• Friday, 26 July 2024
logo

بلينكن إلى بكين الأحد سعياً لـ«إصلاح» العلاقات المتردية

بلينكن إلى بكين الأحد سعياً لـ«إصلاح» العلاقات المتردية

يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة للصين في نهاية الأسبوع الجاري، في إطار جهود إدارة الرئيس جو بايدن لإصلاح العلاقات المتردية والحفاظ على خطوط الاتصال مفتوحة بين البلدين العملاقين على الساحة الدولية.

ومع بدء هذه الزيارة التي أعلنتها وزارة الخارجية الأميركية، سيكون بلينكن أرفع مسؤول أميركي يزور الصين منذ تولي بايدن منصبه، علماً بأن الزيارة الأخيرة المشابهة كانت لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو عام 2018. وكانت زيارة بلينكن مقررة سابقاً هذا العام، لكنها أُرجئت بعد اكتشاف وإسقاط ما وصفته الولايات المتحدة بأنه منطاد تجسس صيني عبر أجواء الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، تدنت الاتصالات بين الولايات المتحدة والصين، وسط استمرار الاتهامات المتبادلة في شأن تصرفات الجانبين عند مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وعلى خلفية رفض بكين التنديد بالحرب الروسية في أوكرانيا، وادعاءات واشنطن بأن بكين تحاول تعزيز قدراتها التجسسية في كل أنحاء العالم، بما في ذلك في كوبا.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن تحادث مع نظيره الصيني تشين غانغ، ليل الثلاثاء، لتأكيد رحلته التي تبدأ الأحد، علماً بأن كبير الدبلوماسيين الأميركيين سيغادر واشنطن في ساعة متقدمة من ليل الجمعة. وأوضحت أنه «أثناء وجوده في بكين، سيلتقي الوزير بلينكن كبار المسؤولين (الصينيين) حيث سيناقش أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة لإدارة العلاقات بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية بشكل مسؤول (...) كما أنه سيثير القضايا الثنائية ذات الاهتمام، والمسائل العالمية والإقليمية، والتعاون المحتمل في شأن التحديات المشتركة».

وفي قراءة للمكالمة الهاتفية، أفادت وزارة الخارجية الصينية بأن تشين حضّ الولايات المتحدة على احترام «مخاوف الصين الجوهرية» مثل قضية الحكم الذاتي لتايوان، و«التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين، والتوقف عن الإضرار بسيادة الصين وأمنها وسلامتها ومصالح التنمية لديها باسم المنافسة». وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين «واجهت صعوبات وتحديات جديدة» منذ بداية العام، وأن مسؤولية الجانبين هي العمل معاً لإدارة الخلافات بشكل صحيح وتعزيز التبادلات والتعاون واستقرار العلاقات.

لقاءات رفيعة
ويتوقع أن يجتمع بلينكن مع تشين الأحد، بالإضافة إلى كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، وربما الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين، وفقاً لمسؤولين أميركيين، في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية - الصينية تعقيدات لا تعد ولا تحصى، علماً بأنها تدهورت بشكل مطرد خلال السنوات الماضية منذ إدارة الرئيس دونالد ترمب بعد اتهامات بالتجسس التجاري والصناعي. ونمت هذه المخاوف بسرعة لتشمل حقوق الإنسان وطريقة معاملة مسلمي الأويغور والأقليات الأخرى في منطقة شينجيانغ بغرب الصين وهونغ كونغ والتيبت، وزيادة عدوانية الصين تجاه تايوان، ثم تصاعدت بعد ذلك بسبب الأسئلة حول أصل فيروس جائحة «كوفيد 19».

وجرى التوافق على زيارة بلينكن بين شي وبايدن العام الماضي في اجتماع بالي لمجموعة العشرين للدول الغنية، حين اتفقا على أن أكبر اقتصادين في العالم يجب أن يظلا على اتصال، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم وجود حسابات خاطئة في تنافسهما العالمي، بما يمكن أن يؤدي إلى نزاع.

وبعد حادثة المنطاد الصيني، عاود الطرفان التواصل رغم تصاعد التوترات حيال سلوك الصين في بحر الصين الجنوبي، والإجراءات التي تتخذها تجاه تايوان ودعم الحرب الروسية في أوكرانيا.

ومع ذلك، بعد وقت قصير من تأجيل رحلته إلى بكين، التقى بلينكن ووانغ لفترة وجيزة في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا. وسافر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي أيه» ويليام بيرنز إلى الصين في مايو (أيار) الماضي، بينما سافر وزير التجارة الصيني إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي. والتقى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان ووانغ في فيينا في أوائل مايو أيضاً.

استبعاد تحقيق اختراقات
وفي الآونة الأخيرة، سافر كبير الدبلوماسيين الأميركيين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك إلى الصين، الأسبوع الماضي، مع مسؤول رفيع في مجلس الأمن القومي لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل رحلة بلينكن. لكن في الأيام القليلة الماضية، قالت إدارة بايدن إنها عاقت بهدوء الجهود الصينية لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والقدرات العسكرية في كل أنحاء العالم، بما في ذلك في كوبا. وقال بلينكن، الاثنين، إنه عندما تولى بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، أطلعته الاستخبارات على «عدد من الجهود الحساسة التي تبذلها بكين حول العالم لتوسيع الخدمات اللوجستية الخارجية والبنية التحتية للمجموعات الأجنبية للسماح لهم بإبراز القوة العسكرية والحفاظ عليها في وقت واحد». وقال: «كانوا يفكرون في عدد من المواقع حول العالم لهذا التوسع، بما في ذلك منشآت لجمع المعلومات الاستخبارية في كوبا».

وقال كريتنبرينك في مكالمة إعلامية، الأربعاء: «لن نذهب إلى بكين بقصد تحقيق نوع من الاختراق أو التحول في الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا»، مضيفاً: «نحن نأتي إلى بكين بنهج واقعي وواثق ورغبة صادقة في إدارة منافستنا بأكثر الطرق مسؤولية ممكنة». وتوقع أن «يؤكد بلينكن مجدداً اهتمام أميركا الدائم بالحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان»، وأن يناقش أيضاً الوضع في أوكرانيا. وأكد أنه «سيكون هناك جدول أعمال موضوعي ومثمر سيكون أمامنا، ولكن، مرة أخرى، الهدف هو التركيز على تلك الأهداف الرئيسية، وليس بالضرورة إنتاج قائمة طويلة من الإنجازات».

ورغم أن المسؤولين الصينيين حسنوا بالفعل منشآتهم في كوبا عام 2019، قال بلينكن إن بايدن قرر أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لأن مسؤولي إدارة ترمب «لم يحرزوا تقدماً كافياً» في شأن هذه القضية و«كنا بحاجة إلى نهج أكثر مباشرة». ولم يوضح ما جرى القيام به منذ ذلك الحين، رغم أن إدارة بايدن تحركت بسرعة لتوسيع وجودها الدبلوماسي، لا سيما في المحيط الهندي ودول جزر المحيط الهادئ؛ حيث فتحت - أو لديها خطط لفتح - ما لا يقل عن 5 سفارات جديدة للولايات المتحدة العام المقبل. وقال بلينكن: «يقدر خبراؤنا أن جهودنا الدبلوماسية أبطأت جهود جمهورية الصين الشعبية».

 

 

 

الشرق الاوسط

Top