الرئيس بارزاني: إقرار «خطوة إيجابية» .. نأمل أن تنعكس على قانون النفط والغاز
وصف الرئيس مسعود بارزاني، إقرار مشروع الموازنة الاتحادية من قبل مجلس الوزراء العراقي بأنه «خطوة إيجابية» إلى الأمام، معرباً عن أمله في أن تنعكس تلك الأجواء الإيجابية على مباحثات قانون النفط والغاز الاتحادي.
وكان الرئيس بارزاني يتحدث خلال مقابلة حصرية مع موقع (المونيتور) الأمريكي، والذي أشاد بالدور البارز ومكانة الرئيس بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني على مستوى العراق وإقليم كوردستان واصفاً إياه بـ «الزعيم الأسطوري»، مشيراً إلى أن الديمقراطي الكوردستاني هو أكبر أحزاب الإقليم ولديه 45 مقعداً في برلمان كوردستان، وأنه أحد أقطاب تحالف ‹إدارة الدولة› المشكل للحكومة العراقية الحالية، مع 31 مقعد في البرلمان الاتحادي.
أجواء «إيجابية»
وبعد عامين من غيابها، وافق مجلس الوزراء العراقي، الاثنين الماضي، على مشروع قانون الموازنة الاتحادية لثلاث سنوات، والذي أحيل الآن إلى البرلمان العراقي للتصديق عليه.
وتبلغ حصة إقليم كوردستان من الموازنة الاتحادية بموجب مشروع القانون 12.6٪ . بهذا الصدد، قال الرئيس بارزاني: «لقد تم استغلال هذه القضية بشكل غير عادل ضد إقليم كوردستان في الماضي»، واصفاً إقرار مشروع الموازنة بأنه «خطوة إيجابية إلى الأمام».
وأعرب الزعيم الكوردي، عن أمله في أن ينعكس «المناخ الإيجابي» الذي أحاط بمحادثات الموازنة الاتحادية على مسألة قانون النفط والغاز، وقال: «منذ عام 2007 ، كانت حكومة إقليم كوردستان على استعداد لإصدار هذا القانون في البرلمان الاتحادي، لكن الحكومات المتعاقبة في بغداد كانت تتراجع ولم تصل إلى نتيجة، ولكن أعتقد أن المناخ الإيجابي الحالي سيساعد على تمرير قانون النفط والغاز وقوانين أخرى معلقة».
انتخابات برلمان كوردستان
وفيما يتعلق بانتخابات برلمان كوردستان، قال الرئيس بارزاني: «الانتخابات أمر لا بد منه، ولا بد من إجرائها، ولا يوجد خيار آخر، وإلا ستفقد المؤسسات الحكومية شرعيتها»، وأضاف: «لا خيار آخر ولا ذريعة أو سبب للتأخير. إذا أراد أي حزب سياسي أن يضع عقبات أمام الانتخابات، فسوف يعزل نفسه. ستتم الانتخابات».
العلاقات مع أمريكا
الزعيم الكوردي أشار إلى أن أولويات الولايات المتحدة الحالية «ربما تغيرت»، حيث تتصدر الصين وأوكرانيا جدول أعمال الأمن القومي الأمريكي، مستدركاً: «لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لا تأخذ الأمور على محمل الجد في العراق والشرق الأوسط».
وتطرق الزعيم الكوردي إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للعراق وإقليم كوردستان الأسبوع الماضي، واصفاً إياه بـ «صديقنا المقرب»، وقال إن أوستن «شدد على أن الولايات المتحدة تولي أهمية للمنطقة وتواصل علاقاتها مع اللاعبين الرئيسيين فيها»، مضيفًا أن «تهديد داعش مستمر».
الاتفاق بين إيران والسعودية
ورحب الرئيس بارزاني بالاتفاق الذي توسطت فيه الصين بين إيران والسعودية، قائلاً: «بالطبع نود أن نرى نهاية للتوتر بين دول المنطقة. إيران والمملكة العربية السعودية دولتان مهمتان في المنطقة»، وأضاف: «ربما يكون من السابق لأوانه إصدار حكم حول الأمر، لكن على الأقل أي جهد لتخفيف التوتر هو موضع ترحيب»، مشيداً بدور الصين في التوصل للاتفاق.
وتابع: «نأمل أن يكون الاتفاق بين إيران والسعودية دافعاً نحو المزيد من الحوار والدبلوماسية، لاستيعاب آراء الآخرين وتسوية القضايا عبر التفاهم المشترك».
وفيما يتعلق بالهجمات الصاروخية الإيرانية على إقليم كوردستان العام الماضي، أكد الزعيم الكوردي أنها «غير مبررة إطلاقا والاتهامات لا أساس لها».
وأضاف: «إيران دولة جارة، لا نريد أي توتر معها، ونريد أن تكون لدينا علاقات طبيعية قدر الإمكان»، وأردف: «لسنا جزءً من تصفية الحسابات مع إيران، ولا يمكننا السماح بأن تكون أراضينا قاعدة لتهديد أمن جيراننا».
الوضع في سوريا
الرئيس بارزاني رحب بالخطوات التي اتخذتها الدول العربية للتقارب مع الحكومة في دمشق، قائلاً: «منذ عام 2011، شهدت سوريا حالة من الفوضى، مع عمليات قتل وتهجير ولاجئين ودمار شامل، لكن لم يكن هناك أي مؤشر لما قد يأتي بعد ذلك»، في إشارة إلى جهود وآمال تغيير النظام بالنسبة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتساءل الزعيم الكوردي: «من سيكون البديل؟ لا توجد إجابات واضحة». معتبراً أنه مع التقارب العربي «يمكن أن يكون هناك بعض الاستقرار في البلاد، وعلى الأقل إنهاء دورة العنف والعودة إلى درجة من الحياة الطبيعية».
القضية الكوردية
وتطرق الرئيس بارزاني الى أوضاع الشعب الكوردي في جميع أنحاء المنطقة، وقال: «الكورد أمة واحدة». وروى الرئيس بارزاني كيف منحت القوى الغربية بعد الحرب العالمية الأولى حق تقرير المصير للكورد ثم تراجعت عنه، وتم تقسيم الشعب الكوردي بين عدد من الدول.
وقال: «كان هناك اضطهاد وظلم مستمر ضد الكورد، مما أدى إلى أعمال قتل وحروب ونزاعات. لكن الكورد تمكنوا من البقاء»، وتابع: «يجب على الحكومات القمعية أن تدرك أنه لن يكون هناك حل من خلال القمع والعنف، بل من خلال البراغماتية وإيجاد أرضية مشتركة واستخدام وسائل غير عنيفة».
وأكد الرئيس بارزاني، أن تجربة الكورد في العراق، حيث إقليم كوردستان، قد لا تنطبق على أوضاع الكورد في الدول الأخرى.
وأوضح الزعيم الكوردي، أن «كل منطقة كوردية لها خصائصها ومكانتها وظروفها داخل البلدان التي تعيش فيها، لذلك لا يمكننا القول إن النموذج العراقي يمكن أن يكون نموذجاً مناسباً للكورد في سوريا وتركيا وإيران. يجب إيجاد الحلول الخاصة بتلك البلدان».
وختم الزعيم الكوردي قائلاً: «يجب على جميع الدول أن تبتعد عن سياسات القمع والإنكار، كما يجب على الأطراف أو الحركات الكوردية أن تبتعد عن العنف، يجب أن تكون هناك أرضية مشتركة للحوار لإيجاد حل حتى يتمكن الكورد في تلك البلدان من التمتع بحقوقهم وهوياتهم الديمقراطية».
باسنيوز