• Thursday, 25 April 2024
logo

انتفاضة كوردستان الكبرى

انتفاضة كوردستان الكبرى

طارق كاريزي

 

قبل 32 عاما، اندلعت انتفاضة شعبية كبرى في كوردستان العراق، تلقت الدعم والادارة والاشراف من قيادة الجبهة الكوردستانية التي كانت تضم سبعة أحزاب كوردستانية تخوض النضال السياسي في ظرف عسير بعد حملات الانفال.

كان الظرف الذاتي والموضوعي مؤاتيا لاندلاع الانتفاضة، ذاتيا كان شعب كوردستان يعيش أحرج لحظات تاريخه منذ تأسيس الدولة العراقية، فقد بلغ الظلم الذي مارسته سلطات النظام العراقي السابق طوال عقد الثمانينات من القرن الماضي ضد شعب كوردستان أشد مراحل العسف والظلم والطغيان، وهذا ولّد حنقا واحتقانا كبيرين كان ينتظر الشرارة لكي ينزل الشعب الى الشارع ويتقدم لتحطيم القيود والأغلال التي تم تكبيله بها ولكسح آثار الظلم الرهيب الذي مارسته سلطات النظام، وموضوعيا كان النظام العراقي يعيش أتعس لحظاته بعد اندحاره في الكويت وادانته دوليا بسبب غزوه هذا البلد الجار.

شعب كوردستان العراق ثار وهو يعلم وحشية النظام وبطشه اللامحدود، الا ان الامور وصلت الى نقطة الهلاك وتجاوزت الخطوط الحمر. سياسة النظام العراقي لم تقتصر على التضيّق وممارسة الظلم والعسف والحرمان، ولم تكتفي بأساليب الابادة والقتل الجماعي، بل ومثلما صرح به البعض من كبار رموز النظام، كانت حكومة البعث تنوي اقتلاع شعب كوردستان من جذوره بالكامل من خلال الايغال في سياسة البطش والقتل والتشريد والتهجير ومسح التجمعات السكانية في الريف والمدن، ومن اجل تحقيق الغاية النهائية لسياساته العنصرية فقد خطط لتشتيت الكورد واذابتهم في الاقليم العربي العراقي الذي يفوق اقليم كوردستان من حيث العدد والمساحة بأضعاف.

انتفاضة شعب كوردستان الكبرى انطلقت من أجل وضع حد لخطط الحكومة العراقية وافشال مخططات انهاء وجوده والاستحواذ على جغرافية كوردستان الى الأبد. وأبدى المنتفضون من أبناء شعب كوردستان منتهى الشجاعة والجرأة يوم 5/آذار من عام 1991 حين نزل الشارع في مدينة رانية متحديا بطش النظام وأجهزته القمعية، معلنا الثورة ضد ظلم بلغ درجة في منتهى الخطورة، لتتواصل الانتفاضة خطوة فخطوة ولتحقق يوم 20/آذار من نفس العام وبعد 16 يوميا من تواصل الانتفاضة النصر الأكبر بتحرير كركوك من ظلم السلطات البعثية.

تواصلت انتفاضات الكورد وثوراتهم في العراق طوال عمر الدولة العراقية، فالمواطنة لم تتحقق في البلد منذ مجيء الانكليز حتى هذه اللحظة. ما هو مستقبل العلاقة بين العراق وكوردستان؟ هذا الأمر مرهون بمدى تفهم حكام بغداد للحق الكوردي ومطالب شعب كوردستان.

 

 

باسنيوز

Top