• Saturday, 23 November 2024
logo

ريال مدريد منتشٍ قبل الكلاسيكو... وتألق إيطالي غير متوقع في دوري الأبطال

ريال مدريد منتشٍ قبل الكلاسيكو... وتألق إيطالي غير متوقع في دوري الأبطال

في وقت يشعر فيه ريال مدريد بالنشوة لحجز بطاقة ربع نهائي دوري الأبطال وفي وقت مثالي قبل مباراة الكلاسيكو الكبرى أمام غريمه المحلي برشلونة، الأحد، بالدوري الإسباني، أكدت الأندية الإيطالية قوتها على الساحة القارية في ربيع غير متوقع من خلال حجز ثلاثة فرق نابولي وإنترناسيونالي وميلان بطاقتها في دور الثمانية.
وكرر الريال فوزه على ليفربول الإنجليزي إياباً 1 - صفر بعد الانتصار الكبير خارج ملعبه ذهاباً 5 - 2، في سعيه للاحتفاظ بلقب دوري الأبطال وتمديد رقمه القياسي في بطولته المفضلة إلى 15 مرة.
ويرى الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، أن فلسفة فريقه في الضغط العالي صبّت في صالحه خلال مواجهة ليفربول، حيث ظهر بطل إسبانيا منضبطاً في حين ظهر الفريق الإنجليزي مستسلماً ولم يهدد مرمى صاحب الأرض سوى مرات قليلة معظم أوقات المباراة.
وأهدر ريال مدريد العديد من الفرص لافتتاح التسجيل، حيث كان يتطلع لاستغلال سرعة فينيسيوس جونيور في الهجمات المرتدة، لكن لم يتمكن من افتتاح التسجيل حتى وقت متأخر من الشوط الثاني.
وقال أنشيلوتي «الضغط العالي كلفهم الكثير؛ لأن لوكا مودريتش وتوني كروس يجيدان التعامل مع هذه النوعية من المباريات. لم يهابا الموقف وتمكنا من إبعاد الكرة عن المنطقة الخلفية لنا، هذا الأمر كلف ليفربول الكثير».
وتأهل الريال لدور الثمانية لدوري الأبطال للمرة الـ19 في تاريخه متفوقاً على برشلونة الذي حقق الإنجاز ذاته 18 مرة، ومتأخراً فقط عن بايرن ميونيخ صاحب الرقم القياسي ببلوغه هذه المحطة من البطولة القارية 21 مرة، لكن الرقم القياسي للألقاب في حوزة النادي الملكي من دون منازع.
وأشار أنشيلوتي إلى أن العرض القوي من فريقه جاء في وقت مناسب قبل مواجهة الكلاسيكو أمام برشلونة التي قد تحدد بشكل كبير هوية الفائز باللقب الإسباني.
ويتطلع ريال مدريد إلى تحقيق نتيجة إيجابية لتقليص الفارق مع برشلونة وإنعاش آماله في المنافسة على اللقب، لكن المهمة لن تكون سهلة على ملعب «كامب نو» وأمام منافس منتشٍ أيضاً بثلاثة انتصارات متتالية.
في المقابل، تعيش الأندية الإيطالية فترة غير معتادة مع التألق القاري، وحول ذلك علق مدرب نابولي لوسيانو سباليتي، قائلاً عقب الفوز بثلاثية نظيفة على آنتراخت فرانكفورت الألماني في إياب ثمن النهائي وبلوغ الفريق الجنوبي ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه «بهذه الفرق الثلاثة المتأهلة، من المحتمل أن نضع بعض الأفكار في مكانها بالنسبة للبعض».
وستكون إيطاليا الأكثر تمثيلاً بين الدول القارية في ربع النهائي خلال عملية سحب القرعة اليوم في مقر الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) مقابل ممثلين لإنجلترا وواحد لألمانيا وإسبانيا والبرتغال.
ولم يسبق لإيطاليا التي غابت عن ربع النهائي خلال الموسمين الماضيين، أن تواجدت بمثل هذا العدد من الأندية في دور الثمانية منذ عام 2006، عندما بلغه قطبا ميلان ويوفنتوس الذي خرج هذا العام من دور المجموعات ويكمل مشواره القاري في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ). وعلى الرغم من أن هذه الأندية الثلاثة تملك عدداً قليلاً جداً من النجوم الإيطاليين، فإن إنجازها يرفع المعنويات بعد الغياب عن نهائيات كأس العالم الأخيرة في قطر والتي تابعها الإيطاليون على شاشة التلفزيون للمرة الثانية على التوالي بعد الفشل في التأهل أيضاً إلى مونديال روسيا 2018.
ولكي يكتمل الحفل، وللتأكد من أن إيطاليا ستكون حاضرة في دور الأربعة، تحلم العديد من وسائل الإعلام بمباراة ديربي ميلانو في ربع النهائي كما في عام 2005، وهو ديربي ناري لم تنتهِ مباراة إيابه بسبب الألعاب النارية التي ألقتها ألتراس الإنتر.
وسيكون من المغري أن نرى في هذه النتائج الجيدة ثمار التحول الحقيقي للمدربين الإيطاليين إلى أسلوب لعب «أوروبي» أقل حذراً، على خطى أتالانتا برغامو ومدربها جان بييرو غاسبريني، آخر نادٍ إيطالي لعب ربع النهائي في المسابقة القارية العريقة في 2020، أو المنتخب الإيطالي بقيادة روبرتو مانشيني المتوج بلقب كأس أوروبا في عام 2021. ولكن إذا كان من الضروري تسليط الضوء على نقطة مشتركة بين المتأهلين السعداء الثلاثة، فهي بالأحرى في جانب الجودة الوطنية: الدفاع. لم يستقبلوا أي هدف في ثمن النهائي، سواء في الذهاب أو الإياب.
بعد الخروج من مجموعة قوية جداً خلف بايرن ميونيخ الألماني ولكن أمام برشلونة الإسباني، لعب إنتر ميلان بـ«أسلوب إيطالي بحت» ضد بورتو البرتغالي (1 - صفر ذهاباً، صفر - صفر إياباً). بمساعدة بطاقة حمراء برتغالية في الذهاب وتألق لافت لحارس مرماه الدولي الكاميروني أندريه أونانا.
وأظهر ميلان وحارس مرماه الفرنسي مايك ماينان صرامة هجومية كبيرة وصلابة دفاعية للتخلص من عقبة توتنهام الإنجليزي ومدربه الإيطالي أنطونيو كونتي، مع سيناريو مشابه: 1 - صفر في سان سيرو، ثم صفر - صفر في لندن.
أما نابولي، فهو يثير الإعجاب بتنوع شكله الهجومي بقوة هدافه النيجيري فيكتور أوسيمهن ومراوغات لاعب وسطه الجورجي خفيشا كفاراتسخيليا، وصلابة دفاعه. ويحظى نابولي الذي ضمن بشكل كبير تتويجه بطلاً للدوري المحلي بحكم ابتعاده 18 نقطة عن مطارده المباشر إنتر ميلان، بالعديد من الإطراءات في الخارج، أبرزها جاء من الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي، لكن سباليتي رد عليه بابتسامة قائلاً «إنها لعبة مكشوفة كي تضعنا تحت الضغط».
واعتبر النجم الإيطالي السابق ومستشار «سكاي سبورت» أليساندرو دل بييرو، أن نابولي يمكنه الذهاب بعيداً في المسابقة، وقال اللاعب الذي سبق وحصد كأس البطولة مرتين مع فريقه يوفنتوس عام 1996 «بالنسبة لإنتر وميلان يجب أن يرفعا المستوى قبل مراحل صعبة جداً».
بالنسبة لوسائل الإعلام بشكل عام، قلة هي التي تنتظر تتويجاً إيطالياً في العاشر من يونيو (حزيران) في إسطنبول.
اعتادت إيطاليا التي لم تتوج بلقب المسابقة منذ فوز إنتر ميلان بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في 2010، على الغياب عن منصات التتويج في السنوات الأخيرة على الرغم من بلوغ يوفنتوس المباراة النهائية عامي 2015 و2017، ورغم أن ميلان هو ثاني أفضل المتوجين بلقب المسابقة (سبعة ألقاب) خلف ريال مدريد الإسباني (14).

 

 

 

الشرق الأوسط

Top