• Saturday, 23 November 2024
logo

اختبار صعب لسان جيرمان أمام البايرن... وصدام بين الجريحين ميلان وتوتنهام

اختبار صعب لسان جيرمان أمام البايرن... وصدام بين الجريحين ميلان وتوتنهام

يخوض باريس سان جيرمان الفرنسي، المثقل بالإصابات وأزمة نتائج، تحدياً صعباً اليوم عندما يستضيف بايرن ميونيخ الألماني، فيما يصطدم ميلان الإيطالي بتوتنهام الإنجليزي في افتتاح ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ويستكمل دور الذهاب الأربعاء بلقاءي بوروسيا دورتموند الألماني مع تشيلسي الإنجليزي، وكلوب بروج البلجيكي مع بنفيكا البرتغالي، على أن يختتم الأسبوع المقبل، حيث يلتقي أنتراخت فرانكفورت الألماني مع نابولي الإيطالي، وليفربول الإنجليزي الوصيف مع ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، وإنتر ميلان الإيطالي مع بورتو البرتغالي، ولايبزيغ الألماني مع مانشستر سيتي الإنجليزي.

وستكون مواجهة سان جيرمان مع بايرن ميونيخ تكراراً لصدام معتاد بينهما في السنوات الأخيرة في المسابقة القارية العريقة، فحسم الفريق البافاري نهائي عام 2020 بهدف وحيد في البطولة المجمعة بالبرتغال بسبب تداعيات فيروس كورونا، وثأر فريق العاصمة الفرنسية في الموسم التالي عندما أطاح البايرن من ربع النهائي.

وإذا كان النادي الباريسي في قمة مستواه في مواجهاته الأخيرة مع النادي البافاري، فإنه ليس كذلك هذه المرة حيث يدخل مباراة اليوم تحت ضغط كبير، وتحديداً مدربه كريستوف غالتييه بسبب العروض والنتائج المخيبة، بالإضافة إلى الشك الذي يحوم حول مشاركة نجميه كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب الإصابة.

مني فريق العاصمة بخسارتين متتاليتين، الأولى أمام غريمه مرسيليا 1 - 2 أخرجته من ثمن نهائي مسابقة الكأس المحلية، والثانية أمام موناكو 1 - 3 في الدوري لكنه ما زال بالصدارة بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه. يقع الضغط بقوة على غالتييه، الذي تعاقد معه سان جيرمان من أجل تحقيق ما فشل فيه جميع أسلافه وهو باكورة ألقابه في المسابقة القارية الأهم، وهو الهدف الرئيسي لملاكه القطريين منذ استحواذهم عام 2011. آخرهم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، خصوصاً بعد إقناع النجم مبابي بتمديد عقده بدلاً من الانضمام إلى ريال مدريد.

وخرج سان جيرمان من ثمن النهائي الموسم الماضي على يد ريال مدريد، وذلك للمرة الرابعة في المواسم الستة الأخيرة (خرج على يد ريال في عام 2018 أيضاً وأمام برشلونة في عام 2017 ومانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2019).

في السنوات الماضية، تعرض الفريق لإصابات في لحظات غير مناسبة، حيث أصيب نجمه البرازيلي نيمار بكسر في مشط القدم قبل مواجهة ريال مدريد في 2018 واستبعد من مواجهتي ثمن النهائي ضد مانشستر يونايتد في العام التالي، والأمر ذاته حصل معه الموسم الماضي إياباً ضد العملاق الملكي.

ولازم «نحس» الإصابات باريس سان جيرمان هذا الموسم، وهذه المرة مبابي وميسي اللذين سيحسم النادي قرار مشاركتهما من عدمها في الساعات المقبلة.

ويغيب مبابي عن الملاعب منذ أسبوعين بسبب إصابة في الفخذ، وحدد ناديه مدة ابتعاده بثلاثة أسابيع، لكنه عاد الأحد لخوض تدريبات جماعية وفردية، وفق وسائل إعلام محلية، فيما تعرض ميسي إلى إصابة في الفخذ في المباراة ضد مرسيليا، وغاب عن مواجهة موناكو.

ويمني غالتييه باستعادة فريقه أوج عطائه، الذي ظهر به في بداية الموسم، حيث تصدر مجموعته في المسابقة القارية وابتعد بفارق مريح عن مطارديه في الدوري، قبل أن يتراجع المستوى عقب عودة نجومه من مونديال قطر، حيث خسر أربع مرات في 10 مباريات في مختلف المسابقات.

واعترف غالتييه بأن حال فريقه لم يكن أفضل ضد موناكو، مما أثار رد فعل غاضب من الجماهير التي كشفت عن لافتات مع رسائل للفريق مثل «استيقظ».

وأعرب غالتييه عن قلقه من أداء فريقه في الآونة الأخيرة بقوله: «أنا قلق بطبيعة الحال، لدينا برنامج مضغوط وتشكيلة تضم العديد من الإصابات. أتفهم غضب أنصار النادي، فهي منطقية لكن في هذه الظروف فالاتحاد قوة».

لكن مهمة غالتييه ورجاله لن تكون سهلة أمام بطل ألمانيا، الذي استعاد توازنه بثلاثة انتصارات مدوية على مضيفيه ماينز 4 - صفر في مسابقة الكأس وفولفسبورغ 4 - 2 وضيفه بوخوم 3 - صفر في البوندسليغا.

ورغم ذلك، أبدى مدربه يوليان ناغلسمان قلقه بشأن أداء فريقه ضد بوخوم، وقال: «كانت هناك حركة قليلة جداً، إذا لعبنا بهذه الطريقة أمام سان جيرمان، فلن نذهب إلى أبعد من ثمن نهائي دوري الأبطال».

وحذَّر ناغلسمان تشكيلته الأساسية بأن «المستوى تحسن فقط بعد الدقيقة 60 عندما دخلت التبديلات. لذا على المجموعة القتال أمام منافس فرنسي متعطش للألقاب».

ويدرك ناغلسمان جيداً أن نجاحه المحلي لن يشفع له في البقاء على رأس الإدارة الفنية للنادي البافاري، الذي جعل مسؤولوه المسابقة القارية العريقة على رأس أولوياتهم تماماً مثل نظرائهم في سان جيرمان.

وأقيل الكرواتي نيكو كوفاتش من تدريب البايرن رغم تتويجه بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2019. وحتى المتخصص الأوروبي الشهير الإيطالي كارلو أنشيلوتي أقيل بعد أن خسر خارج أرضه أمام باريس سان جيرمان صفر - 3 في عام 2017 في دور المجموعات.

وعلى ملعب «جوسيبي مياتسا» يستضيف ميلان نظيره توتنهام في اختبار صعب لكليهما. ويأمل ستيفانو بيولي مدرب الفريق الإيطالي في فك النحس، الذي لازمه في الدور ثمن النهائي في موسمي 2012 - 2013 على يد برشلونة الإسباني و2013 - 2014 على يد أتليتكو مدريد الإسباني، فضلاً عن إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة بعد تراجع نتائجه في الآونة الأخيرة.

وفشل ميلان في تحقيق الفوز في سبع مباريات متتالية في مختلف المسابقات خرج خلالها من ثمن نهائي الكأس المحلية وخسر كأس السوبر الإيطالية أيضاً وتراجع إلى المركز الخامس في الدوري بعدما كان مطارداً مباشراً لنابولي المغرد في الصدارة.

واستعاد ميلان نغمة الانتصارات الجمعة عندما تغلب على تورينو بصعوبة 1 - صفر في الدوري، ويريد بيولي أن يكون هذا الفوز نقطة تحول بعد هزيمتين في دربي ميلان وخسارتين مذلتين في الدوري أمام لاتسيو وساسولو.

وقال بيولي: «فوز الجمعة يجب أن ينظر إليه على أنه ولادة جديدة»... لأنه أنهى سلسلة لم تبعد ميلان عن الدفاع عن لقبه، بل جعلته في صراع حقيقي على حجز مكان في مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل.

وأضاف: «نحن بحاجة إلى الاستمرار، اللعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل سيكون نهاية جيدة في هذه المرحلة، لكننا بحاجة إلى أن نكون أكثر اتساقاً». ويأمل ميلان في استغلال المعنويات المهزوزة لتوتنهام الذي مني بخسارة مذلة أمام ليستر سيتي 1 - 4 في الدوري الإنجليزي السبت. ولن يكون فريق المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، وصيف بطل نسخة عام 2019 بقيادة بوكيتينو، لقمة سائغة في ظل ترسانته الهجومية القوية بقيادة هدافه التاريخي هاري كين والكوري الجنوبي سون هيونغ مين.

لكن النتائج المتذبذبة لتوتنهام والهزيمة الأخيرة وضعت ضغطاً كبيراً على مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي. ويعود كونتي إلى إيطاليا بعد أسبوعين فقط من خضوعه لجراحة لإزالة المرارة في وطنه، ومن المرجح أن تكون عودته غير مريحة مثل زيارته السابقة. لم يكن كونتي سعيداً منذ مطلع الموسم وخرج بتصريحات انتقدت بشكل مبطن مجلس إدارة توتنهام، ولن يكون مفاجئاً إذا قرر الانسحاب من تدريب الفريق اللندني بنهاية عقده في يونيو (حزيران) المقبل.

وأعرب كونتي عن استيائه من صفقات توتنهام الصيفية، وأشار مراراً وتكراراً إلى أنه لا يعتقد قدرة فريقه على التنافس مع فرق القمة بالدوري الإنجليزي.

لا يزال توتنهام يلهث وراء أول لقب كبير له منذ عام 2008، كما أن العروض الهزيلة للفريق تحت قيادة كونتي لم تقنع الجماهير المحبطة بأنه الرجل الذي سينهي فترة الصيام.

ولم تساعد الإصابات الكثيرة التي طالت الفريق في الآونة الأخيرة مع ابتعاد حارس مرماه الفرنسي هوغو لوريس لمدة ستة أسابيع على الأقل، ولاعب الوسط الأوروغواياني رودريغو بيتانكور حتى نهاية الموسم بالإضافة إلى غياب ريان سيسينيون والمالي إيف بيسوما أيضاً.

ولم يشارك كونتي في المؤتمر الصحافي، الذي تلا مباراة ليستر سيتي بسبب العملية الجراحية التي خضع لها، وأوكل المهمة إلى مساعده كريستيان ستيليني، الذي تحسر على استسلام توتنهام للهزيمة، وقال: «على الفريق أن يغير شيئاً ما. ليس فقط بشكل فردي. إنه يتعلق بالرغبة...لا يوجد تفسير لما يحدث.

حدث هذا الأمر أيضاً الموسم الماضي عندما تغلبنا على مانشستر سيتي، ثم خسرنا أمام بيرنلي، يجب أن تحافظ على مستوى مستقر هو إجراء طويل الأمد. ولذا يتعين عليك أن تكون أفضل من الناحية الذهنية والبدنية».

ويحتل توتنهام المركز الخامس في الدوري المحلي حالياً ويبتعد عنه نيوكاسل صاحب المركز الرابع آخر المتأهلين إلى دوري الأبطال بفارق نقطتين فقط، وبالتالي فالأمور ليست في غاية السوء، أقله من ناحية النقاط، لكن الفشل في الوصول للمربع الذهبي ربما يدفع دانيال ليفي رئيس توتنهام لإقصاء كونتي.

 

 

الشرق الاوسط

Top