• Thursday, 28 March 2024
logo

إدريس هو رفيق نضال و اخ اكبر

إدريس هو رفيق نضال و اخ اكبر

فاضل ميراني
مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني

الذين يتتبعون مسيرة التاريخ الحقيقي للنضال المعاصر لشعوب العراق، سيقر لأدريس البارزاني انه في ارفع مكان و اعمق جذر نضال و جهاد، فمسيرتنا في الاصل و الامتداد لهي ابعد ما تكون عما تمقته الناس من سلوكيات من غرتهم السلطة التي وصولوها على جثامين الوف الضحايا و الوف المقاتلين الذين كانوا يريدون للعراق ان يكون عراقا يليق بتاريخه و مستقبله، لا ان يكون رسما على خريطة و نهبا لمن غرته سلطة او استبدل جلده.
ادريس البارزاني هو سفر لناصع اسفار النضال، و مفخرة بين الرجال.
في القتال اسألوا عن ادريس تجبكم البنادق و الربايا، فقد كان يقلق الليالي بخطواته و يحيلها ضياءََ ببارود سلاحه، و في السياسية فحنكة و اتقاد ذهن و مَنَعة و إحاطة بالطموح و القوة، واقعي صبور متأنٍ.
بين اضلاعه خلاصة من ابيه، كأنه جبل متحرك من كردستان، جبل تأوي اليه سرايا البيشمركة و تعتصم به جموع الثوار فيصعب على العدو بلوغهم.
من ذا الذي عرف ادريس و لم يشعر بحنو جناحيه عليه؟
كان بيننا واحدا منا، يسمع اكثر مما يتكلم، فأذا نطق نطق بما في قلبك، يرفع الهمم و يخفف الالم و يبث الرجاء، و بأسمائها يسمي الاشياء، مرهوب من الخصوم، اخو اخيه في الشدائد، كريم العطف و اليد، لين بلا التواء، بحر من الصبر و التصبر، سيف اذا خرج من غمده.
ادريس، لون بذاته في التاريخ اذا لونت لوحات التاريخ، تسير على خطواته و تذكر صوته و تسترجع كلماته، فترسم طريقا واضحا لصدق غايات الثورة.
ادريس، عنوان و متن، للانسانية التي ننشدها، عليها بقي يعمل الى ان فاضت روحه.
كردي بكل معاني الكلمة، عراقي يسند نضال شعوب العراق، يعرفه زعماء عرب و ويحسبون له حسابا يصب في مصلحة قضية شعبه، و يدرك قيمته رجال سياسية مؤثرون في القرار الدولي فيرتبون كلامهم معه.
وهو مع ذلك معدن التواضع، و داوة حبر في سِيَرِ المساواة، يضخ من قلبه جهدا لمن يعي ما الجهد، جهد ثورة شعب في ايلول١٩٦١، و جهد حشر امة وقفت امام انظمة عدة غاية في الفتك و الشراسة، و جهد ترتيب وضع الامة في اتفاق سياسي مع السلطة، و جهد تلافي اجواء النكسة، و جهد بث النضال تارة بعد اخرى.
ادريس بعمره ذي العقود الاربعة و بضع سنوات، تناثر ليسد كل ثغرة، و ليصل لكل نقطة حتى لا يعاد القيد ليكبل يدي امتنا و العراق.
ادريس كان للكل اخا، للمقاتل، للمناضل السياسي، للصحافة، للتعليم في المخيمات، للأمدادات التي تغذي جسم الثورة، للمهجرين و المسفرين و للاجئين، و لقرى كردستان و مدن العراق، و كردستان بأجزائها.
ادريس، كان لي و لكل من عمل على ايامه، اخا اكبر و رفيقا أجَلْ، وشعلة سكون تمد القناعة بحقيقة و احقية النضال.
الحديث عن موته يعصر القلوب، وتذكر حياته يصفي النفوس، و دراسة شخصه تحمل شحنات تزيح ما لحق بمنجزاته للعراق التي ادخرها له من عمره فضيع الطارئون كثيرا من الجهد فكان ان نال العراق ما لحقه اليوم من هبوط اداء.
ادريس عاش و قضى نقيا رفيع المكان.

 

 

مقال منشور فی صحیفة الزمان

Top