مسرور بارزاني يدعو الحكومة العراقية لتعويض متضرري الأنفال تعويضاً "مستحقاً ومنصفاً"
دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، الحكومة العراقية إلى تعويض متضرري الأنفال تعويضاً "مستحقاً ومنصفاً"، ومساعدة حكومة إقليم كوردستان لتقديم أفضل الخدمات لعوائل الشهداء.
وجاء في بيان صادر عنه، الجمعة (14 نيسان 2023)، "بقلوب يملؤها الحزن والأسى، نستذكر اليوم شهداء وضحايا حملات الأنفال سيئة الصيت، تلك الجريمة التي تعدّ واحدة من أبشع أساليب الإبادة الجماعية التي اقترفها النظام البعثي العراقي ضد الكورد والكوردستانيين قبل 35 عاماً وعلى مراحل متعددة، إذ اقتاد خلالها آلاف المدنيين الأبرياء العزّل من مختلف مناطق كوردستان وقُراها، قبل نفيهم ودفنهم وهم أحياء في صحاري وسط العراق وجنوبه، وما زال الكثيرون في عِداد المفقودين ومصيرهم مجهولاً".
وأضاف مسرور بارزاني "لقد شكّلت جريمة الأنفال إبادةً وحشيةً لم تستهدف شعب كوردستان فحسب، بل ضربت كل القيم الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط"، متأسفاً أن "التداعيات والتبعات الشاملة لهذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية، لا تزال قائمة، ولم تندمل جراحها إلى الآن".
وتابع "وبينما نحيي هذه الذكرى المحزنة، وهي جزء من سلسلة جرائم اقترفت بحق الشعب الكوردستاني، فإننا ندعو الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها وتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والدستورية في تعويض المتضررين وعائلات وذوي من ظلموا على يد النظام العراقي السابق، تعويضاً مستحقاً ومنصفاً، ومساعدة حكومة إقليم كوردستان من أجل تقديم أفضل الخدمات لعوائل الشهداء الأكارم وبما يليق بها".
رئيس حكومة إقليم كوردستان ذكر أنه "في الذكرى الأليمة لحملات الأنفال، ننحني إجلالاً وإكباراً لشهداء كوردستان ومؤنفليها، وستظل ذكراهم في وجداننا خالدة مُخلدة".
السوداني يؤكد حرص الحكومة لإنصاف المؤنفلين
أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الخميس، حرص الحكومة على إنصاف المؤنفلين الحصول على حقوقهم جراء ما تعرضوا له من النظام السابق.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس الحكومة العراقية مع وزير الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كوردستان، حاج محمود في بغداد، يوم (13 نيسان 2023).
محمد شياع السوداني، أكد "حرص الحكومة على أن ينال جميع ضحايا النظام الدكتاتوري، وضحايا الإرهاب حقوقهم، وتوفير كل ما من شأنه أن يضمن لهم حياة كريمة، إنصافاً لهم، واستشعاراً من الحكومة والمجتمع بقيمة تضحياتهم"، وفقاً للبيان.
بحث الجانبان خلال اللقاء "الجوانب التنفيذية والقانونية التي تتعلق بحقوق ضحايا الدكتاتورية وجرائم الانفال، وسبل تذليل العقبات التي تعترض إنفاذ القوانين الخاصة بتعويض الضحايا وذويهم".
بدوره ثمّن الوزير حاج محمود، "جهود رئيس الوزراء واهتمامه بعوائل الشهداء وذويهم، ولاسيما جهوده الأخيرة في ما يخص تعزيز مسارات العمل والتكامل بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان، لما فيه مصلحة جميع العراقيين".
"فتح المقابر الجماعية"
تلا بيان رئاسة الوزراء، إعلان كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في البرلمان العراقي، التنسيق مع الحكومة الاتحادية لـ "فتح المقابر الجماعية وإرجاع الرفات الى مَواطِنها الأصلية".
وأكدت الكتلة في بيانها، الخميس، "الاستمرار بالعمل من أجل المطالب المشروعة لذوي شهداء الأنفال بغية تعويضهم مادياً ومعنوياً وبما يتطابق مع الدستور".
وذكرت أن "نظام البعث، اعتقد بأنه يستطيع عن طريق القسوة والوحشية، أن يقضي على شعب اسمه شعب كوردستان"، مبيناً أن النظام السابق "دمّر خمسة الآف قرية وقتل ما يناهز مائتين الف مواطن كوردي، جريمتهم الوحيدة انهم كورد ويتكلمون الكوردية ولم يكتفِ بهذا فقط".
وأضافت "استهدفت عمليات الأنفال بالإضافة إلى الكورد عدداً من المكونات والأطياف كالشبك والازيديين والتركمان".
الأنفال
شن الجيش العراقي حملات "الأنفال" ضد المدنيين الكورد في ست مناطق جغرافية مختلفة في كوردستان العراق، على ثماني مراحل، نفذت بين شباط وأيلول 1988، وتسببت العمليات في مقتل أو اختفاء قرابة 182 ألف شخص، وتشريد أكثر من 500 ألف آخرين.
وبحسب إحصائية صادرة عن مجلس النواب العراقي في تشرين الأول 2018، أسفرت عمليات الأنفال عن تدمير أكثر من 4500 قرية وقصبة، وتدمير المؤسسات الدينية والمدنية والخدمية.
وأعدم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي أطيح بنظامه في العام 2003، قبل أن يمثل أمام المحكمة بتهمة "إبادة"، ما يقارب 180 ألف كوردي في إطار عمليات الأنفال.
حددت حكومة إقليم كوردستان يوم الـ 14 من شهر نيسان من كل عام يوماً سنوياً لاستذكار ضحايا عمليات الأنفال.
وفي نيسان 2008، صوّت مجلس النواب العراقي بالموافقة على مشروع قرار اعتبار ما تعرض له الشعب الكوردي من مذابح وقتل جماعي إبادة جماعية.
روداو