالنظام الغذائي، والتعبير الجيني، وميكروبات معينة في الأمعاء.
تشير نتائج الدراسة إلى دور محتمل للميكروبيوم في تحسين أعراض التوحد، على الرغم من أن كيفية ارتباط تلك التغيرات المعوية الكامنة بتغيرات الدماغ الفعلية لا تزال غير واضحة.
قال جيمي مورتون، الذي عمل في الورقة بصفته خبيرًا في الإحصاء الحيوي في مؤسسة “Simons Foundation”: “لقد تمكنا من تحديد بصمة ميكروبية تميز المصابين بالتوحد عن الأفراد المصابين بالنمط العصبي عبر العديد من الدراسات. ولكن النقطة الأكبر هي أنه من الآن فصاعدًا، نحتاج إلى دراسات قوية طويلة الأجل تنظر في أكبر عدد ممكن من مجموعات البيانات وتفهم كيف يتغير عندما يكون هناك تدخل علاجي”.
باسنيوز