العلاقة الجادة والهادئة بين حكومة السوداني وإقليم كوردستان
محمد حسن الساعدي
ربما للوهلة الأولى يجد القارئ أن الأزمة بين الحكومة الاتحادية وبين حكومة إقليم كوردستان لا حل لها، وأن الملفات بين الطرفين غلقت والمباحثات والنقاشات انتهت، وهذا ما تعكسه بعض الفضائيات والأقلام التي تحاول تخريب وتأزيم وتعكير أي علاقة بينهما، أو التشويش على انجاز الحكومة في هذا الملف الحساس والمهم.
بعد أكثر من خمسة أشهر على تشكيل حكومة السيد السوداني ربما يراهن البعض على إن الجمود السياسي قد يواجه الأخير، خصوصاً بعد الأزمة الأخيرة بين حكومته وبين إقليم كوردستان، ما يهدد تقويض جهوده للاستقرار ولملمة ميزانية الدولة التي بات المواطن العراقي بأمس الحاجة لها، حيث تعهد السيد السوداني بإصلاح الاقتصاد ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات العامة المتدهورة ومكافحة الفقر والبطالة.
الحزبان الكورديان (الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني) ومعهما من الأحزاب الإسلامية الأخرى شكلوا جزءاً مهماً من ائتلاف إدارة الدولة، والذي استطاع بسرعة وحكمة من تشكيل حكومة السيد السوداني، ويمتلكون الجدية في حلحلة الملفات العالقة بين كوردستان وبغداد، وبما يخدم المصالح المشتركة للشعب العراقي بكل مكوناته، ما جعل ملف الخلافات يفتح من جديد، ولكن هذه المرة على أساس الشفافية والثقة والجدية في حل الأزمة والانتهاء منها، بعيداً عن لغة التخوين بين الطرفين، وبدون قيود من اجل إنهاء هذه الخلافات معتمدين في حلها على بنود الدستور والقوانين التي كفلها الدستور.
العلاقة الجادة والهادئة بين حكومة السوداني وإقليم كوردستان من شانها أن تكون اللبنة الأولى في توثيق عرى الثقة بين الطرفين، والركون إلى الحوار الجاد، ومناقشة الملفات بروح الأخوة بعيداً عن التخوين أو الاتهامات المتبادلة، خصوصاً وأننا نتابع إن هناك وفوداً كبيرة ورسمية مهمة تأتي من إقليم كوردستان إلى بغداد وعقدت الكثير من الجلسات الحوارية والمناقشات المستفيضة من أجل الوصول إلى الحل النهائي لكل المشاكل العالقة بين الطرفين.
نجاح حكومة السيد السوداني مرهون بتماسك حكومته، والثقة المتبادلة بين القوى السياسية في ائتلاف إدارة الدولة، والذي هو الآخر جاد تماماً في إنجاح حكومة الأخير، وبما يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتحقيق التعهدات التي تعهد بها السوداني أمام الإطار التنسيقي والقوى السياسية الأخرى المنضوية في ائتلاف إدارة الدولة.
أي خلاف أو نزاع بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان من شأنه أن يوتر الأجواء السياسية، ويعكر العلاقة بينهما، وهذا ما تريده بعض الأطراف التي تراهن على فض التحالف الذي شكل حكومة السيد السوداني، لذلك أعتقد وكما يرى الكثير من المراقبين على جميع الأطراف في ائتلاف إدارة الدولة الانتهاء من هذه الخلافات والذهاب إلى تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.
روداو