نيجيرفان بارزاني: كل الأطراف السياسية بإقليم كوردستان تدعم البرنامج الحكومي للسوداني
أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، أن كافة الأطراف السياسية في إقليم كوردستان، تدعم البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.
وقال نيجيرفان بارزاني، خلال مشاركته في جلسة بعنوان "إقليم كوردستان: جهة فاعلة على الساحة الوطنية والدولية"، ضمن منتدى العراق من أجل الاستقرار والازدهار المنعقد في بغداد، الخميس (4 أيار 2023)، إن "رئيس الوزراء العراقي يحاول تنفيذ المنهاج الوزاري وهذا الأمر يسعدنا في إقليم كوردستان"، مضيفاً أن "هنالك أجواء إيجابية بين بغداد وأربيل وبين العراقيين بشكل عام".
رئيس إقليم كوردستان، رأى وجوب الجلوس على طاولة الحوار ومحاولة حل المشاكل في العراق، مبيناً أن"رؤيتنا واضحة وهي أن بغداد عمقنا الاستراتيجي".
وأعرب رئيس إقليم كوردستان عن تمنياته بأن "يمرر قانون الموازنة في البرلمان وتقاسم العائدات ليؤدي إلى الاستقرار السياسي في البلد".
رئيس إقليم كوردستان، شدد على أن "الحكومة العراقية متضررة من عدم تصدير إقليم كوردستان النفط"، مردفاً أن إقليم كودستان لم يصدر النفط منذ أكثر من شهر.
وأكد أن أمن الجارتين، إيران وتركيا، مهم بالنسبة لإقليم كوردستان، مشدداً وجوب معالجة الأسباب التي تؤدي الى قصف تركيا وإيران لإقليم كوردستان.
وأدناه نص حديث رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني خلال منتدى العراق من أجل الاستقرار والازدهار:
"شكراً في البداية، شكراً جزيلاً لهذه الدعوة.
بالنسبة إلى زياراتنا لبغداد، أقول إن بغداد هي عاصمتنا.. عاصمة العراق، بموجب وظيفتي وقانون رئاسة إقليم كوردستان، من الواجب الملقى على عاتقي أن أعمل باستمرار على تحسين وتطوير العلاقة بين بغداد وأربيل، ومثل أي عراقي آخر، إنه لفخر لي أن أكون رئيس جمهورية هذا البلد، لكنني زرت بغداد أيضاً حينما كنت رئيساً لوزراء إقليم كوردستان، لذا زياراتي إلى بغداد طبيعية جداً، وهي تأتي ضمن إطار هذا البلد المسمى بالعراق، ونأتي إلى بغداد باستمرار. أما بالنسبة أن أكون رئيساً للجمهورية، بالطبع هو موضع فخر واعتزاز لي، لكن هذا الأمر ليس ضمن برنامجي الشخصي حالياً. الحمد لله كانت هنالك انتخابات ونحن الآن لدينا رئيس للجمهورية، ونتمنى له الموفقية والنجاح.
نحن بدأنا بعملية الإعمار في إقليم كوردستان قبل المناطق العراقية. فبعد عام 1991 أتينا بإدارة وبيئة جديدة رغم وجود مشاكل، واستطعنا توفير بعض الخدمات، لكن هذا لا يعني أن إقليم كوردستان يختلف كثيراً عن باقي المناطق العراقية، نحن الآن نعاني في إقليم كوردستان من مشاكل كبيرة في البنى التحتية، إلى جانب مشكلة الكهرباء. بالمقارنة مع معايير التقدم والتطور، لا يزال إقليم كوردستان والعراق لديهما باع طويل في ذلك، ونحن بحاجة إلى الكثير لنعمله. بعد 2003 والمشاكل التي حصلت في المناطق الأخرى للعراق مع الأسف، وقد شهدنا مشاكل أكثر في إقليم كوردستان، نحن سعداء جداً الآن، عندما نرى في كل المناطق العراقية، بعد فترة طويلة من المعاناة وبعد حرب الإرهاب آنذاك، أن المشاكل بدأت بالتلاشي تدريجياً، وبدأت الأعمال نحو الإعمار والإزدهار. ليس هنالك أي فرق بين بغداد والبصرة والسليمانية وأربيل، إذ أن أي تقدم في أي منطقة بالعراق نحن نراه بإيجابية ونعتبره تطوراً لنا، وأي مشروع جيد في أي منطقة بالعراق نسعد به، وعندما نرى أن وضع المواطنين ليس بالجيد نأسف لذلك.
لا أستطيع أن أنكر وجود مشاكل في إقليم كوردستان، ولا يمكنني القول إنه ليست هنالك أي مشكلة. هنالك مشكلة سياسية بين الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان، لكننا في رئاسة إقليم كوردستان، نحاول حل كل المشاكل ضمن مظلة الرئاسة، ولدي نائبان أحدهما من حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والآخر من حركة التغيير، ونعمل معاً من أجل جعل رئاسة إقليم كوردستان المظلة الجامعة لكل الأطراف، وسنستمر في دعم هذا الدور من أجل حل المشاكل. بغداد تتعامل مع حكومة إقليم كوردستان، التي تتشكل من الأطراف السياسية في إقليم كوردستان، مثل حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وحركة التغيير وغيرهم من المكونات المشاركة في الحكومة التي ليست متمثلة بطرف واحد. بالنسبة للاجتماع بين حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير، نعرب عن سعادتنا في أي خطوة من أجل الاتفاق بين الأحزاب، وهذا ما يسهل مهامنا في رئاسة إقليم كوردستان، وندعم جهود توصل أي طرفين إلى اتفاق عبر الحوار.
بموجب واجباتي الدستورية والقانونية، حددت موعد إجراء الانتخابات في إقليم كوردستان، وطلبت من كافة الأطراف السياسية أن تلتزم بالتوقيت من أجل إجراء الانتخابات، ولا نستطيع تجنب الانتخابات، لأنها جزء من العملية الديمقراطية في بلدنا، ونعمل بكل جهودنا في رئاسة إقليم كوردستان ألّا تتأخر عملية إجراء الانتخابات وفق الحقوق الدستورية، والدستور العراقي ضامن لذلك، لذا يجب أن تنجز العملية الديمقراطية في الانتخاب، وآمل إنجاز ذلك.
في الحقيقة، أعتقد أن فترة الستة أشهر مدة قصيرة لتقييم أداء أي حكومة، لكن مع ذلك، إذا تحدثنا بلغة الأرقام منذ أن تسنم دولة رئيس الوزراء مهامه، نرى أن هنالك أجواء إيجابية أكثر بين أربيل وبغداد وبين العراقيين بشكل عام. بعد زيارتي الأولى والثانية للسيد رئيس الوزراء، سئلت عن الفرق، قلت إن دولة رئيس الوزراء يتحدث بلغة الأرقام، وعندما تجلس معه في الجلسة، يتحدث قليلاً عن السياسة، ويصب تركيزه في كيفية تقديم الخدمات للشعب وإنجاز مشاريع كبيرة في العراق وجلب الاستثمار الأجنبي إلى العراق، هذا هو الاختلاف الذي شعرناه، إنه اختلاف كبير، ولست أجامل لأن دولة رئيس الوزراء حاضر في المنتدى. ما نراه اليوم أن جهود رئيس الوزراء تهدف إلى نقل العراق إلى مرحلة جديدة، والأمر المختلف الآن عن المرات السابقة، هو أن كل الأطراف السياسية والمكونات هم معاً في ظل ائتلاف إدارة الدولة، ولدينا ورقة مشتركة موقعة من كل الأطراف المشتركة في تشكيل الحكومة، وهنالك خارطة طريق لكيفية تنفيذ بنود الورقة وأولوية المشاريع. في الحقيقة ما نراه ليس فقط بالنسبة لإقليم كوردستان بل في كل العراق أن دولة رئيس الوزراء، يحاول بكل الوسائل تنفيذ البرنامج الحكومي، وهذا ما يسعدنا في إقليم كوردستان وكل العراق، دعونا نتحدث عن المشاريع الكبيرة الأخيرة والاتفاق مؤخراً مع شركة توتال انيرجي الفرنسية، هذا يطور العراق بمرحلة كبيرة وهذه هي اللغة الجديدة التي نسمعها بعد سنوات طويلة، الشعب العراقي يستحق حياة أفضل، وأعني هنا بالشعب العراقي أي من زاخو إلى الفاو، واللغة التي نسمعها في بغداد هي لغة الأرقام والخدمات، لغة كيفية تطوير البلد والاستثمار فيه، وكيفية تقديم الخدمات لكل مواطني العراق، فهذه اللغة كانت غائبة بعد عام 2003، والحمد لله هذه اللغة والأرقام موجودة الآن، وبدأت في إطار هذه السياسية، إذ أنه ليس لدينا مسألة شخصية مع دولة رئيس الوزراء، لكنه البرنامج الحكومي، وكافة الأطراف السياسية في إقليم كودرستان تدعم برنامج الحكومة الجديدة للعراق برئاسة الأخ العزيز دولة محمد شياع السوداني ودعمنا له دعم لكل العراق، ويأتي في الإطار السياسي المتفق عليه من قبل كافة الأطراف السياسية الموقّعة، ونتمنى تنفيذ خارطة الطريق كما هو مكتوب في الورقة السياسية.
في الحقيقة، لغة الحوار كانت غائبة في العراق، وبعد 2003 وحتى الآن، نحن كل الأطراف أخطأنا، ولا أعني أبداً أننا لم نخطئ في إقليم كوردستان، وأن الأخطاء كانت في بغداد، لا، لكن من المهم، أن نعتبر ونأخذ الدروس من الماضي، والسؤال الجوهري هو أي عراق نريده الآن، وإلى أن نريد أن يتجه؟، هل هو منطق القوي والضعيف، أبهذا الشكل نريد أن نحكم العراق؟!، بكل ثقة يمكنني القول إنه إذا كنا نريد اتباع هذا المنطق، فالكل خاسر وتاريخ العراق أثبت ذلك لنا جميعاً، وأثبت أيضاً أن العراق منتصر عندما ترى كافة المكونات أنها مشاركة في العملية السياسية بالبلاد ونحن أيضاً نتحمل هذا العبء إضافة لإخوتنا الشيعة وإخوتنا السنة، وكل مكون يتحمل العبء حسب قوته، والشعب العراقي ينتظر أن يتحسن الوضع بعد كل هذه السنوات، وأن تكون العلاقة بين بغداد وإقليم كوردستان أفضل، وما أريد قوله كرئيس إقليم كوردستان أن عمقنا الاستراتيجي هو في بغداد، وحل مشاكلنا في بغداد وليس في أي منطقة أخرى، لذا يجب أن نتفق على صيغة جديدة، لنعيش سوية في جغرافية تسمى العراق، هذا مهم، وكل المكونات في العراق يعتبروا أنفسهم مشاركين في العملية السياسية، بعد 2003، مررنا في مرحلة انتقالية وآن الأوان الآن أن تعيد المكونات العراقية التفكير، إذ لا يمكننا أن نطلب من الشارع العراقي إعطاء مجال، إلى متى؟، يجب أن نكون صريحين جداً مع بعضنا البعض، وأن نجلس على طاولة الحوار، ونحاول حل المشاكل الموجودة داخل العراق، سواء تلك التي بين إقليم كوردستان وبغداد، أو المشاكل الأخرى التي يعاني منها العراق، ومحاولة حلها وأن نخطو نحو المستقبل. لا أخفي أن لدينا آمالاً وأمنيات كبيرة، وشاركنا في هذه الحكومة، منذ 2003، لعبنا دوراً في بناء العراق الجديد من أجل بنائه سوية، وما زالت لدينا الفرصة لنعمل معاً وأن يكون هنالك حوار لكيفية حل مشاكلنا، وأجدد القول إننا في إقليم كوردستان رؤيتنا واستراتيجيتنا واضحة هي أن بغداد تعد العمق الاستراتيجي بالنسبة لنا.
أود أن أشكر دولة رئيس الوزراء، لتحمله وصبره ومتابعته المستمرة لموضوع تصدير نفط إقليم كوردستان، وقد زار رئيس حكومة إقليم كوردستان، الأخ مسرور، بغداد وقد كان هنالك اتفاق جيد، مع جزيل شكري لدولة رئيس الوزراء، هذا الاتفاق لديه مشاكل خاصة، لكن هل هناك مشكلة سياسية تعيق الاتفاق، بقناعتي الشخصية لا، لكن هنالك مسائل تكنيكية فنية يجب أن تعالج، والتي تقف عائقاً أمام تنفيذ هذا الاتفاق بشكل كامل. نحن في إقليم كوردستان مطمئنون جداً أنها ليست مسألة سياسية، وليس هناك قرار سياسي في بغداد لخلق مشكلة في تنفيذ هذا الاتفاق، هناك بعض المشاكل الفنية التي نأمل بجهود ودعم والمتابعة المستمرة من شخص رئيس الوزراء أن تعالج، لكن هناك قانونان وتشريعان مهمان جداً بالنسبة للعراق، وهما سيسهمان بأن تكون هناك مرحلة استقرار سياسي في البلد، أولهما قانون الموازنة المتواجد حالياً في البرلمان العراقي، وأتمنى أن يمرر هذا القانون، والقانون الثاني هو تقاسم العائدات، هذان القانونان مهمان ويؤديان إلى الاستقرار السياسي في البلد ومن المهم جداً التركيز على القوانين السياسية والاقتصادية التي تجلب الاستقرار للبلد.
روداو