يعتبر الوضع الحالي في السودان خطيراً جداً، حيث تتجدد الاشتباكات المسلحة بين المكون العسكري والمليشيات المتمردة، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وفاة نحو 100 شخص.

وعلى الرغم من إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة استقرار الموقف العام، فإن قوات الدعم السريع أكدت إسقاط طائرة مقاتلة واستمرار الانتصارات. وهذا يشير إلى أن الأوضاع ما زالت متوترة وغير مستقرة.

من جهته، أعلن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في منشور على «فيسبوك» اليوم، بحدوث اشتباكات مع المليشيا المتمردة حول محيط القيادة العامة واستهداف بعض المباني التابعة للقيادة في محاولة لتشتيت الجهود وتغطية الهزائم المتلاحقة. وهذا يعني أن المتمردين لا يزالون يحاولون تصعيد الأوضاع وإفشال الجهود الأمنية للقوات المسلحة.

وتجدر الإشارة إلى أن القناصة تمثل تهديدًا خطيرًا لحياة المدنيين والجنود على حد سواء، وقد قام العدو بتكثيف استخدام القناصة في هذه الاشتباكات. وعلى الرغم من ذلك، فإن القوات المسلحة قادرة على التعامل مع هذه الأوضاع بشكل فعال، وهي مستمرة في جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان. ذكرت قوات "الدعم السريع" في السودان، عبر حسابها على "فيسبوك"، أنها بسطت سيطرتها على مطار مروي ونشرت فيديو يظهر عددًا من الدبابات المدمرة والمحترقة. ويأتي هذا في ظل الاضطرابات والتوترات التي تشهدها البلاد منذ إطاحة الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، عام 2019، وتأجيل انتخابات عام 2022. وقد شهدت البلاد مظاهرات حاشدة وأعمال عنف متكررة، خاصة في إقليم دارفور والمناطق الشمالية والشرقية، حيث تحتدم الصراعات العرقية والقبلية والسياسية. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل 97 شخصًا وإصابة 942 آخرين منذ بداية هذه الأحداث، مشيرة إلى أن هذه الأعداد تشمل المدنيين والعسكريين معًا. ودعت اللجنة، في بيان لها، إلى تحكيم صوت العقل ووقف هذه الحرب فورًا، والسماح بفتح الممرات الآمنة لإجلاء المحتجزين والعالقين والجرحى والمصابين. ويحتاج السودان إلى استقرار أمني وسياسي حقيقي لتحقيق التقدم في العديد من المجالات، بما في ذلك الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين.