زيلينسكي: القرم يجب أن تعود إلى أوكرانيا
شنت روسيا غزوا واسع النطاق ضد أوكرانيا منذ أكثر من 13 شهرا، وتسيطر قوات الكرملين الآن على نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية، ومن بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، وأعلنت كييف أنها لن تتنازل عنها مقابل إنهاء الحرب، رافضة بذلك اقتراح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إنه لا يوجد بديل عن إعادة شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا إلى السيادة الأوكرانية. وتأتي تصريحات زيلينسكي بعدما اقترح الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أن تتنازل كييف عن القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني، وذلك في إطار اتفاق سلام مع موسكو. وقال زيلينسكي في رسالة فيديو نشرها مكتبه: «يجب أن يعرف العالم: أن الاحترام والنظام سيعودان إلى العلاقات الدولية فقط عندما يعود العلم الأوكراني إلى القرم - عندها تكون هناك حرية».
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على «فيسبوك»: «لا يوجد سبب قانوني أو سياسي أو أخلاقي يبرر التخلي عن سنتيمتر واحد من الأراضي الأوكرانية»، مؤكداً تقديره «جهود الرئيس البرازيلي لإيجاد سبيل لوقف العدوان الروسي».
وأضاف: «كل وساطة تهدف إلى استعادة السلام في أوكرانيا يجب أن ترتكز على احترام السيادة ووحدة أراضي أوكرانيا كاملة، وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة». وكان قد اقترح لولا الخميس أن تتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لروسيا بهدف إنهاء الحرب، معتبراً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يمكن أن «يحصل على كل شيء».
في نهاية يناير (كانون الثاني) وضع الرئيس البرازيلي اقتراحاً ما زال غامض المعالم بشأن وساطة دول عدة في النزاع في أوكرانيا. ومن المقرر أن يقدم لولا الاقتراح إلى نظيره الصيني شي جينبينغ في بكين الأسبوع المقبل.
وقال الرئيس البرازيلي إنه «واثق» من فرص نجاح هذا الاقتراح، معرباً عن أمله في «إنشاء» مجموعة الدول بعد عودته من الصين.
وأكدت روسيا مرات عدة في الأيام الأخيرة استحالة إجراء محادثات حالياً، متعهدةً بمواصلة عمليتها العسكرية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة إن مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا لا يمكن أن تتمّ إلا على أساس إقامة «نظام عالمي جديد» لا يخضع لهيمنة الولايات المتّحدة.
وفي مقطع فيديو منفصل لاجتماعه مع أفراد عسكريين مسلمين، من بينهم ممثلون لتتار القرم، قال زيلينسكي: «إنهاء احتلال القرم لا بديل عنه، ليس فقط لأوكرانيا، ولكن للعالم ككل. أنا مقتنع بهذا». ويذكر أن تتار القرم هم أقلية عرقية مسلمة من السكان الأصليين بشبه جزيرة القرم. وقد فر العديد منهم من المنطقة خوفا من الاضطهاد السياسي، بينما تحتجز روسيا آخرين. وانتقد زيلينسكي خلال مأدبة إفطار رمضاني الجمعة معاملة روسيا للتتار المسلمين في القرم. وقال زيلينسكي لقادة مسلمين أوكرانيين وسفراء دول إسلامية: «محاولة روسيا استعباد أوكرانيا... بدأت بالضبط مع احتلال القرم، بالضبط مع قمع حرية القرم وأوكرانيا وتتار القرم ومسلمي القرم».
وقاطع التتار الذين يمثلون بين 12 في المائة و15 في المائة من سكان القرم البالغ عددهم مليوني نسمة، استفتاء 2014 إلى حد كبير. ثم حظرت موسكو المجلس - التجمع التقليدي لأقلية التتار المسلمة في شبه الجزيرة، التي يتخذ الأسطول الروسي منها قاعدة أساسية له، معلنة أنه منظمة متطرفة، وسجنت أشخاصا من التتار على خلفية مخاوف أمنية.
وقال زيلينسكي قبل تسليم جوائز لعدد من العسكريين الأوكرانيين المسلمين: «لا يوجد بديل لأوكرانيا أو للعالم سوى إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم. سنعود إلى شبه جزيرة القرم». كما أعلن زيلينسكي في مسجد بضواحي وسط العاصمة كييف أن أوكرانيا بدأت تقليدا جديدا لاستضافة إفطار رسمي. وأضاف أن «أوكرانيا ممتنة لمسلمي بلدنا ولجميع المسلمين في العالم الذين يتوقون مثلنا إلى السلام والحماية من الشر».
يحاول عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة، من بينها تركيا والمملكة العربية السعودية، الوساطة في النزاع الأوكراني، ونجحت في تسهيل إبرام اتفاقات بين كييف وموسكو بشأن صادرات الحبوب وتبادل الأسرى. وفي روسيا أقلية مسلمة كبيرة في مناطقها الجنوبية، خصوصا الشيشان وداغستان، وكثير منهم يقاتلون في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا.
الشرق الاوسط