زيارة مسرور بارزاني إلى الإمارات ستحقق "ارتدادات".. ونحن محظوظون بالتعاون مع كوردستان
قال القنصل العام الإماراتي لدى إقليم كوردستان أحمد الظاهري، إن الزيارات المتكررة لرئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ستحقق "ارتدادات" في مجالات عدة، ولا سيّما الزراعة والاستثمار.
وأضاف الظاهري في مقابلة : أن متانة العلاقات الثنائية بين الإمارات والعراق، وخصوصاً إقليم كوردستان "تبعث على الفخر، لأنها وصلت إلى مستوى يليق بمتانتها"، وأردف قائلاً "والأهم في ذلك محبة شعب إقليم كوردستان لدولة الإمارات".
* "ارتدادات"
أكد الدبلوماسي الإماراتي وجود "قيم مشتركة وعلاقات متميزة بنيت على أسس متينة، وبدأت منذ عهد فخافة الرئيس مسعود بارزاني، ثم من بعده استمر بها الجيل الشاب".
ولفت الظاهري إلى أن زيارة مسرور بارزاني إلى الإمارات "كانت موفقة" حيث التقى كبار قادة الدولة الخليجية والزعماء العالميين الذين شاركوا في القمة العالمية للحكومات في دبي.
وتابع "جميع هذه الاجتماعات واللقاءات تؤسس لعلاقات وطيدة يمكن استثمارها مستقبلاً بما يحقق ارتدادات كثيرة في مجال الاستثمار والزراعة والشباب".
وأشار إلى قرب إنشاء مجالس للشباب برعاية من رئيس الحكومة مسرور بارزاني، وقال "هذا أحد جوانب التعاون المستقبلي بين إقليم كوردستان، وهو ما سينعكس إيجاباً على العلاقة بين الجانبين".
* قمة الحكومات
وعندما سُئل عن قمة الحكومات التي عُقدت في دبي مؤخراً وانعكاسها على إقليم كوردستان، قال الظاهري إن المشاركة الفعالة والدائمة لقادة إقليم كوردستان ولا سيّما رئيس الحكومة مسرور بارزاني "تظهر المكانة المتميزة لدولة رئيس الوزراء وما يحظى به من احترام كبير في الإمارات".
وبعد أن تحدث عن المشاركات القيمة لمسرور بارزاني في قمة دبي، أكد الظاهري أن لمشاركة كوردستان فوائد جمة، وتتمثل بتبادل الخبرات والتجارب بين الحكومات، مشيراً إلى مسيرة كوردستان في تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط مصدراً وحيداً للدخل.
وقال الظاهري في مقابلته مع كوردستان 24 "نرى اليوم في إقليم كوردستان تقليل الاعتماد على النفط والغاز والاتجاه نحو التنويع الاقتصادي... فخامة دولة الرئيس مسرور بارزاني يمتلك إرادة حقيقية... والقطاع الزراعي والاعتماد على ناتجه مستقبلاً هو خير دليل على ذلك".
* قيم مشتركة
قال القنصل الإماراتي "القيم المشتركة مع العراق وخصوصاً إقليم كوردستان تؤثر على قوة العلاقات من خلال الزيارات المستمرة لقادة إقليم كوردستان إلى الإمارات، وهو ما يسهم في تعزيزها واستثمارها ضمن اتفاقية تعود بالمنفعة، ونتائجها ستكون قريبة".
وتطرق الدبلوماسي الظاهري إلى المكانة التي يحظى بها قادة إقليم كوردستان في الإمارات وما يحظى به قادة الإمارات في الإقليم، بالقول "جميعها تقوي أطر التعاون، وخصوصاً من بوابة الاقتصاد، فالعلاقات الشعبية".
* "قيادة وإرادة"
وبعد أن سُئل عن إمكانية أن يحقق إقليم كوردستان معجزة على غرار دبي، قال الظاهري "متى ما توفرت القيادة والإرادة فإن هناك أملاً في تحقيق النجاح".
ومضى يقول "تجربة إقليم كوردستان في التقدم والازدهار مميزة ونادرة ومبهرة، وهذا بفضل القيادة الحكيمة التي أدارت زمام هذه الأمور ويمكن أن تحقق الازدهار".
وقال الظاهري إنه عاصر "التقدم الهائل" في إقليم كوردستان، لافتاً إلى أن الاستراتيجيات تحولت إلى حقيقة من خلال تطوير جميع القطاعات الحكومية في الزراعة والاستثمار إلى قصص نجاح، ومنها الاتفاقيات مع الإمارات فيما يتصل بالأمن الغذائي.
وأضاف "نحن محظوظون بالتعاون مع إقليم كوردستان".
* نظرة مستقبلية
قال الظاهري إن مسرور بارزاني يمتلك نظرة مستقبلية من شأنها أن تحقق نقلة في التقليل من الاعتماد على النفط والانتقال إلى الاقتصاد الحر والاستثمار في الأمن الغذائي.
أكد أيضاً أن "التحديات تخلق الفرص"، مبيناً أن حكومة إقليم كوردستان واجهت تحديات عصيبة ومنها فيروس كورونا، لكنها تصدت لها وحولت الصعوبات إلى فرص.
واستشهد الظاهري بلقاء جمع الرئيس بارزاني مع مزارع كان يشكو من تدهور محصول العنب، وقال "هذه الفكرة تحولت إلى فرصة تحوّلت من الصعوبات إلى بيع منتجات المزارعين إلى الجوار والعالم، إذ أن نتائج الاستثمار في هذا المجال ستكون أضعاف ما هو متوقع".
واستطرد قائلاً "المنتج يعرّف الدولة التي يأتي منها.. واليوم يتميز إقليم كوردستان بإنتاج العسل والرمان... ورمان حلبجة يحمل دلائل تاريخية تعكس مكانة الإقليم اقتصادياً في الشرق الأوسط، والإمارات قد تكون محطة لأسواق أكبر.. والرسائل الأولى للحصاد الأول هي المكانة التاريخية".
وعن التعايش في إقليم كوردستان، قال الظاهري إن ثمة مشتركات كثيرة بين الإمارات وإقليم كوردستان والعراق عامة، فالمكونات والطوائف متسامحة وتتجلى فيها أعلى قيم الإنسانية، فضلاً عن حسن الضيافة والكرم.
وأضاف "من أول لقاء جمعني مع الرئيس مسعود بارزاني تأكدت تماماً أن القيم الإنسانية عميقة هنا، فالتعايش والمحبة للآخر دون النظر إلى دينه ودولته هذه تميّز سكان إقليم كوردستان... ولم أشعر بالغربة قط، وهذا دليل على أنني أنتمي إلى هذا البلد العظيم".
كوردستان24