القنصل العام التركي بأربيل: الرسالة التي وجهها نيجيرفان بارزاني في عنتاب حملت معاني كبيرة
ل القنصل العام التركي في أربيل، محمد مولود ياقوت إن "الصديق وقت الضيق، وقد أثبت أهالي إدارة الإقليم الكوردي في العراق صحة هذه المقولة خلال هذه الفترة"، مضيفاً أن "الزلزال عزز صداقتنا"،
في حوار أكد القنصل العام التركي في أربيل، محمد مولود ياقوت أن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، أبدى بزيارته للقنصلية التركية في 13 شباط الجاري "أعلى مستويات دعمه لنا"، مشيراً إلى كلمة رئيس إقليم كوردستان في 14 شباط خلال زيارته المناطق المتضررة من الزلزال في محافظة غازي عنتاب (ديلوك)، حيث قال "نشارككم الحزن، وآلامكم آلامنا"، وقال عنها القنصل التركي إنه بعث رسالة "تقول إنه يشاركنا أحزاننا. أرى أن هذا يحمل معاني كبيرة. نشكره على ذلك".
* سيادة القنصل، شكراً على هذه الفرصة وأهلاً بك في رووداو. كما نرحب بعودتك إلى إقليم كوردستان وأربيل، يسعدنا أن نلقاك سالماً، فقد علمنا أنك كنت في أضنة عند وقوع الزلزال، كيف كان الزلزال؟
القنصل العام التركي: شكراً جزيلاً لكم على هذه الفرصة، الزلازل التي ضربت كهرمان مرعش أطلقنا عليها تسمية فاجعة العصر. الرحمة للذين توفوا ورجائي بالشفاء العاجل للجرحى. لا شك أن زلزالين قويين وقعا. أثر الأول على عشر من محافظاتنا، ثم انضمت إليها محافظة إيلازيغ ليصبح العدد 11 محافظة. تأثرت أضنة بدرجة أقل مقارنة بالأخريات وشعرنا به بدرجة أخف. سقط 12 مبنى في أضنة، وللأسف توفي أكثر من 400 شخص. كما لحقت أضرار بنحو 50 مبنى. حينها خرجت أنا وعائلتي إلى الشارع وأصابنا الارتباك. هكذا هي الزلازل تربك الناس. بالتأكيد كانت كهرمان مرعش مركز الزلزال وكان الشعور به هناك أقوى. في هاتاي أيضاً، من المؤسف أن الخسائر كانت كبيرة مقارنة بالمحافظات الأخرى.
* حسب تصريحات المسؤولين في إقليم كوردستان، كانت فرق إقليم كوردستان من أولى الفرق التي وصلت من الخارج إلى المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا. كيف تقيمون موقف إقليم كوردستان هذا؟
القنصل العام التركي: بالتأكيد، كانت إدارة الإقليم الكوردي العراقي من أوائل الذين قدموا المساعدات لتركيا. أرسلت فرق بحث وإنقاذ، وفرقاً طبية، ومعها مساعدات إنسانية. لا شك أننا نجد هذا موقفاً حساساً، وأرى هذا دعماً ذا مغزى، وهو محل تقدير كبير، فقد أرسلت المساعدات من إدارة الإقليم الكوردي العراقي منذ مساء يوم الزلزال. هذا بالتأكيد من لوازم علاقات الصداقة. فالجار يهب لمساعدة جاره في الأوقات الصعبة. بهذه المناسبة أتوجه بشكري لإبداء هذه المشاعر والمساعدات التي هي محل تقدير.
* زار رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني قنصليتكم ثم زار المناطق التي ضربها الزلزال في غازي عنتاب وبعدها ذهب إلى أنقرة حيث استقبله رجب طيب أردوغان. كيف تقيّمون هذه الزيارة؟
القنصل العام التركي: في الحقيقة، أبدى السيد نيجيرفان بارزاني بزيارته لقنصليتنا أعلى مستويات دعمه لنا. كان هذا بالتأكيد يعني الكثير لنا. إلى جانب ذلك، أسرعت الحكومة في إصدار قرارها وباشرت حملة لمساعدة تركيا. كما ذكرتم، زار رئيس الإقليم السيد نيجيرفان بارزاني تركيا، وذهب إلى غازي عنتاب، والتقى المتضررين في المناطق التي ضربها الزلزال. هناك بعث السيد الرئيس، السيد بارزاني، رسالة حملت معاني كبيرة في نظري، عندما قال: "نشارككم الحزن، وآلامُكم آلامُنا"، بعث رسالة تقول إنه يشاركنا أحزاننا. أرى أن هذا يحمل معاني كبيرة. نشكره على ذلك.
* في نفس الوقت، وتزامناً مع وقوع الزلزال، بدأت مدن وبلدات إقليم كوردستان بإرسال المساعدات وفرق الإنقاذ إلى المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا. كما زار رئيس إقليم كوردستان المناطق التي ضربها الزلزال والتقى المتضررين منه. هل تعتقد أن هذا سيؤدي إلى تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان وتركيا؟
القنصل العام التركي: لا شك في أن الزلزال حدث مؤلم، لكني أعتقد أنه أثبت الصداقة والتعاضد بيننا. فأهالي إدارة الإقليم الكوردي في العراق بكل شرائحهم وطبقاتهم سواء الرسمية أو المنظمات المدنية أو المواطنين العاديين، أظهروا بحق أنهم يساندون تركيا. تم تنظيم كل الموارد. نظمت حملات في المحافظات والقائممقاميات وكل مكان. هنا في أربيل، نظمت حملة وعندما ذهبنا اطلعنا على اهتمام ومساندة الناس لتركيا. شاهدنا هناك سيدة في السبعين وطفلة في السابعة من العمر. أثار ذلك مشاعرنا بحق. كما أسلفت، الصداقة تختبر في الأوقات الصعبة. يمكنني القول إن صداقتنا تعززت نتيجة للزلزال. في الأصل، توجد بيننا وبين إدارة الإقليم الكوردي في العراق علاقات متعددة الجوانب، توجد علاقات تجارية، وعلاقات تربوية، وتعاون صحي وأمني، وفي مجالات أخرى عديدة. كما توجد عندنا الرغبة في تطوير علاقاتنا بدرجة أكبر. سأعمل على هذا في المرحلة القادمة من فترة وجودي في هذا المنصب. كما قلت، الزلزال أثبت مساندتنا لبعضنا البعض، وسنواصل من الآن فصاعداً على تطوير علاقاتنا على أرضية ثابتة وصحية، بعون الله.
* كيف هو التنسيق بينكم وبين مؤسسة بارزاني الخيرية؟
القنصل العام التركي: لا شك أنه مع مؤسسة بارزاني الخيرية، وفي هذا السياق بدأت مؤسسة بارزاني الخيرية إرسال المساعدات منذ البداية. من خلال إرسال فرق بحث وإنقاذ والمساعدات الإنسانية التي أرسلتها، وصلت إلى المناطق التي ضربها الزلزال. نحن ممتنون لهذا. كما قدمت مؤسسة بارزاني المساعدات لشمال غرب سوريا، لعفرين وجنديرس. كان لنا تنسيق بخصوص المساعدات التي توجهت إلى تركيا وتلك التي أرسلت إلى سوريا، مع قسم العلاقات الخارجية لإدارة الإقليم الكوردي العراقي. كما أننا على اتصال وتنسيق مستمرين مع مؤسسة بارزاني الخيرية. نحن في القنصلية لن ندخر جهداً في تقديم المساعدة والتنسيق للتسهيل لتقديم المؤسسات الخيرية مساعداتها الإنسانية وسنستمر في هذا.
* إلى متى يستطيع الأهالي والمنظمات إرسال المساعدات للمتضررين من الزلزال في تركيا وعفرين؟
القنصل العام التركي: عمليات التنسيق تدار الآن من قبل مؤسسة حكومية هي (أفاد). هذه العمليات تديرها إدارة الكوارث والطوارئ، وحسب آخر بيانات أفاد، لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة. قد تنتهي غداً. من جانب آخر بدأ العمل على إزالة الأنقاض. كما يجري بالتزامن مع ذلك حصر الأضرار المادية، وتخطيط الأراضي التي من المقرر بناء مبان جديدة عليها، وكذلك يجري العمل على خطط أخرى. يوجد الآن أكثر من 4800 شخص من 59 بلداً يواصلون العمل الميداني في تركيا. انتهت أعمال قسم من فرق البحث والإنقاذ، ورحلوا. أما بخصوص إلى متى ستستمر هذه المساعدات؟ هذا متوقف على قرار (أفاد) وأعتقد أن بياناً بهذا الصدد سيصدر في الأيام القادمة وينشر على مستوى عالٍ في بلدنا.
* هل قدم إقليم كوردستان ما كنتم تتوقعونه بعد وقوع الزلزال؟
القنصل العام التركي: لا شك أنه يجب الأخذ بحملة إدارة الإقليم الكوردي في العراق العاجلة والتي سخرت القدرات المطلوبة. أنا أرى أن هذا مهم للغاية. كما قلت، ليس فقط من الجانب الرسمي، فقد اجتمعت مؤسسة بارزاني الخيرية وفرع أربيل للهلال الأحمر العراقي وممثلية الهلال الأحمر التركي والآخرين الذين لا تحضرني الآن أسماءهم جميعاً، وانبروا جميعاً لمساعدة تركيا. أهالي إدارة الإقليم الكوردي في العراق، بدا وأنهم بكل طبقاتهم وشرائحهم يتسابقون لمساعدة تركيا. هذا كان مهماً لنا. هذه المساعدات والدعم كانت موضع تقدير ومهمة لنا. إلى جانب ذلك، أود أن أشير إلى أنه في يوم الجمعة من أسبوع الزلزال، وبعد صلاة الجمعة أديت صلاة الغائب على أرواح الضحايا في جميع جوامع المنطقة، أود أن أشير بصورة خاصة إلى هذا وأبيّن كم هو مهم. لا شك أننا ممتنون.
* ما هو السقف الذي تتوقعه تركيا للخسائر البشرية الناجمة عن الزلزال؟
القنصل العام التركي: تعرضنا للأسف لزلزالين شديدي القوة في منطقتنا، ومن الناحية العلمية ليست هذه حالة تتكرر كثيراً. لهذا أبدى العلماء تعجبهم من هذه الكارثة. وقع زلزالان بقوة 7.7 و7.6. لأن الأول وقع في الليل، أو لنقل وقع فجراً، وكان الناس في بيوتهم، أدى ذلك إلى زيادة عدد الضحايا للأسف. تشير بيانات اليوم، وأقولها متألماً، إلى أن خسائرنا بالأرواح هي أكثر من 40 ألفاً، إضافة إلى إصابة 108 آلاف من مواطنينا بسبب الزلزال. أرجو لهم الشفاء العاجل. كما أدعو من جديد بالرحمة للذين فارقوا الحياة. بسبب اجتماع العوامل السلبية التي أشرت إليها، فإن احتمال ارتفاع حالات الوفاة وارد للأسف. لا شك أن هذا يزعجنا. أعتقد أن بيانات أكثر دقة ستصدر في الأيام القادمة.
* بكم تقدر الخسائر المادية التي ألحقها الزلزال بتركيا؟
القنصل العام التركي: في الواقع لا توجد حتى الآن أرقام أو بيانات. فالزلزال ضرب منطقة واسعة وأسفر عن دمار كبير، لكن حقيقة الخسائر ستكتشف في المرحلة القادمة. لا تزال عمليات إزالة الأنقاض وحصر الأضرار مستمرة حالياً. أعتقد أنه عند إكمال هذه العمليات ستعلن الجهات المعنية البيانات الكاملة في الأيام القادمة. من الصعب الآن الحديث عن حجم الأضرار المادية. علينا أن ننتظر نشر البيانات في الأيام القادمة.
* هل طلبتم تقديم المساعدات من خلال حساب مصرفي خاص في إقليم كوردستان؟
القنصل العام التركي: بعد الزلزال، نشرنا حسابات مصرفية للجهات ذات العلاقة مثل أفاد والهلال الأحمر التركي ومؤسسة الشؤون الدينية التركية الخيرية. وجهنا الأشخاص الذين كانوا يريدون إرسال المساعدات. ثم تلقينا الكثير من الطلبات وأراد البعض تقديم مساعدات نقدية من خلال قنصليتنا. لهذا الغرض فتحنا حساباً مصرفياً في فرع أربيل لمصرف وقف، لغرض تقديم المساعدة للمتضررين من الزلزال. كما نشرنا ذلك في موقع قنصليتنا وفي حساباتنا في وسائط التواصل الاجتماعي. بإمكان المواطنين الذين يريدون إرسال مساعدات أن يرسلوها من خلال هذا الحساب. أي أن بإمكاني القول إننا فتحنا حساباً كهذا.
* ما هي رسالتكم لقيادة وحكومة وشعب إقليم كوردستان؟
القنصل العام التركي: بعد فاجعة الزلزال، أود أن أقول إننا ممتنون لكل المساندة والاهتمام الذي تلقيناه، والمساعدات التي أرسلت. لا شك أن الصديق يظهر وقت الضيق، وقد أثبت أهالي إدارة الإقليم الكوردي في العراق صحة هذه المقولة خلال هذه الفترة. ليجنب الله تعالى تركيا والمنطقة والعالم مثل هذه الفواجع، لكن كما تعلمون فإن الزلازل باتت حقيقة في الحياة في منطقتنا بسبب موقعها. نحن مضطرون لاتخاذ إجراءات استباقية للتقليل من الخسائر البشرية والمالية. أعود لأطلب الرحمة للمتوفين وأدعو بالشفاء العاجل للجرحى. بهذه المناسبة أجدد التعبير عن شكري لإدارة الإقليم الكوردي في العراق ولشعبه.
حاوره: هوراز کولبي - شبكة روداو الأعلامية