نيجيرفان بارزاني: لا بديل عن التزام جميع الأطراف بالاتفاق الذي تشكلت على أساسه الحكومة الاتحادية الحالية
أكد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الأحد، تفاؤله بإمكانية معالجة الخلافات بين بغداد وأربيل على أساس الدستور، وفيما أشار إلى أنه لا بديل عن التزام جميع الأطراف بالاتفاق الذي تشكلت على أساسه الحكومة الاتحادية الحالية، شدد على أن تنصل بقية الأطراف عن هذا الالتزام «يجعل بقاء الكورد في الحكومة بلا معنى».
وقال نيجيرفان بارزاني في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، إن «مثل هذه المؤتمرات فرصة لإقليم كوردستان لإبداء مواقفه لشركائه في المجتمع الدولي، بدون بروتوكلات معقدة، وهذه اللقاءات مهمة للاطلاع على آراء الإقليم وتبادل وجهات النظر حول مختلف المسائل».
وأضاف أن «اللقاءات ركزت على علاقاتنا مع بغداد والتي كانت محوراً أساسياً في جميع الاجتماعات، حيث أن المجتمع الدولي عموماً يريد المساعدة في حل المشاكل بين إقليم كوردستان وبغداد، ويرى بحق أنه من المهم سياسياً ترسيخ الاستقرار في البلاد وهذا يتحقق بحل المشاكل بين الإقليم وبغداد».
وتابع: «أكدنا لجميع الشركاء أن إقليم كوردستان يدعم رئيس الوزراء محمود شياع السوداني وحكومته وأن الإقليم يرغب بحل المشاكل في إطار الدستور، ونأمل أن يكون لدى بغداد نفس الرغبة وأن تبذل مساعٍ جدية لمعالجة الخلافات».
وأوضح أن «الحرب بين أوكرانيا وروسيا وملف الطاقة الذي يلقى اهتمام هذه الدول كانت محوراً آخر في اجتماعات مؤتمر ميونخ»، مشيراً إلى أنه «"يُمكن للعراق، ولإقليم كوردستان في إطار العراق في حال وجود رؤية صحيحة في العراق أن يساهم بشكل كبير في هذا الاتجاه».
وشدد على أن «الاجتماعات فرصة لإجراء مباحثات كثيرة مع الوفود المشاركة عن قرب وخلال مدة زمنية قصيرة، ولدى إقليم كوردستان مكانته الخاصة في المجتمع الدولي الذي يرى حتى الآن أن الإرهاب وداعش يشكل تهديداً جدياً وهذا يتوافق مع موقفنا، حيث نؤكد أن داعش لم ينته بعد ولا يزال قادراً على أن يكوَّن تهديداً جدياً لزعزعة الاستقرار في العراق».
وذكر أن «جميع الوفود شجعت على ضرورة حماية وحدة الصف الكوردستاني وأهمية معالجة الخلافات بين القوى الكوردية لتكوّن كتلة قوية في حل المشاكل القائمة مع بغداد، ونحن أكدنا أنه رغم وجود مشاكل لا يمكن إنكارها لكنها مع ذلك ليست كبيرة بالدرجة التي تكون فيها غير قابلة للحل».
نيجيرفان بارزاني تابع أن «الأمن والإرهاب مسألة مشتركة بين الجميع، حيث أن التهديدات الإرهابية موجودة في العراق وكوردستان والدول الغربية، وبالتأكيد لدينا تجربة مع الغرب والولايات المتحدة، وفي اجتماعاتنا شكرنا الولايات المتحدة وبقية الدول ودعمها المستمر للتصدي لمخاطر الإرهاب، وهذه الدول أيضاً تؤكد أن هذه التهديدات لا تزال قائمة وقد أكدنا استعدادنا لمواصلة التعاون، وأشرنا لدور البيشمركة وقواتنا الأمنية وشعبنا في دحر الإرهاب منذ 2014 وأكدنا أن الإقليم يواصل تلك الجهود».
وحول انتخابات برلمان كوردستان، قال رئيس الإقليم: «كان من المفترض إجراء الانتخابات السنة الماضية لكن للأسف ولعدة أسباب حتى الآن لم تُجر الانتخابات، لكننا نأمل إجراء الانتخابات هذا العام بالتأكيد»، مبيناً أنه «في رئاسة الإقليم وبعد العودة من ميونخ سنبدأ بعقد عدة اجتماعات مع القوى السياسية الكوردستانية وكذلك مع المكونات الأخرى، ونحن ملتزمون بالتوقيتات لتحديد يوم الانتخابات».
وأردف قائلاً: «لا بد من إجراء الانتخابات ومن المؤسف تأخيرها، لأن عدم إجرائها يضع مجمل العملية السياسية وشرعية إقليم كوردستان في موضع تساؤل»، حاثاً «جميع القوى السياسية على أخذ هذا الأمر بجدية، وباعتباري رئيساً للإقليم فإنني سأقوم بكل ما يلزم بهذا الصدد وفق المسؤولية القانونية التي تقع على عاتقي بحسب قانون رئاسة الإقليم».
وعن اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على هامش ميونخ، قال نيجيرفان بارزاني: «خلال اجتماعنا مع رئيس الوزراء العراقي هنا في ميونخ أكدنا على ضرورة معالجة الخلافات بأقرب وقت، وقد كان وفد حكومة الإقليم في بغداد الأسبوع الماضي للتباحث حول الملفات العالقة».
وشدد بالقول: «نحن جادون في معالجة الخلافات مع بغداد في إطار الدستور العراقي، وليس هنالك بديل عن ذلك، هذه الحكومة شُكلت نتيجة الشراكة بين الكورد والشيعة والسنة، وقد اتفقنا على برنامج مكتوب وموقع عليه، وإذا كانت الأطراف الأخرى لا تريد الالتزام بهذا الاتفاق فحينها لن يكون هنالك أي معنى لبقائنا نحن الكورد في هذه الحكومة، واعتقد أنهم يعون ذلك»، موضحاً: «ما نريده نحن هو تنفيذ البرنامج الذي اتفقنا عليه والذي يمثل خارطة طريق لمعالجة جميع المشاكل».
وتابع أن «ما يميز الحكومة الاتحادية الحالية عن سابقاتها، هو أننا لدينا وللمرة الأولى وثيقة اتفاق مكتوبة تحدد خارطة طريق حل المشاكل، لذا فإنه لا بد على رئيس الوزراء والأطراف الشيعية والسنية والكوردية الالتزام بتنفيذ هذا الاتفاق»، مشيراً إلى أنه «مرّ على مباشرة رئيس الوزراء العراقي مهامه 4 أشهر فقط، ولا يزال الوقت مبكراً جداً، لذا نحن متفائلون بمعالجة الخلافات بالحوار وفي إطار الدستور وليس هناك حل آخر».
وبشأن الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، قال نيجيرفان بارزاني: «هناك مشاكل بين الحزبين لكنها ليست مُقلقة بدرجة كبيرة رغم أني لا أريد التقليل من شأنها والادعاء أن كل الأمور على ما يرام، لكن السؤال هل وصلنا إلى حد أنها تشكل تهديداً كبيراً على إقليم كوردستان؟ الجواب هو لا، والمهم هو أن على إقليم كوردستان بكل مكوناته وقواه أن يدرك أننا معاً يمكننا العمل وبدون ذلك لا يمكننا تحقيق أي شيء لإقليم كوردستان».
وتابع: «يجب قبول الآخر رغم الاختلاف بين الأحزاب التي يجب عليها أن تعمل وفق ما يحقق مصالح المواطنين والإقليم وجعلها فوق أي اعتبار»، وقال: «كان لا بد من عقد اجتماع بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني في وقت سابق لكن اعتقد أن هذا الاجتماع يُمكن أن يعقد خلال المستقبل القريب».
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربية، قال رئيس الإقليم: «علاقاتنا مع الدول العربية علاقات صداقة أخوية.. التقيت وزير خارجية قطر وسبق أن زرنا قطر وكذلك فعل رئيس وزراء الإقليم وبالنسبة لنا فإننا نولي اهتماماً كبيراً بتعزيز العلاقات مع الدول العربية»، مضيفاً: «الآن نحن نعمل مع قطر على إيجاد الفرص الاقتصادية المناسبة للتعاون مع العراق وإقليم كوردستان وقد بحثنا ذلك مع وزير خارجية قطر، فعلاقاتنا جيدة للغاية، ومن المقرر فتح قنصلية قطرية في أربيل وهذا دليل على عمق العلاقات الثنائية بين إقليم كوردستان وقطر».
باسنيوز