نصائح متنوعة للتعافي من الإرهاق
يشعر الشخص أحياناً بضائقة نفسية وجسدية ناتجة عن الإرهاق، ويأتي الشعور بالإرهاق بعد فترات طويلة من المجهود العقلي والبدني في مجالات مختلفة من الحياة، وقد يكون لأسباب أخرى.
ووفق تقرير نشره موقع صحيفة «واشنطن بوست» السبت، فإن أسباب الإرهاق قد تكون عبء العمل الثقيل للغاية، كما أن الإجهاد المفرط في الحياة المنزلية للفرد هو عامل خطر كبير، والصحة النفسية سبب ثالث؛ حيث يمكن أن تختلط أسباب وتأثيرات الإرهاق، ويصعب التمييز بينها. على سبيل المثال، يمكن أن تسبب حالات مثل القلق أو الاكتئاب الإرهاق، ويمكن أن يؤدي الإرهاق إلى نوبات من القلق أو الاكتئاب.
والصحة البدنية بالمثل يمكن أن تؤثر على قدرة الشخص على التعامل مع الضغوطات والمسؤوليات اليومية، فالأشخاص الذين يعانون مرضاً مزمناً أو إصابة أو غيرها من أعراض الصحة البدنية لديهم مخاطر أكبر للإرهاق. وأخيراً، تأتي الأحداث العالمية سبباً خامساً للإرهاق، فحتى إذا كنت تمارس توازناً صحياً بين العمل والحياة، يمكن للأحداث العالمية الكبرى أن تخلق بيئة عاطفية صعبة، وتهيئ الظروف لهذه الحالة.
وأحياناً تكون أعراض الإرهاق جسدية، وهي من أكثر علامات الإرهاق شيوعاً؛ حيث يشعر الشخص بالتعب طوال الوقت، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، ويمكن أن تؤثر المستويات المستمرة من هرمونات التوتر المرتفعة مثل «الكورتيزول» على جودة نومك وإيقاع الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى الإرهاق. كما يمكن أن تكون الأعراض عاطفية؛ حيث يمكن أن تعاني هذه المشكلة بسبب الإجهاد العاطفي المفرط. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التعامل مع النزاعات وإدارة الآخرين إلى استنزاف إجمالي احتياطيات الطاقة لديك، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العاطفي أو العقلي.
وإلى جانب ذلك، يعد الأرق أحد الأعراض، فاستمرار الإرهاق يؤثر على حياتك، وقد يجعل من الصعب عليك النوم. ويعد المرض الجسدي أحد الأعراض أيضاً، فالإجهاد المزمن الناتج عن الإرهاق يضع عبئاً على عقلك وجسمك، وإذا تُركت دون علاج لفترة طويلة، فيمكن أن يظهر ذلك في أعراض جسدية؛ حيث يمكن أن يؤدي الجسم المجهد إلى ضعف في جهاز المناعة، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
ومن أعراض الإرهاق أيضاً ما يعرف بـ«التهيج»؛ حيث يمكن أن يؤدي التوتر إلى إثارة المشاعر، فإذا كنت تعاني الإرهاق، فقد تشعر بالغضب أو حتى العدوانية. وأخيراً يأتي العرض السادس والأخير، وهو «المزاج المكتئب»، فقد يشعر الشخص الذي يعاني الإرهاق بأنه غير متحمس وغير منتِج في الحياة والعمل، ولديه تدنٍّ في احترام الذات.
وهناك خطوات يمكنك اتخاذها للتعافي من الإرهاق، ومنها الجرد العاطفي والجسدي، فإذا كنت تحقق مع نفسك بانتظام بشأن مشاعرك وعواطفك، فيمكنك بسهولة اكتشاف علامات الإرهاق وتحديد الضغوطات التي يمكن أن تؤدي إليه. وفي هذا الإطار ينصحك الخبراء بتتبع نومك، وكيف تشعر جسدياً، ولاحظ متى تشعر بأي إزعاج جسدي أو أعراض مرض.
وعندما تتعقب مشاعرك، ستلاحظ أنماط السبب والنتيجة في حياتك الشخصية والعملية. وعلى سبيل المثال، إذا كان بإمكانك تحديد أنماط شعورك بعد نزاع شخصي أو حدث شديد التوتر، فيمكنك الاستعداد بشكل أفضل للتحديات المستقبلية.
ومن أدوات التعافي أيضاً «تحريك الجسم»، فالنشاط البدني هو أحد أكثر الطرق فعالية لمنع وعلاج الإرهاق. ويمكن أن تساعد التمارين المنتظمة في تقوية حالتك الجسدية والعقلية، ومستويات هرمون التوتر المعتدلة، وتحسين نوعية النوم، وتقليل الالتهاب.
وبعد ذلك، يأتي «تحسين نوعية النوم»؛ حيث يمكن أن يكون للنوم الجيد آثار دائمة على صحتك العامة؛ خصوصاً إذا كنت تشعر بالإرهاق. وينصح الخبراء بوضع نظام لوقت النوم، والالتزام بجدول نوم منتظم.
ومن أدوات التعافي أيضاً «طلب الدعم العاطفي»؛ حيث يعد الدعم العاطفي طريقة ممتازة لعلاج الإرهاق، سواء كان ذلك يعني رؤية اختصاصي رعاية صحية، أو معالج، أو مدرب حياة، أو تطوير شبكة من الأصدقاء وأفراد العائلة يمكنك التحدث إليهم بسهولة.
كما يمكنك أيضاً «إجراء تغيير في الحياة»، ففي بعض الأحيان يُعد تغيير ظروفك هو أفضل طريقة لعلاج الإرهاق والوقاية منه؛ حيث يمكن أن يكون إبعاد نفسك من بيئة العمل السيئة أو العلاقة غير الصحية خطوة أساسية للتعافي من الإرهاق. كما يمكنك إعادة ترتيب أجزاء من جدولك الزمني لتحقيق التوازن خلال الأسبوع، فإذا كنت تحب جزءاً من عملك وتكره جزءاً آخر، ففكر في كيفية الموازنة بين الاثنين.
ويتفق أحمد عبد الحليم، استشاري الطب النفسي بوزارة الصحة المصرية، مع ما جاء في تقرير «واشنطن بوست» من نصائح؛ لكنه يضيف نصيحة يصفها بأنها «الأهم»، وهي «الرحمة بالنفس».
ويقول عبد الحليم لـ«الشرق الأوسط»: «نصيحتي لمن يعاني الإرهاق أن يكون رحيماً بنفسه، فلا مانع من مجرد الاسترخاء على الأريكة في نهاية يوم عصيب، ولا توجد أدنى مشكلة في استبعاد الخطط الاجتماعية، مثل زيارة العائلة أو الأصدقاء التي وضعتها عندما كان لديك طاقة أكبر مما لديك حالياً».
الشرق الاوسط