شارك رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم الاثنين، في مراسم افتتاح معهد كوردستان للابتكار (KII) الذي يهدف إلى دعم المبتكرين والباحثين والطلاب لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس، مؤكداً أن هذا المعهد سيكون «حجر الزاوية» للتحرك نحو أمة مستنيرة ودولة أقوى».

وأدان مسرور بارزاني في مستهل كلمة له بمناسبة تأسيس المعهد، بالقصف الإيراني الذي طال مناطق في العاصمة أربيل ومحافظة السليمانية، وقال: إن «القصف مدان وهو انتهاك لسيادة أراضي إقليم كوردستان»، موجها في الوقت تعازيه لعوائل الضحايا، وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى.

وأكد رئيس الحكومة في كلمته خلال مراسم الافتتاح، إن الإعلان عن معهد كوردستان للابتكار والحداثة (KII) حدث مهم.

مضيفاً، أن أحد أهدافه الرئيسية «هو إيجاد وفرص لمواهب وقدرات مواطنينا وخاصة شبابنا».

وأضاف «في كل لقاءاتنا ومناقشاتنا سواء مع شباب كوردستان أو مع مواطنينا بشكل عام أكدنا دائما دعمنا لتنمية مواهبهم وقدراتهم».

وشدد رئيس الحكومة مسرور بارزاني، على أن المعهد سيكون مكانا «تنبض فيه الأفكار، ويزدهر الابتكار، ويزدهر العلم والمعرفة ويكافأ الإبداع»، مشيراً إلى أن «إطلاق مثل هذا المركز في إقليم كوردستان هدفه تحويل الإقليم إلى مركز للعلم».

كما أشاد رئيس الحكومة بمواهب وقدرات الشباب الكوردي ودعا إلى وقف هجرة الشباب وحثهم على خدمة إقليم كوردستان، وقال: «نحن فخورون بكل موهبة في الشتات الكوردي الذي يعتبر من أكثر الجاليات نشاطا وقدرة في العالم، ومع ذلك فإنني أدعو إلى وضع حد لهجرة الكفاءات والقدرات إلى الخارج ويجب أن نتخذ خطوات مهمة لخدمة كوردستان يداً من خلال هذه المؤسسة».

وتابع «بعض أبناءنا في الخارج كانوا مترددين في العودة للوطن، وهذا يجب أن يتغير، فالابتكار مبني على الحوار وتبادل الأفكار وليس على الأوامر والقرارات»، وقال: «إن أكثر الأماكن إبداعًا في العالم ليست تلك التي يحكمها المستبدون، بل تلك التي تقوم على العمل الجماعي والتعاون من قبل الموهوبين المهرة ، حيث تزداد قيمة العمل والمنتج، بسبب الاهتمام برأس المال البشري».

وأشار إلى أن الشعب الكوردي لديه الآن فرصة أفضل «للتفكير على نطاق واسع» وقال: «إننا ندعم الأفكار التي تقدم لنا التقنيات الجديدة حتى نتمكن من الاستجابة بسرعة لاحتياجات الناس».

كما لفت إلى أنه من المتوقع أيضاً أن تقدم حكومة إقليم كوردستان مشروع قانون حماية الملكية الفكرية، «وهو أمر ضروري لحماية حقوق أصحاب الأفكار والمخترعين»، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ خطوات عملية لتحقيق هذه الغاية.

وأردف «ستعمل رقمنة الخدمات والبنية التحتية وإرساء أسس نظام مصرفي خاص على زيادة ثقة الجمهور في مؤسساتنا وتسهيل دعم الشركاء المحليين والدوليين لهذا المعهد»، وأضاف «شعب كوردستان ليسوا غرباء عن الابتكار، أذكر في أوائل التسعينيات في بعض القرى أنتجوا الكهرباء من مياه الأنهار والآبار عن طريق تركيب مولدات صغيرة».

وتابع « اليوم، يتزايد الطلب على الطاقة النظيفة عالمياً، ونأمل أنه بمساعدة المبتكرين والمستثمرين المحليين وتعاون ودعم المستثمرين الأجانب، سيمكننا تلبية قدر كبير من احتياجاتنا من الطاقة في المستقبل القريب».

ومضى يقول: «يتفهم شركاؤنا هذا التحدي، فخلال زياراتي لدولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام، تأثرت بالدولة القوية التي بنيت في أقل من 50 عاماً، وشكل الطاقة المقدمة المجتمع ونموذجها. بدأت الدول الحديثة في جميع أنحاء المنطقة وآسيا في تطوير الطاقة النظيفة وتطوير التصاميم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة لتلبية احتياجات مواطنيها. إنها ابتكارات عالمية، لقد رأيت نماذج مماثلة عبر الخليج  وهذه الإنجازات جديرة بالثناء».

وشدد بالقول: «مواطنونا في كوردستان هم أعظم رصيد للبلاد، وسيكونون مبدأ العمل وحجر الزاوية لمعهد كوردستان للابتكار».

كما لفت مسرور بارزاني إلى أن المعهد «سينشىء الحديقة العلمية، حيث سيتمكن المخترعون من الوصول إلى مختبرات ومصانع مختلفة، حتى يتمكنوا من وضع أفكارهم موضع التنفيذ ومتابعة أبحاثهم في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والطب وتحسين نوعية الحياة».

وأشار إلى أن «حديقة العلوم هذه ستكون ملتقى مختلف المراكز الأكاديمية والعلمية ومنطلقاً لعملنا المشترك وأهدافنا مع الجامعات ومراكز البحوث من جهة أخرى».

وقال رئيس الحكومة، إن «المؤسسات الحكومية وحتى القطاع الخاص ستكون قادرة على الاستفادة من الابتكارات التي سيتم تحقيقها».

وختم مسرور بارزاني بالقول: «أعتقد أن هذا المكان سيكون مكانًا للقاء العقول العظيمة حيث تلتقي قدراتهم وطموحهم وأهدافهم، وفي هذا المكان يمكننا جميعاص أن نكون جريئين ونبني أحلاماً كبيرة .. دعونا نعمل معاً لتطوير معهد كوردستان للابتكار، والذي سيكون حجر الزاوية في التحرك نحو أمة مستنيرة ودولة أقوى».

 

 

باسنيوز